محاكمة جهادي من تنظيم داعش في ألمانيا لتعذيب وقتل طفلة أيزيدية

> فرانكفورت «الأيام» أ ف ب

> بدأت في ألمانيا اليوم الجمعة محاكمة عراقي يعتقد أنه كان ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية على خلفية جريمة الإبادة بحق الأقلية الأيزيدية وقتل طفلة سباها مع والدتها.

والرجل الذي قالت السلطات إنه يدعى طه الجميلي ويبلغ من العمر 27 عاما، متهم أيضا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتهريب بشر، في القضية التي مثل فيها أمام المحكمة في فرانكفورت.

كان المتهم يرتدي قميصاً أبيض في المحكمة ولم يجب بعد إبلاغه رسمياً بالتهم الموجهة إليه.

وتمثل زوجته جنيفر فينيش منذ عام أمام محكمة في ميونيخ بتهمة قتل الفتاة التي تركها الزوجان تموت عطشا في مدينة الفلوجة العراقية في 2015.

واعتبر بدء جلسات محاكمتها في أبريل 2019 أول إجراء قضائي رسمي في العالم على صلة بممارسات ارتكبها التنظيم الجهادي بحق الأيزيديين، الأقلية الناطقة باللغة الكردية في شمال العراق، التي اضطهدها الجهاديون ابتداء من سنة 2015.

وأدلت والدة الطفلة التي قالت الصحف إنها تدعى نورا، بإفادتها مرات عدة في ميونيخ وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها طفلتها رانيا.

ويفيد محضر الاتهام أن طه الجميلي التحق في مارس 2013 بتنظيم الدولة الإسلامية وشغل حتى العام الماضي مناصب عديدة لدى التنظيم في مدينة الرقة السورية وكذلك في العراق وتركيا.

"تكرار الضرب"

يتهم القضاء الألماني خصوصا الرجل بأنه "قام في نهاية مايو أو بداية يونيو 2015، بشراء امرأة من الأقلية الأيزيدية وابنتها البالغة من العمر خمس سنوات ونقلهما إلى الفلوجة حيث تعرضتا لكل أشكال الاضطهاد بما في ذلك التجويع".

وقالت المدعية العامة آنا زاديك الجمعة "لم يكن يُسمح لهما بمغادرة المنزل من دون مرافقة. لقد أجبرهما على ارتداء النقاب الكامل ولم يقبل باسم الطفلة لأنه اعتبره عائداً للكفار. ... تعرضت كلاهما للضرب باستمرار. وتعاني المرأة من ألم في كتفها منذ ذلك الحين. وبقيت الطفلة في إحدى المرات طريحة الفراش أربعة أيام بعد ضربها".

واستمرت صنوف العذاب، وخلال صيف 2015 "عوقبت" الفتاة لأنها تبولت على سريرها، بأن ربطها الجميلي بنافذة خارج المنزل الذي كانت محتجزة فيه مع والدتها، في درجة حرارة تبلغ الخمسين مئوية.

وتوفيت الفتاة بسبب العطش بينما أجبرت الأم على المشي حافية في الخارج ما سبب لها حروقا جسيمة في قدميها.

خطفت الضحيتان في صيف 2014 بعد غزو تنظيم الدولة الإسلامية إقليم سنجار العراقي. وتقول النيابة الألمانية إنهما "بيعتا" مرات عدة في "أسواق السبايا".

ويفترض أن تستمر هذه المحاكمة التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة، حتى نهاية أغسطس.

اعتقل المتهم في اليونان في 16 مايو 2019 وتم تسليمه إلى ألمانيا في 9 أكتوبر حيث تم توقيفه.

إبادة محتملة

في محاكمة جنيفر فينيش، تمثل والدة الطفلة المحامية اللبنانية البريطانية آمال كلوني والأيزيدية ناديا مراد التي اختطفت هي نفسها وعوملت كسبية لدى تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد تحريرها منحت مناصفة جائزة نوبل للسلام في 2018.

ومرت ناديا مراد ببرنامج معد للسبايا من النساء والأطفال اللواتي تعرضت كثيرات منهن للاغتصاب المتكرر منذ عام 2014.

وتقود كلوني ومراد حملة دولية للاعتراف بأن الجرائم التي ارتكبت ضد الأيزيديين هي جرائم إبادة.

لكن خبراء يقولون إن إثبات حدوث إبادة أمام القضاء يبدو صعبا لأنه يجب إقناع القضاة بوجود إرادة لتصفية الأيزيديين.

وقال الحقوقي الكسندر شفارتز من جامعة لايبزيغ "في أغلب الأحيان ليس هناك أمر بإبادة" مجموعة. وأضاف "ليس هناك توجيهات مكتوبة تقول +أبيدوا الأيزيديين+".

من أصل 550 ألف أيزيدي كانوا يعيشون في العراق قبل العام 2014 ويشكلون ثلث الأيزيديين في العالم، فرّ 100 ألف إلى المنفى ولا سيّما إلى ألمانيا.

وفي آب/أغسطس 2014، قتل تنظيم الدولة الإسلامية مئات من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى العراقية، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.

وتقول الأمم المتحدة إن قتل 1280 أيزيدياً وخطف 6400 منهم يمثل إبادة.

وتمكّن 3200 من المخطوفين من الفرار، وتم إنقاذ بعضهم، وما زال مصير الآخرين مجهولاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى