مع دخول فصل الصيف.. كهرباء أبين تدفع بالمواطنين إلى شراء منظومات طاقة شمسية

> تقرير/ عبدالله الظبي

> عام يمضي، وعام يأتي، ولا جديد نسمعه عن حل مشكلة الكهرباء المزمنة، إلا الترقيع المستمر منذ عقود.
ينقضي فصل الشتاء، وينسى الناس قليلاً معاناتهم مع الكهرباء، ويحل لصيف المكفهر مجدداً لترتفع الأصوات الناس.. تتوالى فصول الإهمال واللامبالاة من قِبل الحكومات المتعاقبة، والناس في مديريتي زنجبار وخنفر بمحافظة أبين يئنون من جحيم انقطاعات التيار الكهربائي.

ومع دخول فصل الصيف هذا العام بدأ المواطنون في مديريتي زنجبار وخنفر استعدادهم المبكر لاستقبال مسلسل طفي لصي من خلال شراء منظومات طاقة شمسية رغم معاناتهم وارتفاع أسعارها.
يقول المواطنون في زنجبار وخنفر: "إن انقطاعات الكهرباء هذه المرة استبقت قدوم فصل الصيف؛ حيث يستمر انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة. وهو الأمر الذي دفع الكثير منهم لشراء ألواح طاقة شمسية وبطاريات وأجهزة شحن كهربائية لمواجهة مشكلة الانقطاعات".

ضرورة لمواجهة الظلام
المواطن ناصر مساعد، أحد أبناء مدينة زنجبار، لجأ مؤخراً لشراء منظومة طاقة شمسية لمواجهة الظلام الدامس الذي تخلفه الانقطاعات المستمرة للكهرباء، والتي ستشتد من دخول فصل الصيف وشهر رمضان الفضيل.
يقول مساعد في حديثه لـ "الأيام": "رغم التكلفة الباهظة التي تكبدناها لشراء منظومة طاقة شمسية إلا أنها أصبحت ضرورية لإنارة المنزل أثناء انقطاع التيار الكهربائي".

وأضاف: "مؤسسة الكهرباء لم تقدم لنا أي توضيح حول الانقطاعات التي سبقت قدوم الصيف، وكيف سيكون الحال مع اشتداد درجة الحرارة".

وتابع قائلا: "الناس لم تعد تثق بالحكومة ولا بمسئولي الكهرباء، واليوم الناس تواجه مشاكلها بنفسها، ونشاهد من أشهر إقبال كبير على شراء منظومات الطاقة الشمسية خصوصاً أن أغلب الانقطاعات تستمر لساعات طويلة في المساء، ولا يجد الناس إنارة في منازلهم، ويحتاجون للضوء خصوصاً مع اقتراب موعد امتحانات طلاب المدارس، وكذلك مراوح الهواء". مشيراً إلى أن منظومات الطاقة الشمسية تستنزف مدخرات المواطنين، وأسعارها باهظة خصوصاً مع التقلب المستمر في أسعار العملة وانهيار العملة المحلية".

ويقول المواطن صابر الكسادي: "لقد تعودنا على الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي، ولم نعد نصدق أي مسئول يتحدث عن تحسن وضع الكهرباء، وأصبحنا على يقين أن هذه الخدمة لن تتحسن".
ويضيف في حديثه لـ "الأيام": "بالله عليك إذا كان حالنا هذا ونحن في الشتاء وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل في بعض الأوقات إلى أربعة ساعات أو يزيد، فكيف سيكون حالنا في الصيف الذي يزداد فيه سحب الكهرباء بشكل كبير؟!".

ومضى قائلا: "كيف سيكون حال المرضى والأطفال والنساء؟.. ألا يكفينا ما نحن فيه من مشاكل والأسعار ترتفع كل يوم يشكل جنوني، وصار الكثير من المواطنين عاجزين عن توفير القوت الضروري لأطفاله والحد الأدنى من متطلبات حياة كريمة".

وأضاف: "ناشدنا الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة.. بحت أصواتنا ونحن نطالب بتحسين خدمة الكهرباء، وهي خدمة من حقوق المواطنين". مضيفاً "يأتي هذا العام ونحن في نفس المربع وفي نفس المكان لا جديد أو كما يقال (محلك سر)، يسوق لنا المسئولون أعذاراً كثيرة منها (كمل الديزل)، و(لم يصل الديزل)، و(تزايد الأحمال على المحطة)، ونحن المواطنون ما ذنبنا؟".

ويختتم حديثه: "بدأت الكثير من الأسر شراء البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، وتحملت الكثير من الأسر الكثير من الديون من أجل شرائها".

إقبال كبير على شراء
المواطن مروان الشاطري، من أبناء مدينة جعار، اشترى مؤخراً منظومة طاقة شمسية، ويقول إن عدم عمل حلول لمشكلة الكهرباء دفع الناس للبحث عن حلول تكلفهم مبالغ كبيرة على حساب قوت أطفالهم.

ويضيف مروان الشاطري: "محافظة أبين، مدينة ساحلية نسبة الرطوبة فيها عالية، وبالتالي درجات الحرارة فيها مرتفعة جدا في ذروة أحمال الصيف، ومع تردي خدمات الكهرباء في فصل الصيف بسبب وضع البلاد القائم عموماً وجور القائمين على كهرباء ورفضهم لتوجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ووزراء الكهرباء المتعاقبين بضرورة تزويد محطة كهرباء جعار بطاقة قدرها 10 ميجا وات بشكل مستمر؛ تزداد معاناة المواطنين إثر تقلص ساعات الكهرباء في الصيف التي قد تصل في أفضل الأحوال إلى نظام ساعتين بساعتين؛ لذلك يخشى كثير من المواطنين على صحتهم، خصوصاً من يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب والرئة، فيضطرون شراء طاقة بديلة كالمواطير والطاقة الشمسية".

ويتابع قائلاً: "إقبال المواطنين على شراء الطاقة الشمسية خيار اضطراري حتى لو كانت الطاقة الشمسية طاقة نظيفة ومتجددة لكنها لا تحل المشكل وتكلفهم الكثير من المال".
وأضاف: "تتلخص كثير من أسباب ودوافع المواطنين في محافظة أبين لشراء الطاقة الشمسية بسبب شعورهم بالإحباط واليأس وانعدام الأمل في عودة خدمة الكهرباء بشكل أفضل خصوصاً مع التوسع العمراني الحاصل ودخول أعداد كبيرة من الضيوف من المحافظات التي تشهد نزاعات مسلحة".

الطاقة الشمسية أحد الحلول
وأكد أبو عبدالله، من أبناء مدينة الكود بمديرية خنفر، على تفاقم معاناة المواطنين وإقبالهم على شراء الطاقة الشمسية.. في السنوات الأخيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعدم جدية الحكومة الحالية والحكومات السابقة وفشلها في توفير التيار الكهربائي بشكل كبير ومستمر؛ حيث اضطر الكثير من المواطنين إلى الشراء الطاقة الشمسية البديلة عنها؛ لأنها طاقة نظيفة ومتجددة ولا يدفعون عنها فواتير استهلاك شهرية بدون أن يروا أي خدمة! كما إن الطاقة الشمسية تعد أفضل من المولدات (المواطير) من حيث عدم احتياجها إلى مواد بترولية أو زيوت أو صيانة ونحوها، كما أنه ليس لها أصوات مزعجة كالتي تصدر عن المولدات والمضخات، لذلك تعد خياراً أفضلاً ولو كانت مكلفة".

وأضاف: "لقد بدأت الكثير من الأسر في شراء البطاريات ولوحات، وتحملت الكثير من الأسر الكثير من الديون من أجل شراء الطاقة، ما إن يحل فصل الصيف حتى تزيد حالات انقطاع التيار الكهربائي، ويشعر الناس ببعض القلق من تكرار الأمر".

وأكد أحد أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الطاقة الشمسية قائلا: "إن هناك إقبالاً كبيراً من قِبل المواطنين خاصة خلال السنوات الأخيرة على شراء الطاقة الشمسية، وكذلك أصحاب المزارع الذين يعانون أيضاً من انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر مادة الديزل في بعض الأحيان، إذ اضطرهم ذلك للجوء إلى الطاقة الشمسية التي تعد الأفضل لهم في تشغيل الآبار الزراعية".

وأضاف: "أما ارتفاع أسعار الطاقة الشمسية فإنما يعود إلى تجار الجملة في العاصمة عدن وحضرموت، الذين يستوردون هذه الطاقات، إذ أنهم يقومون بيعها علينا بسعر مرتفع، مما نضطر نحن إلى بيعها بهذا السعر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى