أبين.. تدهور في الخدمات وحلول ترقيعية

> تقرير/عبدالله الظبي

> تعاني محافظة أبين من تردي الخدمات فيها، وبالرغم من فداحة الأوضاع الإنسانية والكوارث التي حلت بها، خصوصاً خلال العقد الأخير من الزمن عقب سيطرة أنصار الشريعة عليها واجتياحها من قبل قواتهم وقوات صالح إلا أن المحافظة لم تجد التفاتة لمعاناة أبنائها والبدء ببرنامج حكومي لتأهيل الخدمات فيها باستثناء بعض الحلول الترقيعية.

ومنذ عقد من الزمن تتفاقم الأوضاع المعيشية في المحافظة وتتكدس أكوام القمامة في الشوارع ويعاني المواطنون من الانقطاعات المتكررة لخدمة الكهرباء وانتشار طفح المجاري بصورة غير مسبوقة.
يقول المواطن ناصر محسن الجريري لـ"الأيام": "للأسف الشديد الحكومات المتعاقبة لم تول أي اهتمام بهذه المحافظة".

وتابع حديثه قائلاً: "تلقينا الكثير من الوعود الحكومية لتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية بعد معاناة أبنائها من الحروب والكوارث، خلال السنوات الأخيرة، لانتشالها من حالة الخراب لكن كل الوعود مازالت حبراً على ورق تبخرت وتلاشت وأكثر من 3 حكومات متعاقبة خلال هذه العشر سنوات، لم تلمس منها المحافظة أي اهتمام أو مشروع جرى تنفيذه على أرض الواقع ".

ويقول الجريري: "كنا نتطلع إلى تطوير البنية التحتية وإعادتها بشكل جيد وتأهيل خدمات الكهرباء والمياه ومشاريع الصرف الصحي وطرقات وإعمار كل ما خلفته الحروب وغيرها من المشاريع المستدامة إلا أن هذا لم يحدث وما نشاهده اليوم ونلمسه من مشاريع محدودة كلها مقدمة من بعض المنظمات العاملة في اليمن وبعض الدول المانحة والتي قدمت بعض من هذه المشاريع وهي عبارة عن حلول إسعافية لا أكثر".

وتابع الجريري حديثه بالقول: "المحافظة وأبناؤها يعيشون اليوم أوضاعاً سيئة، فالكهرباء عجزت السلطة عن إيجاد معالجة لمشكلة انقطاعاتها المزمنة ونحن اليوم على عتبات فصل الصيف، الأمر الآخر مشاريع الطرقات الرئيسية التي تربط المحافظة بباقي المحافظات مازالت متعثرة ولم يتم العمل على إعادة تأهيلها وحتى شبكات الاتصالات منعدمة في عدد من المديريات ولم تعمل الجهات المسؤولة على تلبية احتياجات المواطن من هذه الخدمة وتعمل على تأهيل شبكات الاتصال وخطوط الاتصال الأرضية".

وعن الصرف الصحي، يقول الجريري: "أغلب شبكات ومجاري الصرف الصحي في بعض الأحياء بزنجبار وخنفر لازالت تعاني من الإهمال ولم يتم تأهيلها، وغيرها من الخدمات في الجانب الصحي والتعليمي".

وناشد الجريري الحكومة، ممثلةً بدولة رئيس الوزراء، إعادة النظر لصندوق الإعمار ورفد الصندوق بالدعم اللازم وتقديم المبالغ التي وعدت بها الحكومة السابقة عقب نزولها إلى المحافظة، وتلمس معاناة مواطنيها ومشاهدة حجم الدمار والكارثة التي حلت بها".

أصبح أمراً يؤرق المواطن البسيط
الإعلامية إبتسام الناصر، تحدثت عن معاناة المواطنين في محافظة أبين بسبب تدهور الخدمات وقالت: "تردي الخدمات في أبين أصبح أمراً يؤرق المواطن البسيط، ومع استمرار الحرب وإطالة أمدها يزداد تدهور الخدمات.. فلا مستشفيات تقدم رعاية بالمستوى الذي يليق بها وقطاع الكهرباء يمر بأسوأ المراحل. كذلك خدمات المجاري والمياه".

وقالت الناصر إن "الحكومة لم تفِ بوعودها ولم تستطع توفير أبسط احتياجات المواطنين وتقديم الخدمات الضرورية لهم ويظل دعم الحكومة للمحافظة حبراً علي ورق وتزداد معاناة المواطنين في أبين، خصوصاً في مديرية خنفر بسبب غياب الحلول لأبسط المعضلات وأدعو الحكومة إلي توفير الخدمات الأساسية والحيوية لحياة المواطنين، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الدور الرقابي على أسعار السلع في المحافظة".

أسباب متعددة
من جانبه، قال المواطن وجدي بافار: "أبين جريحة تعاني الكثير من الهموم والاحتياجات والخدمات في عدة مناحي الحياة، في مقدمتها خدمة الكهرباء التي يصل أحياناً انقطاعها إلى 20 ساعة".
وأضاف: "هناك طاقة مشتراة من شركات خاصة وهناك مولدات حكومية وتيار كهربائي قادم من عدن، لكن كل هذا لا يفي بتوفير الخدمة بشكل جيد للمواطنين ونجد كثيراً تبريرات تتحدث عن انعدام الديزل وقطع الغيار وغيرها".

وتابع قائلاً: "محافظ المحافظة أبوبكر حسين، قدم مبلغاً يتجاوز 140 مليون ريال، لشراء قطع غيار وفلترات، وشركة العليان و"أجريكو" أغلب مولداتها خارج الخدمة وتم توفير مولدات بقوة عشرة ميجا والكهرباء لم تتحسن حتى في فصل الشتاء".
وعن خدمات النظافة، تابع حديثه قائلاً: "كل المدن تعاني من تكدس القمامات في الشوارع العامة والحارات والسبب في اعتقادي هو الموازنة التشغيلية والمعدات، وهذا بسبب تعثر تحصيل إيرادات المحافظة والمديريات لصالح صندوق النظافة، هناك عجز في المعدات ولا تفيء في تغطية احتياجات المحافظة".

وقال: "بعض الحارات ما تقدر تمر بجانبها، نتيجة تكدس القمامة وانتشار الأوبئة والأمراض، لذلك نناشد السلطة المحلية بالمحافظة، بمساعدة الأخ مدير الصندوق ويتم تحصيل الموارد المالية من الإيرادات لصالح الصندوق وتوفير المعدات الخاصة بالقمامة علماً بأنه وبحسب ما نعرف، فأن الأخ المحافظ قام بمتابعة الأخ رئيس الوزراء واستخرج توجيهات بتوفير عدد من السيارات والفرامات، قبل 6 أشهر، ولكن تعليمات على الورق فقط والقمامات تزداد يوماً بعد يوم".

وأشار إلى تدهور خدمة الصرف الصحي في زنجبار، وقال إن: "استحداثات في شوارع وحارات زنجبار لم يتم التنسيق مع إدارة الصرف الصحي، تسببت بردم الكثير من مناهل الصرف الصحي ولا نخلي مسؤولية المواطن في هذا الجانب كون بعض المواطنين يقومون ببناء منازل جديدة أو توسعة في منازلهم وقاموا بربط خدمة الصرف الصحي دون الرجوع للجانب الهندسي. أيضاً عدم توفر مجمعات واسعة لاستيعاب تصريف مياه الصرف الصحي وفي مدينة زنجبار، يجب وضع دراسات تستوعب الكثافة السكانية وتوفر مساحة كافية لتصريف المياه ومعالجة مشكلة البناء العشوائي".

الخدمات صفر
وقال المواطن حسين الهاطل إن: "المواطن في أبين أصبح لا يثق ولا يصدق الوعود الحكومية مع تدهور خدمات النظافة والكهرباء والمياه".
وقال الهاطل: "إلى متى سيستمر تعذيب المواطن بحرمانه من أبسط الخدمات، ونحن في مدينة شقرة الساحلية، الخدمات عندنا معدومة وحتى الماء غير صالح للشرب، طالبنا السلطات المحلية ومطالباتنا لم تتوقف، لكن لا حياة لمن تنادي، رسالتي لمن يهمه الأمر أن يتقوا الله في المواطن الغلبان ويتذكروا قدرة الله عليهم".

وأكد المواطن الشيخ أبو بكر العويني أن "الخدمات في المحافظة متدهورة وعلى رأسها انقطاع تيار الكهرباء والقطاع الصحي، والذي أصبح متدهوراً، وتكسد القمامة في الشوارع المحافظة كذلك تردي الطرقات وهناك وعود من الحكومات السابقة والحالية، ولكن لم نشاهد أياً من هذه الوعود على الأرض".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى