رمضان اليمن.. كآبة ودمار وفقر وكورونا

> محمد أبو ستيت

> أوضاع صعبة يعيشها الشعب اليمني في كل رمضان في ظل الحرب الدائرة بين الشرعية والمليشيات المسلحة الموالية لإيران، ولكن الأوضاع تختلف هذا العام، حيث يحل شهر البركات مع جائحة كورونا المنتشرة حول العالم وهو ما يجعل من رمضان اليمنيين أصعب.
ومع تفشي فيروس كورونا، تبدو عادات شهر رمضان، الذي يبدأ هذا الأسبوع، بعيدة المنال لأن صلاة التراويح التي تؤدى جماعة في المساجد كل ليلة خلال الشهر ستكون ممنوعة؛ مع إغلاق المساجد في كل المنطقة في مسعى لوقف تفشي المرض.

ويخيم الأمل على الشعب اليمني في أول أيام الشهر الكريم للخلاص من الحرب الدائرة منذ عام 2014 مع الانقلاب المليشيات الحوثية التي انقلبت على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

عادات اجتماعية لم ينجح كورونا بإلغائها
من العادة الاجتماعية التي كانت موجودة إلى عهد قريب ولم تقض عليها كورونا في اليمن، حيث إنه وبعد أن أُعلن عن رؤية هلال رمضان، أخذ الأطفال أكواما من الرماد، يجعلونه على أسطح المنازل على هيئة أوعية دائرية، ثم يصبون فيها الجاز ويشعلونها.

شوارع خالية
وفى صباح اليوم الرمضاني الأول ظهرت شوارع اليمن كأنه لا يوجد أحدا مُستيقظًا، حيث ظهرت الشوارع خالية والمحلات مقفلة، باستثناء محلات قليلة يلجأ الناس إليها عند الحاجة الملحّة، وذلك في مخاوف من انتشار كورونا.

إلغاء الفعاليات الثقافية
كما تلاشت الفعاليات الثقافية النوعية التى كانت ترافق قدوم الشهر المبارك، مثل مهرجان الإنشاد اليمني، الذى كان بمثابة بصمة خاصة من بصمات المدن اليمنية، والذي يعد موروثاً ثقافيا له تاريخه في بلد عريق وغني بثقافاته، ليحل مكانها أنين الناس وشكواهم التى لا تنقطع، نتيجة التدهور المستمر في الوضع الاقتصادي، وما يرافقه من غلاء فاحش في الأسعار، إضافة إلى المعاناة الأساسية التى رافقتهم من الحرب.

إلغاء مجالس القات في رمضان
وألغي كورونا طقوس معينة لدى اليمنيين منها مجالس القات في بعض مناطق اليمن، فعادة ما يحضر كل شخص حزمة القات الخاصة به يحملها تحت ساعده، إذا كان القات من ذلك النوع الطويل، ثم يخلع نعليه عند عتبة «الديوان» ويقوم بتحية الحضور، ليصافح بعدها الحضور فردًا فردا باتجاه عكس عقارب الساعة.
ويقوم من يعرف الشخص القادم أو يكن له الاحترام بالنهوض ومصافحته واحتضانه، ويجلس الناس وظهورهم إلى الجدار متكئين بمرافقهم اليسرى على وسائد ثابتة ومرتفعة قليلًا وثنى أرجلهم وأوساطهم، ويعتبر مد القدم وسط المجلس نقصًا في أسلوب آداب الجلوس مالم يكن الحضور من الأصدقاء المقربين أو من أفراد العائلة.

ويقوم البعض بتدخين السجائر، بينما يشترك البعض الآخر في شرب «النارجيلة» وتجد أمام مخزني القات قوارير الماء والشاى ومشروبات الطاقة.
وتجمع الحضور صداقات حميمة وفى الغالب يقوم أحدهم بانتقاء غصن من القات ويرميه لشخص آخر كتعبير عن الصداقة وحسن النوايا.

بشرى وقف الحرب
وزف التحالف العربي، على لسان المتحدث الرسمي العقيد الركن تركي المالكي، بشرى سارة لليمنيين عن أن قيادة القوات المشتركة للتحالف وبناءً على إعلانها السابق الخاص بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، بطلب من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن جريفيثس لوقف إطلاق النار لإتاحة الفرصة لإحراز تقدم في المفاوضات مع الطرفين حول وقف دائم لإطلاق النار، وكذلك الاتفاق على أهم التدابير الاقتصادية والإنسانية ولاستئناف العملية السياسية، واستمرارًا لجدية ورغبة التحالف للتخفيف من معاناة الشعب اليمني "الشقيق" والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار مع حلول شهر رمضان الكريم، فإنه يعلن تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر، اعتبارا من الخميس الموافق (30 شعبان 1441هـ الموافق 23 أبريل 2020م.

وقال العقيد تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس): "إن قيادة القوات المشتركة للتحالف، تجدد التأكيد على أن الفرصة لاتزال مهيأة لتظافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق وستدعم بشكل كبير كل هذه الخطوات الأساسية مع الأمم المتحدة في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل يتفق عليه اليمنيين".

"البوابة"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى