هل فعلا سيعود جسرا للسلام؟

> نُهى البدوي

> تُعم الفرحة والسرور أهالي شبوة والمسافرين والمارين بها، بإعادة افتتاح جسر السلام بمديرية حبان كأهم المنجزات الحيوية، الذي تمت إعادة إنشاؤه بعد تدميره كلياً في حرب 2015 بين قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً ومليشيات الحوثي، عندما تحول لهدف عسكري وموقع لمرور العتاد العسكري تحتمي وتمر به الجماعات المسلحة والإرهابية، وبإعادة افتتاحه تنتهي واحدة من المشكلات والمعاناة التي يعاني منها الأهالي والمارون والمسافرون إلى شبوة، لتحملهم مخاطر الطريق وصعوبة مرور المركبات فيه، فالجميع يشعر بالفرحة بهذا الإنجاز، والأمل يحدوهم إلى الحياة وتنشيط الحركة الاقتصادية والتنموية، فهل هو البداية لعودة الاستقرار كما كان في السابق؟.

تم إنشاء «جسر السلام» لأول مرة عام 1974م، ويبدو واضحاً أن تسميته ارتبطت بطي صفحة الأحداث المأساوية، والاقتتال الداخلي في تلك المناطق، الذي طال معظم محافظات الجنوب ومنها محافظة شبوة، ليعبر منه السلام والتعايش ويسود فيها الاستقرار في تلك الحقبة الدموية. حيث استفاد منه الأهالي وبقية المحافظات تنموياً واقتصادياً وكان له أثر في ازدهار النشاط التجاري وتسهيل حركة الزائرين والمسافرين إلى شبوة وحضرموت ومأرب، وشكّل شرياناً أساسياً للحركة لمعظم المحافظات. حيث عانى المواطن في تلك المحافظات خلال الخمس السنوات الماضية مأساة كبيرة، إذ قُطع شريان الحركة والنشاط التجاري والاقتصادي والتنموي فيها إلى أن تم اتخاذ القرار من قِبل السلطة المحلية في شبوة بتمويل إعادة إنشاء وبناء جسر السلام البالغ ارتفاعه (14)م بطول (42)م بتكلفة 2.3 ملايين دولار مع قيمة الأعمال الإضافية، حيث تم عمل زيادات في كل أجزائه بتمويل محلي من حصة محافظة شبوة من النفط.

يستطيع الإنسان إعادة بناء أي سكن عائلي كانت تسكنه روح السعادة والمرح قبل أن تدمره المشاكل العائلية، لكن قد لا تعود معه نفس الروح والابتسامة والجو العائلي السابق، إلا إذا تصالح المتخاصمون فيه ليعيدوا معاً الابتسامة المفقودة التي غادرتهم. كذلك إعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق والمشاريع الحيوية التي تدمرها الحروب والخلافات والصراعات هو أساس الانتقال من وضع إلى أفضل، لكنها تبقى غير مكتملة ولا تكفي لعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة إلا بعودة بقية شروط عودة الاستقرار للحياة المرتبطة بالذات الإنسانية وتغيير النفوس لطي صفحة الماضي واستشراف المستقبل والعودة التدريجية إلى الوضع السابق للانتقال إلى ما هو أفضل منه.

أهنئ كل الأهالي بمحافظة شبوة والمسافرين باستكمال هذا المنجز الحيوي الهام وإعادة افتتاحه الذي أراه خطوة رائعة على بداية الطريق لعودة الاستقرار والحياة إلى ما كانت عليه سابقاً التي تحتاج استكمال بقية العناصر كتأصيل قيم التسامح والتعايش والسلام لينعم الجميع بالأمان، وبهذا المنجز، حتى لا يتحول ثانية إلى بوابة لعبور آليات القتل والدمار والموت للأبرياء، فهل فعلاً سيعود جسراً للسلام؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى