مدير مؤسسة المياه بالقطن لـ«الأيام»: المديونية والربط العشوائي وتهالك الشبكة عوامل ستؤدي لانهيار المؤسسة

> حاوره / خالد بلحاج

> تعاني المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، فرع القطن بوادي حضرموت صعوبات عديدة أثقلت كاهلها وأبرزها تعثر تحصيل المديونية المديونية وارتفاع نسبة الفاقد وتقادم الشبكة وتهالكها وعدم زيادة آبار إضافية وغيرها من المعوقات، نقلناها في حوار مع مدير المؤسسة المحلية للصرف الصحي فرع القطن، مازن علي.

في البداية نثمن جهودكم ونتمنى أن نضع القارئ بكل ما يدور داخل أروقتكم؟
- مرحباً بكم وبصحيفة «الأيام» الغراء، المنبر الإعلامي الحر.

سمعنا كثيراً عن تعثر تحصيل المديونية لدى المشتركين، ما هي الحلول التي وضعتموها لاستمرار الخدمة؟
- الديون المتراكمة عند المشتركين همّ كبير ومؤرق، ووضع المؤسسة بحاجة ماسة للموارد، واستمرار تعثر تحصيل الديون قد يعجل بانهيار المؤسسة، فمنذ العام 2010م عزف عدد كبير من المشتركين عن التسديد لظروف معروفة، بل إن عدد المسددين لا يزيد عن 31 % مما سبب لنا إرباك في عملنا، بل وصل الحال بنا إلى العجز عن الوفاء بأبسط الالتزامات من محروقات ورواتب ومستحقات وفي العام 2015م تدارسنا الوضع وحثينا المشتركين على السداد لضمان استمرار الخدمة وتم جدولة المديونية التي بلغت آنذاك نحو (280) مليون بحيث يتم الدفع على شكل أقساط مع الالتزام بتسديد الفاتورة الرسمية الشهرية، ولكن الوضع لم يستمر طويلاً، حيث بلغت نسبة التحصيل من 60 الى 65 %، بعد ذلك تفاقمت المديونية لتصل هذا العام إلى 638 مليون ريال يمني، ولولا فضل الله والتزام بعض المشتركين بالسداد كل شهر لوجدنا المؤسسة قد توقفت عن العمل.

هل لك أن توضح لنا أكثر عن المديونية والجهات الممتنعة أو المتخلفة عن السداد؟
- المديونية بلغت (638) مليوناً لخمس شرائح، (منزلي ودور عبادة وتعمير وتجاري وحكومي): الحكومي حوالي (223) مليون، الحكومي ليس كلهم ما يسددون، هناك مرافق تسدد كالكهرباء والبريد والمؤسسة الاقتصادية سابقاً، بينما المرافق التابعة للتسديد مركزياً المجمع الحكومي ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والدفاع والداخلية والأمن والإسكان والتخطيط والشؤون الاجتماعية والعمل والزراعة والري، حيث كانوا في فترة من الفترات يسددون على أقساط مرة وينقطعون فترة اخرى، مديونيتنا للكهرباء تصل إلى (254) مليوناً، لصالح المؤسسة الاستهلاك المنزلي (372) مليوناً، وهي أهم شريحة، بينما دور العبادة أربعة ملايين نستثني منها المساجد التي تتبع الأوقاف لأنهم يسددون شهرياً باقي المساجد لم يسددوا، وأيضاً البرادات، التعمير(18) مليوناً، والتجاري (20) مليوناً.

المشكلة الأخرى إلى جانب المديونية أيضا الربط عشوائي عندنا قرابة (250) مشتركاً رابطين بشكل عشوائي، ناهيك عن الجدد الذين لم يدخلوا الخدمة ويربطون مباشرة، ويقدرون بـ أكثر من (500)، إضافة للرابطين من خارج العداد.
المشكلة طرحت بقوة على السلطات ولكن لم نجد تجاوباً، تم فصل الخدمة عنهم ولكننا نفاجئ بعودتهم مرة أخرى للربط العشوائي، لابد من وجود قوة رادعة وأيضاً بحاجة للتوعية والإرشاد بمخاطر سرقة المياه.

سمعنا عن توقف أعمال حفر بئرين في الحقل التابع للمؤسسة؟ لماذا توقف المشروع؟
- بالنسبة لمشروع حفر بئرين في الحقل الحالي توقف وكنا سنستفيد من الحقل بشكل أكبر، هناك صعوبة في إنشاء حقل جديد، كنا سنحفر واتفقنا بموجب عقود تم اعتمادها من حصة النفط بكلفة (418) ألف دولار، جرى حفر بئرين وكهرباء، وتم تحويل الحفر إلى بئر في منطقة الجوادة، ولازال المشروع متعثراً، وأصبحنا بيئة طاردة للمشاريع.. حجزنا أربعة مواقع في العريض ووادي حذية ومنوب أثنين، واخترنا العريض لأنها مساحة كبيرة ورافعة وموقع إستراتيجي ومرتفع وسيغطي وادي حضرموت لأن المياه إستراتيجية.

ماهي المشاريع المنفذة؟
- لدينا مشروع الخط الناقل بكلفة (54) مليون ريال من حصة مبيعات النفط بالمحافظة، ومشروع استبدال خط (الأسبيستو) من ساحة الجهاورة إلى ديار الحضارم (خط ناقل) عبر منظمة اليونسكو بكلفة مئة مليون ريال يمني.

حدثنا عن الفاقد وماهي مشكلته؟
- فاقد المياه في المؤسسة مشكلة تصل نسبتها إلى 50 %، هناك فاقد معقول مسموح به ومتعارف عليه، فارق القراءات، انفجار الأنابيب، عدم المباشرة في الإصلاح من 16% - 25 %، لكن أن يصل إلى 50 %، فهو مشكلة وسببه الرابط العشوائي والرابطين خارج العداد والرابطين مباشرة بدون عدادات وخصوصاً الربط الجائر لسقي الأشجار والنخيل في البيوت والمزارع.

وماذا عن الشبكة ومدى صلاحيتها؟
- الشبكة متهالكة بنسبة 80 % بحاجة إلى استبدال (الأسبيستو) حوالي 15 كيلو، انتهى عمرها الافتراضي بعد خدمة مستمرة منذ 40 عاما.

ماذا عن سلامة الماء وضمان جودته؟
- بالنسبة لسلامة الماء صحياً، نقول إننا لازلنا في المعيار المعقول من حيث مقياس عناصر الأملاح ودرجة الحرارة والتلوث البكترولوجي، ونسبة الأملاح التي توصلنا إليها (750) ملجم في اللتر الواحد، بينما المعيار الوطني من (650 - 1500) والمعيار الدولي من 750 إلى حوالي الألفين، المعيار الدولي يعطيك مجالاً أكبر، لأن فيه دول ما يحصلون الماء يعتبرون هذا الماء كوثر، ودول ما ترضى به، أما (العسرية) غير الأملاح لأنها متعلقة بالجير، ولون الماء فالمعيار الوطني من (100 - 500) والدولي من (100 - 700) أو 800، نحن عندنا 400 فقط، درجة الحرارة 25 %، والمعيار إلى 35 %. التلوث البكترولوجي لا يوجد، فالمياه التي نقدمها للمواطنين شبه نقية.

هل توجد لديكم مختبرات؟
- المختبرات موجودة في الإدارة العامة وفي كل فصل يقوم فريق بالنزول لفحص المياه ويأخذوا عينات من الخزان والبئر ومن بعض البيوت مباشرة يختاروا عينات عشوائية ويتم مقارنتها ويتم استخلاص النتائج.. وكل شيء كويس والحمد لله.

وماذا عن المورد المائي؟
- المورد متوفر بكثرة ولكنه بحاجة للحفاظ عليه من التلوث والاستنزاف والإسراف وحماية البيئة، لذا فمشروع الصرف الصحي أصبح ضرورة حتمية.

ماذا عن مشروع الصرف الصحي ومجاري القطن؟
- الصرف الصحي مهم، وأحب أن أوضح أن من أهم أسباب نقل الحقول إلى شعب الحمضان هو الصرف الصحي نتيجة تزاحم العمران في موقعه الأول مما يسبب تسرب المجاري إلى الآبار على المدى الطويل، وعمر الحقل لا يقل عن 100 سنة يتسع لعشرين بئراً.

لذا فالمشروع أصبح ضرورياً وحتمياً ويجب أن نضع له ضوابط وأسس. المشروع القائم مشروع صغير لعدد من البيوت ولكنه أسهم في حل مشكلة، ويتصرف إلى أرض زراعية مكشوفة يزرع بها الحناء ولا يشكل خطورة أو تلوثاً لأنه يتسرب ويتبخر جزء منه، هو مشروع أولي ولا نعول عليه مستقبلاً، وعندما يأتي المشروع العام سيتم دمجه في المشروع العام.

ما هي خططكم ومشاريعكم المستقبلية؟
- نطمح لإيجاد حقل يتسع لعشرين بئراً على الأقل، نظراً لزيادة المشتركين، فالمشتركين في تزايد ففي عام م 2004م كانوا (5000) مشترك، الآن عندنا حوالي (9000) مشترك، مما شكل لنا صعوبة، إضافة إلى المستهلك الجديد المكيف الصحراوي، في الشتاء نوقف ثلاث آبار بعد الساعة الحادية عشر مساء وفي الصيف خمسة آبار تعمل على مدار 24 ساعة على الكهرباء والديزل، كما نأمل بتفعيل وحدة معالجات الكلور التي لم تدخل الخدمة منذ العام 2004م، ومشروع الصرف الصحي ومعالجة الأسمدة وحيازة حقول جديدة وإحلال شبكات جديدة وبناء خزانات وتنفيذ مشروعي وادي سر ومنوب.

ما أبرز الصعوبات؟
- صعوباتنا كبيرة تتمثل في العجز المالي إذا ما استمرت المديونية، فالمحروقات وحدها تكلفنا مليون ريال يمني ولكن بفضل الله وبدعم منظمة اليونيسيف نحصل على محروقات للتشغيل، ففاتورة الكهرباء تكلفنا تسعة مليون مع التعرفة الجديدة والمرتبات خمسة ملايين ومبيعاتنا خمسة عشر مليوناً، فكم تبقى للتشغيل والصيانة وغيرها، لذا فإننا نسعى للحفاظ على المؤسسة وتحقيق توازن في العمل لتوفير رواتب ومستحقات الموظفين، أيضاً الآبار تحتاج إلى مضخات فالعمر الافتراضي من أربع إلى خمس سنوات وأحياناً تتعطل قبل أن تخدم لعام واحد فقط.

رسائل توجهونها عبر «الأيام»؟
- تقديرنا لصحيفتكم الغراء وأتوجه عبركم بالشكر للملتزمين بالسداد، نرفع لهم القبعات ولهم فضل كبير، بعد الله سبحانه وتعالى، في استمرار الخدمة، هذه الشريحة من الطبقات العاملة والطبقة الوسطى ومحدودي الدخل، كما أتوجّه بمناشدتي لكل الممتنعين عن السداد والمتخلفين، ونقول لهم قلوبنا مفتوحة لكم قبل أبوابنا فتعالوا إلينا نجدول لكم المديونية وحافظوا على التسديد لضمان استمرار الخدمة لكم ولغيركم، لأن هناك علاقة طردية بين الخدمة والتسديد..

رسالة أيضاً للرابطين عشوائياً بأن يتقوا الله، ويحذرون دعوة المسددين في حالة انقطاع الخدمة، ونحن نحتفل باليوم العالمي للمياه في العشرين من مارس من كل عام أدعوا الخطباء والأئمة والمنظمات والملتقيات في نشر الوعي والحث على التسديد والحفاظ على نعمة الماء فالماء أرخص موجود وأغلى مفقود، وأدعوا السلطات إلى الوقوف بجانبنا وإيجاد قوة رادعة لكل المخالفين لشروط واتفاقيات الخدمة.

نبذة:

* بدأت المؤسسة المحلية للمياه فرع القطن بحضرموت كشركة أهلية للمياه والكهرباء في سبعينيات القرن الماضي ببئر واحدة في أعلى الروضة.

* عام 1980م تم حفر بئر ثانية خلف المستشفى، وتم تحويل المسمى إلى وحدة مياه القطن.

* في العام 1994م تم ضم الوحدة للمؤسسة العامة فرع سيئون، ونتيجة لوقوع تلوث للمياه بسبب الزحف العمراني وتصريف المجاري تم نقل الحقل إلى شعب الحمضان وتم حفر ثلاثة آبار تغذي خزان القطن وخزان في شعب الحمضان.

* في عام 2001م صدر القرار الجمهوري رقم (19) بإنشاء المؤسسة المحلية للصرف الصحي وتحول المسمى من وحدة مياه القطن إلى المؤسسة المحلية للمياه فرع القطن، كفرع مستقل إدارياً ومالياً ولكنه يتبع للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالوادي والصحراء.

* 2004م تم حفر ثلاثة آبار إضافية، في عام 2008 خرجت واحدة من تلك الآبار عن الخدمة تمامًا بسبب انهيارها، وتقدم المؤسسة خدماتها لمشتركيها البالغ عددهم تسعة آلاف مشترك، ويستفيد منها تسعون ألف نسمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى