الأدب الساخر

> إعداد / محمد حسين الدباء

> يحكى أن مجاعة حدثت في بلد فطلب الوالي من أهل القرية طلبًا غريبًا، في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع، حيث أخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية، وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد.
هرع الناس لتلبية طلب الوالي، كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه.

وفي الصباح فتح الوالي القدر فوجد القدر قد امتلأ بالماء!
أين اللبن؟!
ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟
كل واحد من الرعية قال في نفسه: إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية".

وكل منهم اعتمد على غيره، وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه، وظن أنه الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن، والنتيجة التي حدثت أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم، حيث لم يجدوا من يعينهم وقت الأزمات.
كثيرون هم الذين يملؤون الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منهم أن يملؤوها لبناً!.. عندما لا تتقن عملك بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التي سيقوم بها غيرك من الناس فأنت تملأ الأكواب بالماء.. عندما لا تخلص نيتك في عمل تعمله ظناً منك أن الآخرين قد أخلصوا نيتهم وأن ذلك لن يؤثر فأنت تملأ الأكواب بالماء.. عندما تحرم الفقراء من مالك ظناً منك أن غيرك سيتكفل بهم فأنت تملأ الأكواب بالماء.. عندما تضيع وقتك ولا تستفد منه بالدراسة والتعلم فأنت تملأ الأكواب بالماء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى