رمضانيات

> أمين عادل الأميني

> الحمد لله الذي أنشأ وبرا، وخلق الماء والثرى، وأبدع كل شيء وذرا، لا يغيب عن بصره النمل في الليل إذا سرى، ولا يعزب عن عمله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى.
والصلاة والسلام على سيدنا خير الأنام -صلى الله عليه وسلم-، أحبابي لقد أضلنا شهر كريم، وموسم عظيم، يعظم الله فيه الأجر ويجزل فيه المواهب العظام، ويفتح الله فيه أبواب الخير لكل راغب، ثلاثون يوما من الخيرات والبركات والمنح والهبات العظمية، إنه شهر رمضان الذي انتظرناه طيلة العام المنصرم وها هو يحل علينا من جديد بخيره وبركاته الجليلة.
قال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» سورة البقرة.
وفي الصحيحين عن أبي  هريرة  رضي الله عنه أن الني -صلى الله عليه وسلم-: قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين.
فهل من مغتنم لهذا الشهر وبركاته، فاقبلوا على الطاعات واستعدوا لهذا الشهر أتم الاستعداد، وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملآئكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته، ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ماكانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم آخر ليلة، قيل: يارسول الله أهي ليلة القدر؟! قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره، إذا قضى عمله.
والخلوف بضم الخاء أو فتحها هو تغير لراحة الفم ناتج عن خلو المعدة من الطعام وهي رائحة يكرهها الناس لكنها طيبة عند الله تعالى لأنها ناشئة عن عبادة الله تعالى لذلك كره أهل العلم إزالتها.
وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- إن الملائكة تستغفر لهم حتى يفطروا، فهو مما أمر الله به ملائكته لأنهم لا يفعلون شيئا إلا بأمر الله.
قال تعالى: «لا يعصون الله ما أمرهم ويغعلون يما يؤمرون».
وقد أذن الله لملائكته بالاستغفار للصائمين دلالة على عظمة صيام هذا الشهر العظيم ومكانته وشرف صيامه.
وعن الخصلة الثالثة وهي تزيين الجنة فهي حقيقية لترغيب عباده في الوصول إليها.
وعن الخلصة الرابعة ففيها إشارة أن مردة الشياطين تصفد وتحبس في رمضان بالاغلال والسلاسل كما ورد ، ومردة ومآرد أي من كبار أشرار الشياطين ومردتهم وزعمائهم في الادية والغجور، وليس المراد منه كل الجن.
وفي  آخر  يوم من رمضان يغفر الله لأمة نبيه محمد صلعم ذنوبهم إذا قاموا بالمطلوب وما ينبغي منهم من الصلاة والقيام والصيام ويوفيهم أجرهم بمقدار عملهم وهي الخصلة الخامسة.
 يا أحبابنا هذه خمس خصال عظيمة جعلها الله لكم يا معاشر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- جعلها لكم من بين سائر الأمم وفضلكم بها عن الأولين والأخرين في هذا الشهر العظيم فأغتنموها.
 يا أحبابنا إن بلوغ شهر رمضان نعمة كبيرة على من بلغه الله وقام بحق الله على أكمل وجه بالرجوع إلى إليه وإخلاص النية وترك المعاصي والذنوب.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا
فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعد همو حيا
فما أقرب القاصي من الداني​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى