عدن أكثر من مدينة منكوبة.. محافظ نائم في العسل وانتقالي يستغيث بـ«رجال الخير»

> عدن «الأيام» خاص:

> وفاة 14 وانهيار عشرات المنازل بأمطار استمرت لساعات.. من ينقذ أهالي عدن؟

ضربت أمطار غزيرة، أمس الأول، معظم مديريات العاصمة عدن وخلفت ضحايا وخسائر في الممتلكات.
ففي مدينة كريتر تدفقت سيول من الجبال المحيطة إلى عدد من الشوارع، بسبب غزارة الأمطار، وجرفت سيارات وتهدمت مساكن لمواطنين، وخلفت ضحايا من الساكنين، كما تسببت بحركة نزوح من المدينة بدأت ظهرا تخوفا من تواصل هطول الأمطار.


ووفقا لإحصائية أولية وغير رسمية فإن خمسة مواطنين توفوا في كريتر جراء انهيار منازلهم، إضافة إلى وفاة طفلين غرقا.
وأفادت الإحصائية ذاتها بانهيار 66 منزلاً وجرف 50 سيارة، إضافة إلى إجلاء وانقاذ سبعة مواطنين، مشيرة إلى وفاة مواطن بتماس كهربائي في خور مكسر.

وأظهرت صور عدداً من السيارات المهشمة في جولة البنك بعد أن جرفتها السيول المتدفقة من أعلى شارع أروى والمرتفعات القريبة.
وفي المعلا والتواهي تسببت السيول بجرف منازل في عرض الجبل وأخرى بنيت بالقرب من مجاري تصريف مياه الأمطار.

وقال سكان إن طفلين في التواهي وثلاثة في المعلا توفوا غرقا، إضافة إلى إصابة عدد آخر جرفتهم السيول وانقذوا بجهود من شباب المدينة، مؤكدين وفاة امرأة مسنة في مدينة القلوعة بسبب انهيار منزلها.
وأضافوا إن مواطنين أصيبوا جراء تهدم منازلهم، وآخرين اضطروا لمغادرة مساكنهم التي أوشكت أن تغرق.

نوم في العسل
موقف السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ، كالعادة سلبي وغائب كليا، لكنه هذه المرة كان أكثر حماقة عندما حملت المواطنين المتضررين سبب الكارثة، وعادت تبرر وتغطي فشلها بما تسميه البناء العشوائي والمخالفات.
الرد على تبريرات المحافظ جاء سريعاً من مدير عام مديرية المعلا فهد مشبق، الذي قال أكد أن مديرية المعلا باتت منطقة منكوبة في وقت ينام فيه المحافط أحمد سالمين بالعسل، حد قوله.

وظهر مشبق في تسجيل فيديو متحدثا عن الكارثة في أحد أحياء مديرية المعلا قائلاً: "منطقة كاسترو منكوبة، فلا يتعذر المحافظ أحمد سالمين بأنها عشوائية، هذه المنطقة قديمة جدا من أيام أبوه الرئيس (سالم ربيع علي)، رحمة الله عليه.
وأضاف مشبق، واصفا حال المتضررين: "قصة العشش ناس ضباحا على قد حالهم، هو الآن يتعذر أنهم مالهم أي تعويض وهؤلاء بنوا فوق مجرى السيول.. أول مرة كاسترو تتضرر بهذا الشكل، نزلت أمطار في عهدي أنا كمدير مديرية لم أر (كاسترو) بمثل هذه الحالة".

وتابع: "الآن نحن من هنا نعلن مدينة المعلا منكوبة، وأحمد سالمين نائم في شهر العسل، ولا قدم أي شيء.. خمسمائة مليون الأولى وراحت، وثاني مرة مليار ريال وراح، والآن الرئيس عبدربه منصور مدري كم بيصرف ويتروح.. أنا الآن أتكلم أمام هؤلاء الشعب كامل، هؤلاء كلهم بيوتهم متضررة وبحاجة لإغاثة وعون عاجل".
وأردف: "المديرية ليس لديها أي إمكانية، كل شيء يروح للمحافظ، فعلى المحافظ أن يتقي الله في هؤلاء المواطنين، نحن سنضطر نفتح لهم مدارس وبانشتري لهم فرشان وأتمنى أن توصل رسالتي لهم ويعتبر ويتقي الله".

صرخات استغاثة
إلى ذلك أطلقت شخصيات سياسية وقياديون ومنظمات صرخات لإغاثة سكان العاصمة، معتبرين الكارثة تحديا آخر تواجهه المدينة إلى جانب المخاوف من وصول وانتشار وباء كورونا، إذ وصف محافظ عدن الأسبق، د. يحيى محمد الشعيبي، الوضع في عدن بأنه كارثة مثلت "ضربة إضافية هائلة للمدينة".

وقال د. الشعيبي، في بلاغ صحفي: "تعرضت مدينة عدن الحبيبة بتاريخ 21 أبريل 2020 إلى سيول كبيرة أدت إلى غرق أجزاء واسعة من المدينة و أدت لوفاة عدد من المواطنين وخسائر كبيرة وهائلة، وفي الوقت الذي تعاني فيه العاصمة المؤقتة من الكثير من التحديات الأساسية والخدمية والتخوف من شبح فيروس كورونا، الذي ينتشر في العالم بأسره، فإن كارثة السيول الأخيرة مثلت ضربة إضافية هائلة للمدينة وسكانها ووضعتهم في وضع مأساوي للغاية، لا يمكن أن نشاهده دون أن نتحرك ونتجاوب، فعدن وسكانها يستحقون من الجميع الاهتمام والمساعدة ومد يد العون بأسرع وقت ممكن".

وأضاف: "أدعوا وأناشد كل القادرين بسرعة التحرك وإنقاذ السكان المنكوبين بالمدينة ومد يد العون عبر المنظمات المجتمعية وإرسال التبرعات والدعم العيني والمالي بأسرع وقت ممكن، فهذه مسؤولية الجميع ومسؤولية كل من يستطيع تقديم العون، والكارثة تتطلب التفاعل السريع والتكافل والتعاون".
واختتم الشعيبي بالقول: إن "الدقائق والساعات تمر بصعوبة وألم ومعاناة على سكان عدن، والكارثة أكبر من أن يتركوا لمواجهتها وحيدين، وعدن التي قدمت الكثير لكل اليمن واليمنيين تستحق اليوم أن تجد من يقف بجانبها.. أناشد أبناء اليمن على التفاعل السريع وأثق أن عدن لن تترك في هذه الظروف".

توقف الخدمات
وتسبب تدفق المياه بإغلاق عدد من الشوارع والخطوط الرئيسية، وفي مقدمتها شارع المعلا الرئيسي والخط البحري وخط العريش، ما تسبب بفصل مديريات العاصمة عن بعضها.
كما شهدت كل من: خورمكسر والمنصورة ومدينة الشعب والشيخ عثمان ودارسعد أمطاراً مماثلة خلفت دمارا في المساكن والممتلكات.

الكارثة تسببت بتوقف كلي لخدمات الكهرباء والمياه وشل الحركة بعدما تحولت الشوارع إلى بحيرات.
ووجه سكان المدينة نداءات استغاثة لتصريف المياه وإيواء الأسر التي غرقت منازلها، في وقت حذر مراقبو الأرصاد أن يستمر تشكل المنخفض الجوي المتسبب في هطول الأمطار على عدن والمحافظات المجاورة ليومين قادمين، داعين السكان إلى توخي الحذر والبعد عن مجاري السيول.

وأكد شهود عيان أن أغلب الشوارع في مديريات كريتر والتواهي والمنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر باتت مغمورة بمياه الأمطار ومخلفات الأتربة.
ودعا السكان في مناشداتهم مختلف الجهات إلى الإسراع بعملية تصريف المياه من الشوارع خشية أن تختلط مياه الأمطار بشبكات مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى تحاشي انتشار الأوبئة بسبب القمامة المتكدسة وتكاثر البعوض.

وذكر شهود أن عشرات المنازل العشوائية في أحياء التواهي والشيخ عثمان وكريتر تعرضت للغرق، فيما تهدم العديد منها، وخاصة الواقع منها في مجاري السيول المتحدرة من جبال المدينة. وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة لعمليات إنقاذ قام بها السكان في أحياء مدينة عدن، كما أظهرت صور أخرى مشاهد لآثار الدمار الذي تعرضت له المنازل والشوارع.

الانتقالي يستغيث برجال الخير
وعلى الجانب الآخر دعا المجلس الانتقالي الجنوبي المنظمات الداعمة ورجال الأعمال وفاعلي الخير، لتقديم العون والمساعدة لسكان العاصمة عدن المتضررين من المنخفض الجوي الذي تسبب بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وأبدى نائب رئيس لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية، رئيس القيادة المحلية للمجلس بالعاصمة عدن، د.عبدالناصر الوالي، استعداد القيادة المحلية بمديريات العاصمة عدن، لتسخير إمكانياتها وما يتوفر لديها من قاعدة بيانات للوصول إلى الأسر المتضررة، مشيراً إلى أنه قد تم توجيه قيادة الانتقالي في المديريات بالعمل على مدار الساعة بما يخفف من المعاناة عن المتضررين، وإنها جاهزة لتنسيق جهود الإغاثة مع الجهات الداعمة.

الشرعية تكتفي بالتوجيه
في غضون ذلك، أفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة الطوارئ في الحكومة، د. سالم الخنبشي، باتخاذ المعالجات والتدابير اللازمة لإغاثة أبناء وساكني عدن لتجاوز تبعات وآثار الأمطار والسيول التي شهدتها عدن وما ترتب عنها من تداعيات وأضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية ومنازل المواطنين والمفقودين.

وشدد هادي، بحسب وكالة سبأ "الرسمية"، على ضرورة تفعيل عمل اللجان الميدانية المعنية بالإغاثة والإنقاذ والإسعاف والإيواء والحصر والمواساة لكل الضحايا ومعالجة الأضرار المترتبة على ذلك وعمل رؤية إستراتيجية تتضمن معالجات لتفادي أضرار السيول والكوارث.
وذكرت المصادر الرسمية أن هادي حذر المسؤولين المعنيين من التقصير وعدم الاهتمام والوقوف الجدي لمواجهة أضرار السيول في عدن وغيرها من المحافظات، ودعا إلى تسخير جميع الوسائل والإمكانات لتجاوز المحنة مع التأكيد على أهمية مواصلة اتخاذ الاحتياطات اللازمة واستمراريتها من قبل المواطنين والأجهزة المعنية كافة.

ونقلت الوكالة عن نائب رئيس الوزراء د. سالم الخنبشي، أنه أطلع الرئيس هادي على الجهود المبذولة من خلال حالة الاستنفار والطوارئ المعلنة والشروع في اتخاذ المعالجات لتفادي تكرار أضرار السيول مستقبلاً ومحاسبة المقصرين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى