«على أيش 2»: الصم والبكم يدخلون عالم الدراما اليمنية

> لأول مرة في تاريخ الشاشة اليمنية، تشارك فئة الصم والبكم في مسلسل رمضاني، وبعض الأفلام التي سيجري بثها في شهر رمضان؛ في محاولة لإبراز مواهب هذه الفئة الصامتة ودمجها مع المجتمع الذي يواجه صعوبة في التعامل معها، ومساعدتها أيضاً للتغلب على الشعور بالوحدة من جراء التنمّر الذي تتعرض له في كثير من الأوقات والأمكنة.

محاولة، ربما أريد من خلالها، تجربة مدى قدرة الصم والبكم على الانخراط في الأعمال الإبداعية من جانب، ومن جانب آخر تسهيل مهمّة التعبير عن مظلومية فئة معيّنة من فئات المجتمع المسحوقة بجوارح الضحايا أنفسهم، خاصة أن فكرة المسلسل الذي يشاركون فيه تقترب إلى حد كبير من قول ذلك، وهي أيضاً مبادرة تفتح المجال أمام من يقع على عاتقهم الأمر؛ لامتحان قدرة هؤلاء في التغلّب على إعاقتهم وإبراز مواهبهم المكبوتة، والخروج بهم من دائرة التأثير النفسي لإعاقتهم.

قناة "السعيدة" اليمنية، التي تبث من القاهرة، خصصت لهذه الفئة الهامة حيزاً في مسلسل يحمل اسم "على أيش 2"، من إخراج عماد الجعدي وسيناريو علي حزام. "كمرحلة أولى؛ ليتم من خلالها إبراز أدوارهم ومنحهم الفرصة لإثبات ذاتهم وشق طريقهم للمستقبل، ومنحهم أيضاً الثقة بأنفسهم"، كما يقول رئيس مجلس إدارة القناة، حامد الشميري، ويلفت في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أن المسلسل سيضم "ثلاث شخصيات من الفئة، يؤدي أحدهم دور عامل مقهى بينما يجسّد الاثنان دور طالبين".

ويرى الشميري أن "الممثلين الثلاثة أدّوا أدوارهم على أكمل وجه وكان لهم مواقف إنسانية تدور عليها أحداث المسلسل، كما أنهم أبرزوا قدرتهم على القيام بنفس الأعمال التي يقوم بها غيرهم من الفئات"، كما يشير إلى أن القناة "تسعى للارتقاء بمستوى فئة الصم والبكم إلى المرتبة المنشودة في صقل مواهبهم ودمجهم في المجتمع".

إلى جانب المسلسل، تعمل القناة على إنتاج وبث أفلام خاصة، يقول الشميري إنها ستبث في وقت لاحق، ويردف قائلاً: "أصبح إشراك هذه الفئة في المجتمع ضرورة ملحة، كبقية الفئات؛ فالإعاقة ليست سبباً في عدم إبراز مواهبهم وإظهارهم كمبدعين في الأعمال الدرامية أو سواها".

وقام فريق إنتاج المسلسل بتسليم النص للممثلين مسبقاً قبل التصوير معهم بأيام، كما عمل على تعريف الأبكم بالشخصيات التي سيتم التعامل معها خلال المشاهد مع إضافة بعض الإرشادات الخاصة بالبكم عن طريق خبير بلغتهم (مدرب لغة إشارة)، بينما سيتم توضيح لغة التخاطب الطبيعية بين الأصم والمشاهد بالإيحاءات أو بلغة الإشارة المفهومة والمتعارف عليها، على حد قول رئيس مجلس الإدارة.

يقدّم المسلسل المشكلات الاجتماعية والإنسانية ومعاناة الحياة اليومية في البلد في ظل الظروف القاسية والظلم والقهر واللامبالاة في حياة الإنسان اليمني بقالب كوميدي درامي يحمل العديد من الخطوط الاجتماعية والقضايا الإنسانية التي تهم شريحة واسعة من اليمنيين.
ويواجه الصم والبكم في اليمن صعوبة بالغة في ممارسة أعمالهم اليومية؛ لعدم قدرتهم على التواصل مع من حولهم، بالإضافة إلى شحّ المناهج الدراسية الخاصة بهم، وقلة الاهتمام من قبل الحكومات، والإهمال الأسري والعنف المجتمعي؛ ما يجعلهم سجناء شعورهم الانعزالي، رغم ما يحملونه من طاقات وقدرات إيجابية.

العربي الجديد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى