صيادلة يمنيون يحولون محل خياطة إلى معمل لصناعة الكمامات في تعز

> تقرير/ هشام سرحان

> قرّر أربعة صيادلة وطبيب مختبرات تحويل محل خياطة صغير إلى معمل لصناعة الكمامات في مدينة تعز (وسط اليمن)، وذلك لتوفير حاجة أهالي المدينة من الكمامات الواقية من فيروس كورونا، بعد إعلان أول إصابة بالفيروس في محافظة حضرموت، جنوب اليمن، الأسبوع الماضي.
وفي مبادرة شبابية تُعد الأولى على مستوى المدينة المحاصرة من قبل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) منذ 2015، يُبدي أعضاء المبادرة حماساً ملحوظاً في إنتاج كميات كبيرة من الكمامات، وذلك بعد أن لمسوا إقبالاً شديداً من السكان لشرائها، في ظل عدم توفرها بالأسواق في عموم المحافظات اليمنية وغلاء أسعارها المتزامن مع تفشي الوباء عالمياً.

ويخيم على أهالي تعز حالة من الخوف والهلع من انتقال الفيروس إليها خصوصاً بعد ظهور أول إصابة مؤكدة في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت، وهو ما تسبب في تدافع السكان نحو الصيدليات والمحال التجارية لجلب مستلزمات الوقاية خصوصاً الكمامات التي زاد الإقبال عليها بشكل كبير منذ نهار الجمعة الماضي طبقاً لأحد أعضاء المبادرة، والذي أوضح أن معدل الإقبال على شراء الكمامات ارتفع بشكل مضاعف.

ويوضح أحد أعضاء المبادرة، أن الإقبال المتزايد على شراء الكمامات جعل فريق المبادرة يرفع القدرة الإنتاجية للمعمل من 600 إلى ألف كمامة في اليوم، بمعدل زيادة 400 قطعة عن الأيام الماضية.
وتعمل أكثر من 20 مبادرة شبابية في مدينة تعز للتوعية حول الإجراءات الاحترازية من وباء كورونا بموافقة مكتب الصحة العامة والسكان طبقاً لمصادر رسمية، وتشارك في أعمال الرش والتعقيم وتوفير مستلزمات الوقاية رغم شحّها في المدينة.

وترزح المدينة تحت حصار خانق للعام السادس على التوالي من جماعة الحوثيين، وهو ما تسبب في انهيار نظامها الصحي وتردّ في مختلف الأصعدة، لا سيما الأوضاع المعيشية، كما يعاني سكانها ظروفاً اقتصادية بالغة الصعوبة تجعل توفير مستلزمات الوقاية من الوباء أمراً صعب المنال، وهو ما دفع الصيادلة إلى ترك أعمالهم في عدد من المرافق الطبية في المدينة والتفرغ لتوفير كمامات محلية الصنع.

ويقول القائمون على المبادرة، إنهم بدأوا بتنفيذ الفكرة بعد دراستها بشكل مستفيض وحاجة الناس لها في ظل هذه الظروف، ليقرروا على إثر ذلك العمل لسد حاجة السكان من الكمامات في الوقت الذي يصعب شراء الكمامات المستوردة في حال توفرها، نظراً لارتفاع أسعارها التي تصل إلى 800 ريال للكمامة (أكثر من دولار).

ويقول مشرف الفريق الدكتور الصيدلاني مشتاق الحميدي لـ"العربي الجديد": "بدأنا أربعة صيادلة وطبيب مختبرات تربطنا صداقة بعد أن كنا زملاء خلال سنوات الدراسة الجامعية وشرعنا في تحويل محل خياطة يعود لأقارب أحد أعضاء المبادرة إلى معمل لإنتاج الكمامات وتوفيرها بكميات كبيرة تفي بحاجة السكان وتغطي العجز الكبير لها في الصيدليات والأسواق".

ويضيف "رغم صعوبة توفير المواد اللازمة للتصنيع وضيق المعمل ونقص الأيدي العاملة، إلا أننا طورنا الفكرة وتمكنا من إنتاج عدة أنواع من الكمامات"، مشيراً إلى أن هدف المبادرة إنساني طوعي حيث تُقدم الكمامات بأسعار رمزية تعادل قيمة التكلفة فقط (90 ريالا للقطعة) ما يتيح للمواطن البسيط فرصة الحصول عليها.

ويبذل أعضاء المبادرة جهوداً كبيرة، كما يعملون لساعات متواصلة، وهو ما أشار اليه الدكتور الصيدلاني محمد البشيري، والذي استعرض مراحل الإنتاج بدءا بقص الأقمشة وخياطتها مروراً بالتعقيم اليدوي بالبخار ورش الكحول، فضلاً عن التعقيم بالحرارة والأشعة فوق البنفسجية باستخدام جهاز إلكتروني حصلت عليه المبادرة من أحد المتبرعين وصولاً إلى التغليف الفردي والجماعي للكمامات.

وأضاف "نحن نعمل بكل طاقاتنا لمواكبة الإقبال الكبير والمتزايد على الكمامات التى تلقى رواجاً كبيراً".
ويرتاد المعمل الكثيرون للحصول على الكمامات الحائزة على موافقة مكتب الصحة في المحافظة، وذلك خلافاً للأيام الأولى من تأسيس المعمل، والتي كان يوزع فيها المنتج على الصيدليات والمرافق الطبية وتجار الجملة في المدينة.

وتمكنت المبادرة من إنتاج حوالى 12 ألف كمامة في غضون عشرة أيام من البدء بالعمل في الوقت الذي يأمل أعضاء الفريق في تغطية احتياجات المحافظة وربما محافظات أخرى.​

العربي الجديد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى