شبوة.. نجاح لن يكتمل إلا بتعقيم العقول!

> نُهى البدوي

> النجاح الذي يحرزه أبناء شبوة مجتمع وسلطة محلية في الحملات التوعوية التي دشنت أنشطتها في إطار مبادرة جرعة وعي وغيرها من المبادرات والأنشطة للوقاية من فيروس كورونا واتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية لحماية المواطن في شبوة من هذا الفيروس، إضافة جدية لنجاحاتها وتأكيد لقوة وصلابة إرادة أبنائها لتجاوز الصعاب التي يعاني منها السكان واستعادة دورهم في صناعة الحاضر والمستقبل مستلهمين عزيمتهم من تاريخ أجدادهم الزاخر بعظمة الإنسان الشبواني صانع الحضارة والتاريخ والأمجاد التي تسمو وتفخر بها الأجيال اليمنية، واستعادة ذلك التاريخ الذي طاله العبث من الأيادي الدخيلة على مجتمعهم، وأشغالهم في دوامة العنف والإرهاب وتحويل محافظتهم إلى معقل للتنظيمات الإرهابية القاعدة منذُ مطلع التسعينات من القرن الماضي، وقد حصد الإرهاب آلاف الأرواح البريئة من أبنائها وأبناء اليمن طيلة السنوات الماضية والحق بالمجتمع الشبواني الضرر والخطر الأكبر الذي تكاد خطورته تفوق الخطر المتوقع من فيروس كورونا، مما يجعل الحاجة ملحة لتعقيم من فيروس كورونا وتعقيم العقول من الفكر المتطرف، حتى تصبح الأرض ببيئتها والإنسان بوعيه طاردان لخطرهما المدمر.

أدهشني روح الانضباط والالتزام والتلاحم المجتمعي الرسمي في شبوة، وجدية التعامل مع أزمة الجائحة الصحية العالمية لفيروس كورونا، وتوحيد جهودهم لتوعية المجتمع وتنفيذ المبادرات وحملات النظافة في شوارع مدينة عتق التي تصدرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتوعية المواطن بخطر فيروس كورونا، وكيفية اتخاذ تدابير صحية للوقاية منه، والحرص على جعل البيئة صحية ونظيفة طاردة، لفيروس كورونا والأوبئة الفيروسية الأخرى. كما ركزت الحملات على إعطاء المواطن جرعة وعي تجعله يدرك خطورة الوباء القاتل، بما يمكنه من الالتزام والانضباط لاتباع الإرشادات الصحية للوقاية والحماية من خطر كورونا.

كان الانضباط والتعامل المسؤول في إدارة الأزمة، مبعثاً للأمل عن قدرة المجتمع والسلطات في شبوة، على تنظيف البيئة من وجود عناصر التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش، وتحصين عقول الشباب من خطر الفكر المتطرف الذي تنشره هذه التنظيمات، الذي لا يختلف ضرره وخطره عن خطر فيروس كورونا؛ فالاثنان فيروسان قاتلان للإنسان والروح البشرية.

لقد حققت محافظة شبوة بشجاعة رجالها وأبطالها، وفي مقدمتهم النخبة الشبوانية، ورجال القبائل، وبإسناد ودعم من التحالف العربي من دولة الإمارات العربية المتحدة، نجاحات عظيمة في أغسطس 2017، بدحرها عناصر تنظيم القاعدة، من المناطق التي سيطر عليها التنظيم أثناء الحرب 2015، وتم تطهيرها في بإطلاق عملية عسكرية «السيف الحاسم»، وهي أبرز العمليات التي قامت بها النخبة الشبوانية. كما تبعها نجاحات مكملة لهذا الانتصار، بتنفيذ منظمات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة للأنشطة البرامج التوعوية والثقافية المختلفة، وهنا لابد من الإشادة بالدور الذي يقوم به مكتب الثقافة بتنفيذه عدد من الأنشطة والفعاليات والبرامج الثقافية ذات التأثير الكبير لرفع الوعي الثقافي لدى المواطن، وتحصينه ثقافياً وفكرياً لرفض العنف والأفكار الضالة والمتطرفة، لكنها لا تزال تحتاج إلى مضاعفة الجهود المجتمعية والالتفاف حولها، لتحصين عقول الشباب من تأثير الفكر المتطرف للتنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم القاعدة الذي لن ينكر أحد ازدهار وعودة أنشطته مجددا في بعض مدن شبوة.

علينا تقييم نجاحاتنا في إدارة للأزمات والاستفادة من الجوانب الإيجابية، كتعقيم البيئة وتطهيرها من التلوث، واتخاذ تدابير العزل الوقائي الصحي، لتكتمل بقية جوانب الحماية والسلامة للمجتمع، وهو ما يستدعي الاستفادة من العزل الوقائي، والقيام بعزل التنظيمات الإرهابية مجتمعيا، حتى يستكمل النجاح، الذي لن يكتمل إلا بتعقيم العقول، لتعيش شبوة خالية من جميع الأوبئة والفيروسات، بما فيها الفيروسات الإرهابية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى