مخطط جديد.. زحف الجيش إلى الجنوب وإدارة معركة مأرب بمقاتلي القبائل

> تفرّغ الجيش اليمني لاحتلال الجنوب وإدارة معركة مأرب بمقاتلي القبائل

> مأرب/ عدن "الأيام" خاص:

ذكرت مصادر سياسية وأخرى إعلامية أن فشل الجيش اليمني وقوات الإخوان في الدفاع مدينة مأرب وانسحابها باتجاه الجنوب، دفع قيادات في عسكرية كبيرة إلى الاستنجاد بالقبائل لصد تقدم الحوثيين نحو مركز محافظة مأرب، ضمن مخطط يمكّن الجيش من الزحف لاحتلال الجنوب مجددا.

وخلال معارك الجوف ومأرب، اختفى عن المشهد كلٌّ من نائب رئيس الجمهورية الجنرال علي محسن الأحمر، ووزير الدفاع محمد علي المقدشي، وعدد من رموز الجيش اليمني بمن فيهم قائد المنطقة على العسكرية الثالثة، وحشدوا كل إمكاناتهم لتعزيز تواجدهم في شبوة وأبين ضمن مخطط يستهدف تسليم مأرب للحوثيين مقابل احتلال وادي حضرموت وشبوة وأبين ثم العاصمة عدن.

وفي خضم الانكسارات شمالا والتعزيز والزحف جنوباً، برز رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز، مستنجداً بمقاتلي القبائل ليسدوا الفراغ الذي تركه الجيش المنسحب إلى محافظات الجنوب، وليحموا مركز محافظة مأرب، التي ينظر إليها الجيش اليمني وجماعة الإخوان بأنها مصدر تمويل القوات الشمالية في حربها ضد الجنوب.

ووفقاً لما نقلته صحيفة العرب اللندنية، أمس، عن مصادر مطلعة، فإن رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز، لجأ إلى الاستنجاد برجال القابل في معركة حظيت بغطاء من طيران التحالف العربي، ما حال دون استكمال الحوثيين لمخطط حصار مدينة مأرب وعزلها وقطع الطريق الدولي الرابط بين اليمن والسعودية.
وذكرت الصحيفة أن الفريق بن عزيز، الذي يحظى بدعم التحالف العربي، لعب دوراً محورياً في وقف الانهيار العسكري في جبهات مأرب والجوف ومنع سقوط مناطق جديدة في قبضة الجماعة الحوثية.

مصادر سياسية أكدت أن مخطط يقوده الجنرال الأحمر والوزير المقدشي اقتضى تكليف رئيس هيئة الأركان بالتواصل مع القبائل وإعلان التعبئة الشعبية بالتنسيق مع التحالف العربي لإدارة معركة مأرب بمقاتلي القبائل ولجان شعبية على غرار لجان الحوثي، في حين يستمر الجيش ومليشيات الإخوان بالزحف نحو وادي حضرموت وشبوة وأبين حتى احتلال عدن مرة ثالثة.

وأكدت جريدة العرب أن بن عزيز نجح في حشد رجال القبائل في مأرب والجوف وأعاد تجميع قليل مما تبقى من قوات الجيش التي تعاني من الفساد والأسماء الوهمية، بهدف شن هجمات عكسية لاستعادة المناطق التي سقطت خلال الفترة الماضية مثل جبال المرازيق الإستراتيجية جنوب مدينة حزم الجوف مركز محافظة الجوف، التي سيطر عليها الحوثيون في الأيام الماضية في إطار محاولاتهم للوصول للمناطق المفتوحة باتجاه مأرب والخط الرئيسي الرابط بين مأرب وحضرموت ومنفذ الوديعة على الحدود اليمنية السعودية.

وعاد التوتر العسكري بين التحالف العربي والحكومة اليمنية من جهة والحوثيين من جهة أخرى في أعقاب التصعيد الحوثي الذي شمل إعادة استهداف المدن السعودية بالصواريخ الباليستية، وهو ما استدعى رد التحالف العربي بقادة السعودية من خلال تنفيذ غارات جوية على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، الإثنين الماضي، أن الأهداف الحوثية التي تم تدميرها خلال ما وصفها بالعملية العسكرية النوعية، شملت مخازن أسلحة وطائرات مسيرة، ومواقع للحرس الثوري في اليمن.

وتوقع مراقبون عسكريون أن تؤدي الانهيارات العسكرية التي شهدتها الجبهات التي يهيمن عليها جماعة الإخوان (فرع اليمن) إلى تسريع التحولات على الصعيد السياسي والدبلوماسي وطريقة تعاطي قيادة التحالف العربي مع حالة الفشل الإخوانية في قيادة الملف العسكري، والبحث عن خيارات جديدة في طريقة إدارة ملفات الصراع مع الحوثيين.

وترافقت حالة التصعيد في المسار العسكري مع حراك دبلوماسي وسياسي غير معلن، بحسب تقارير إعلامية دولية وتصريحات حوثية، عن مساع لاحتواء التصعيد العسكري، كما جاء على لسان وزير الإعلام في الحكومة الحوثية غير المعترف بها ضيف الله الشامي الذي كشف، أمس الأول الثلاثاء، عن اتصالات تجريها الجماعة مع قيادة التحالف العربي.

في ذات السياق، نقلت مصادر إعلامية غربية عن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، قوله إن بلاده لا تنوي التصعيد مع الحوثيين، مؤكداً في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الرياض تجري محادثات يومية مع الجماعة لإنهاء الحرب. لكن الرياض نفت ذلك بشكل رسمي.
ونفى مصدر سعودي دعوة آل جابر الحوثيين إلى الرياض لإجراء محادثات، مؤكدا أن هذا الأمر "غير دقيق".

وقال المصدر، في بيان أمس الأول، إن "المقصود هو أنه قبل الهجمات الحوثية الأخيرة كانت الأطراف اليمنية قد وافقت على تهدئة الأوضاع وقبولهم لاجتماع للتهدئة وخطوات بناء ثقة إنسانية واقتصادية بهدف الوصول إلى حل سياسي للأزمة. كما استجابت جميع الأطراف لدعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن جريفثس، بخصوص وقف إطلاق النار".

ويرى متابعون للشأن اليمني أن سعي الحوثيين لاستثمار تصريحات السفير السعودي باليمن الهدف منه البحث والاتكاء على وجود قنوات التواصل المباشر مع الرياض كورقة ضغط على السعودية من أجل وقف الهجمات الهادفة إلى ردع الهجمات المنطلقة من صنعاء، وهو أسلوب قديم دأب الحوثيون على استعماله لإرباك السعودية الغاضبة، التي ردت هذه المرة بقوة.

وقالت السعودية السبت الماضي إنها اعترضت صاروخين باليستيين أطلقتهما جماعة الحوثي المدعومة من إيران صوب الرياض والمناطق الجنوبية من السعودية قرب الحدود اليمنية.
وأنهى التصعيد الأخير فترة هدوء دامت أكثر من ثلاثة أشهر في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات. وعزز ذلك الهدوء فرص السلام بعد أن خفّضت السعودية بدرجة كبيرة ضرباتها الجوية على اليمن وأوقف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.

وفي استكمال للجهود التي تلعبها الأمم المتحدة للدفع باتجاه التوافق على هدنة إنسانية في اليمن لمواجهة تبعات جائحة كورونا، جدد الاتحاد الأوروبي، مناشدته الأطراف اليمنية، بـ "وقف تصعيد الأعمال العدائية من أجل التركيز على مواجهة جائحة كورونا"، معبراً عن قلقه البالغ من التطورات العسكرية الأخيرة.
وقال بيان صادر عن متحدث الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو: "رغم مناشدات متكرّرة من قِبل المجتمع الدولي لأطراف النزاع في اليمن الامتثال لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى وقف إطلاق النار، إلا أن المواجهات العسكرية مستمرة".

وأضاف: "الهجوم الصاروخي من قِبل حركة أنصار الله (الحوثيين) على السعودية، هو مصدر قلق بالغ للاتحاد الأوروبي، كما هو الحال بالنسبة إلى النشاط العسكري الجاري في محافظة مأرب وما حولها، وكذا الغارات الجوية الأخيرة (للتحالف العربي) على العاصمة صنعاء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى