شبوة محافظة النفط.. فقر ومرض وانفلات أمني

> كتب/ أحمد الحر

>
تطفو المحافظة الغنية الجائعة محافظة شبوة ذات الـ 17 مديرية، وما يزيد عن السبعمائة ألف نسمة على بحيرة من النفط والغاز المنهوب بكل إيراداته لصالح عصابات الإخوان المسيطرة على الحكومة اليمنية، في ظل وضع إنساني مزرٍ يعاني منه أبناء المحافظة الواقعة على بعد 385 كيلو متراً شرق العاصمة الجنوبية عدن.

تعاني محافظة شبوة من انقطاعات متكررة في خدمة الكهرباء، منذ ما يقارب ستة أشهر، حيث تستمر في بعض المرات لأسابيع بسبب خروج محطة كهرباء عتق عن الخدمة، وتعزو إدارة مؤسسة الكهرباء في المحافظة هذا الخروج المتكرر بنفاد مادة الديزل تارة وخلل في التوربينات تارة أخرى، وبسبب خلل في أحد الخطوط الناقلة تارات كثيرة بعد طرد شركة اجريكو التي كانت تغطي بعض الانقطاعات، واستلام المتعهد الجديد بشركته التابعة للعليمي الإخواني.

بسبب ارتفاع الرمال أحياناً أو السيول أحياناً أخرى تصطف لساعات سيارات المسافرين على الطرقات المؤدية من محافظة شبوة إلى المحافظات المجاورة في معاناة متكررة لسنوات، ولا حلول حتى اللحظة من السلطة المحلية التي تظهر، وكأن الأمر لا يعنيها، فيما يبادر أحياناً الهلال الأحمر الإماراتي وقيادة التحالف لإزاحة الرمال وإنقاذ العالقين في السيول في أوقات الطوارئ.

تعتمد نسبة كبيرة من سكان المحافظة على الدخل المحول من المغتربين في دول الجوار لتخفيف وطأة الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها.
حالات الفقر الكثيرة والتي تتركز شدتها في المديريات الجنوبية والشرقية الغنية بالنفط تحاول دون جدوى المنظمات الإغاثية تخفيفها ولكن المعونات الواصلة لم تكن بمستوى الاحتياجات الفعلية التي يعاني منها الناس.

المستشفيات الخاصة برغم شحة إمكانياتها هي ما تبقى لمرضى شبوة بعد خروج أغلب مستشفيات مديريات محافظة شبوة عن الخدمة إلا من صرف المهدئات، مستشفى عتق العام هو الآخر يعاني من نقص شديد في الكوادر والأجهزة الطبية مما يضطر أبناء المحافظة لإسعاف مرضاهم إلى مستشفيات محافظتي حضرموت وعدن لتلقي العلاج هناك.

20 قتيلاً وعشرات الجرحى سقطوا نتيجةً للانفلات الأمني الذي تعاني منه محافظة شبوة بعد انسحاب قوات النخبة الشبوانية وعودة ظهور العناصر الإرهابية التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة تحت غطاء الشرعية الإخوانية.
حوادث الانفلات الأمني المتكررة أثرت بشكل كبير على حركة الناس في الأسواق، وبالتالي ضعف دخل العاملين في هذه الأسواق، والذين يعتمدون عليها في حياتهم المعيشية.

كل الأديان السماوية والقوانين الوضعية وحتى الأعراف القبلية والأخلاق الأصيلة تجرم التعرض للأطفال بسوء في وقت المعارك والاشتباكات، ولكن مليشيا الإخوان رمت بكل هذا خلف ظهرها، وأصبح عدوها الأول في محافظة شبوة الأطفال حتى في وقت السلام.

عشرات الأطفال زاروا سجون هذه المليشيات، وبلا تهمة، فهذا معتقل لأنه شارك في مسيرة سلمية، وهذا معتقل لأن أخوه قيادي في المجلس الانتقالي، وذاك معتقل بذنب أبيه القيادي في المقاومة الجنوبية، والآخر أبوه معارض لنهج الإخوان فتم اعتقال الطفل.

منذ سيطرتها على المحافظة اعتمدت مليشيا الإخوان المفلسين على سياسة الترهيب في محاولة منها لإخضاع أبناء المحافظة الرافضين لتواجدها.
عمليات قتل بدم بارد واعتقالات ومداهمات للمنازل ارتكبتها تلك المليشيات، بالإضافة إلى مطاردة الإعلاميين الذين أصبحوا يعملون من خارج محافظتهم، ويخافون على أهاليهم من انتقام هذه العصابات الإجرامية.
شبوة اليوم تدفع ثمناً باهظاً نيابةً عن جميع المناوئين لتحالف الشر الإخواني الحوثي، وخلفه التحالف القطري الإيراني.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى