المرأة الأبينية.. عودة قوية إلى الحقل وحضور متميز في الوظيفة العامة

> تقرير/ عبدالله الظبي

> تراجع دور المرأة اليمنية بشكل كبير بسبب الحروب والصراعات في البلد؛ لكن من تحت ركام الحرب تعود المرأة الأبينية لتصارع بقوة من أجل تنمية المجتمع الذي مزقته الحروب، حيث لا ينحصر دورها كأم فقط؛ بل يمتد إلى المساهمة الفاعلة في المجتمع في مختلف المجالات الحضرية والريفية، وتتطلع إلى دور أكبر في الحياة العامة.
وفي ريف محافظة أبين تقوم المرأة الريفية بمساعدة الرجل في مختلف القطاعات؛ حيث تحتل مساحة واسعة في الأيدي العاملة في المجال الزراعي وغيره، مما جعلها تتفوق على الرجل في بعض الأعمال.

وتؤكد المرأة الأبينية حضورها ومشاركتها الفاعلة في التنمية بصورة أكبر في القطاع الزراعي؛ حيث لجأت المرأة الريفية إلى العمل في الزراعة والمشاركة بصورة أكبر مما كانت عليه سابقاً، ولا يتم حصاد الفول السوداني والموز وغيرها من المحاصيل الزراعية بدونها.

دور ريادي وانضباط وظيفي
وتقول نجوى محسن سالم، اختصاصية اجتماعية بمكتب الشؤون الاجتماعية: "تلعب المرأة في محافظة أبين دوراً فاعلاً في حياة المجتمع من خلال دورها في البيت كمربية أجيال، وفي عملها الوظيفي؛ حيث إن الموظفات أكثر التزاماً بالوظيفة الحكومية من الرجال، وكذا دورها الريادي كشخصية مؤثرة في المجتمع، وهذا الدور نلاحظه في النساء الناشطات سواء موظفات أم لا، وفي التنمية حيث توجد نساء منتجات يمتلكن مشاريع تنموية، ويعملن على توفير متطلبات أسرهن".

"منافسة للرجل بكل جدارة"
وأضافت: "تعمل المرأة الأبينية إلى جانب زوجها في المحافظة على أسرتها لتوفير متطلبات الحياة، وتضحي وتحرم نفسها من أبسط الحقوق المادية، وكثيراً من النساء بالمحافظة يتصدرن مناصب ومواقع مهمة في المحافظة، وهذا إنجاز للمرأة، وفي التعليم وصلت المرأة الأبينية إلى مراحل متقدمة، وصارت منافسة للرجل بكل جدارة، فهي الدكتورة، والمحامية، والمهندسة، والصحفية، والمديرة العامة، ووكيلة الوزارة، إن النساء في بعض التخصصات أكثر من الرجال، وكذا إسهاماتها بالإنفاق على البيت عندما يصبح الزوج عاطلاً عن العمل، حيث تصرف المرأة من راتبها، ويحق لنا القول إن المرأة أصبحت تمتلك الشهادة والمنصب، وصرنا نتطلع كنساء أن يزيد عدد النساء المشاركات في مختلف مناحي الحياة ومراكز صنع القرار السياسي، ونتمنى أن نجد وزيرة أو محافظة أو غيرها من مناصب الدولة؛ لأنها تستحق أن توصل لذلك".

رقم صعب
وقالت الإعلامية إبتسام الناصر: "بالنسبة للمرأة في أبين، فقد أصبحت رقماً صعباً، خصوصاً بعد أن أخذت مكانتها كرائدة في العمل التنموي أسوة بأخيها الرجل، ومع بلوغ المرأة لبعض المناصب في السلطة المحلية أصبحنا نعول كثيراً على تمكين أكثر للمرأة خاصة، وأنها فاعلة ونشطة وذات إرادة صلبة قوية".

وأضافت: "المرأة في أبين رغم كل الظروف مثلت العزيمة والإصرار في مواجهة أحلك الأوضاع والظروف الصعبة، كما تحملت المرأة أعباءً كثيرة وكبيرة، وناضلت لتبرز الصورة الجميلة للمرأة الأبينية القادرة على قهر ظروفها، حتى إنها شاركت في كثير من الأعمال مع الرجل، وأظهرت كفاءتها ومهارتها؛ بل وتفوقت على الرجل في بعض الأحيان".

وأشارت "الناصر" إلى أن "المرأة في أبين تحتاج إلى الاهتمام والرعاية أكثر، ونتمنى إيلاء المرأة الكثير من الدعم والتشجيع لتعطي للمجتمع الصورة الأمثل للنزاهة في العمل الوظيفي".

واجهت الاستعمار البريطاني
من جانبها، قالت أنجي حيدرة، مدرسة بمدرسة 14 أكتوبر: "بالنسبة لدور المرأة في محافظة أبين نتذكر بفخر واعتزاز الدور الكبير الذي قامت به المناضلات في أبين في مواجهة الاستعمار البريطاني وأدوارهن البطولية والنضالية ومشاركتهن في المظاهرات ونشر المنشورات، وعلى رأسهم: علم أحمد حسين وعائشة أحمد حسين، وعلى اختلاف الأماكن والأزمان".

وأضافت: "لعبت المرأة الأبينية دوراً كبيراً في شتى المجالات التنموية، واستطاعت أن تترك لها بصمات واضحة، ورغم الأزمات والحروب المتعاقبة والتي شهدتها المحافظة استطاعت المرأة النهوض رغم تلك الظروف في وجود قيادة حكيمة يقودها محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين".

وتابعت حديثها: "استطاعت المرأة الأبينية تحقيق تميزاً من خلال تسلمها بعض المناصب المهمة بالمحافظة، ومن خلال دورها الفعال والمباشر في نجاح العملية التعليمية كمعلمة، أثبتت وجودها وتميزها، ولا ننسى الدور الفعال في النهوض بالوضع المعيشي للنساء، عن طريق ما يقوم به اتحاد نساء اليمن بالمحافظة بقيادة الأستاذة القديرة عديلة نائب رئيس اتحاد نساء اليمن من دور فعال من خلال إقامة المشاريع التي تخدم المرأة، وكذلك دور المرأة الطبيبة والعاملة".

شريك أساسي
وأكدت عطية سالم أن "للمرأة دوراً فعالاً ومهماً في مختلف المجالات الحياتية والمهنية، فالمرأة أصبحت تنافس الرجل وتتفوق عليه في التدريس، وأيضا في الطب لدينا أمهر الطبيبات في كافة المجالات، وتقوم بأمهر العمليات الجراحية وأعقدها، وأيضا في مجال الحقوق أصبحت من أكفاء القضاة ومن أمهر المحاميين".
وقالت عطية: "المرأة الريفية هي الركيزة الأساسية في القطاع الزراعي بمحافظة أبين، وهي الشريك الفاعل والرئيس للرجال في الحقل الزراعي، طبعاً محافظة أبين تتسع برقعة زراعية واسعة، والمرأة في ريف تشكل الجزء الأكبر في العمل إلى جانب الرجل".

وأضافت: "لجأت المرأة الريفية إلى العمل في الزراعة والمشاركة بشكل فاعل أفضل مما كانت عليه سابقاً، وتعد المرأة هي العامل الأساسي الحاسم في العملية الزراعية، فلا يتم حصاد المحاصيل الزراعية والفول السوداني والموز وغيرها بدون وجود المرأة، وكذلك دورها الكبير في تنمية الثروة الحيوانية ورعي الأغنام والمواشي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى