تدابير الإغلاق تفتح نافذة لمعالجة مدمني المخدرات في جنوب إفريقيا

> بريتوريا «الأيام» صوفيا كريستنسن:

> عندما طرد الجنوب إفريقي جيمي من مركز لإعادة تأهيل مدمني المخدرات الشهر الماضي، رفضت والدته الغاضبة السماح له بالعودة إلى المنزل.
في تلك الليلة، انضم هذا الشاب البالغ من العمر 25 عاما إلى مئات مدمني الهيرويين والميثامفيتامين الذين ينامون في شوارع بريتوريا وأبنيتها المهجورة.

وقد ألقت الشرطة القبض على جيمي في أحد المباني المهجورة بعد أربعة أيام من فرض تدابير الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ونقلته السلطات إلى ملجأ تديره الكنيسة في ضاحية أكاسيا في شمال بريتوريا أنشئ في بداية الإغلاق لاستقبال مدمني المخدرات الذين لا مأوى لهم.

وقال جيمي "لقد وجدت أخيرا مكانا لأتعافى فيه" بعد سنوات من تعاطي الميثامفيتامين.
يعالج معظم الشباب البالغ عددهم 89 الموجودين في الملجأ من إدمانهم الهيرويين باستخدام عقار الميثادون الذي قدمه برنامج بريتوريا لتعاطي المخدرات.

انضم أكثر من 600 شخص إلى برنامج الميثادون منذ أن فرضت تدابير الإغلاق في جنوب إفريقيا في 27 مارس، ما ضاعف تقريبا عدد المرضى لدى الجمعية.
وقالت مديرتها جاني هوغو "سمح الإغلاق بمجيء العديد من الأشخاص الذين لم يفكروا في القيام بذلك من قبل".

وغالبية الوجوه الجديدة هم الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع وعانوا من أعراض الانسحاب بعد وضعهم في الملاجئ. أما البعض الآخر فلجأوا إلى برنامج إعادة التأهيل بسبب انقطاع إمدادات المخدرات بسبب الإغلاق.

مدمن وبلا مأوى
قال غراهام كروغور (34 عاما) فيما ينتظر الحصول على جرعته اليومية من الميثادون بعد وجبة الفطور "لم تكن المخدرات متاحة بسهولة في الشوارع".
وأضاف "لذلك، ذهبت بإرادتي إلى ملجأ كنت أعرف بوجوده. عوارض الانسحاب مؤلمة جدا... بعض الأشخاص يقولون أن حتى عظامهم تصاب بالحكة".

وأقر كروغور الذي يتعاطى الهيرويين منذ ثلاث سنوات والذي لا مأوى له باللجوء إلى برنامج ميثادون "بسبب عمليات الإغلاق".
وصرح لوكالة فرانس برس "انا مسرور فعلا لوجود كوفيد 19".

تقدم ممرضة للشباب الجالسين تحت سقيفة خشبية السائل البرتقالي الذي يضم الأفيون في أكواب بلاستيكية.
بعد ابتلاع جرعته، قرر كروغور الاتصال بوالدته للمرة الأولى منذ سنوات.

وقال "عائلتي تخلت عني. بدأت القيام بعمليات سرقة".
وأوضح مدير الموقع لاكي شوكان لوكالة فرانس برس أن المجموعة لم تأخذ العقار منذ ثلاثة أسابيع فيما البعض بدأوا خفض جرعاتهم من الميثادون.

ولفت إلى أن "الأثر الايجابي لعملية الإغلاق هو أن لدينا بيئة خاضعة للسيطرة لمساعدة هؤلاء الشباب على استعادة حياتهم".

عيش حياة طبيعية
بعد بداية صعبة، قال شوكان إن الشباب تغلبوا على الآثار الجانبية للميثادون وأصبحوا معتادين على رفقة بعضهم بعضا.
كانوا يشغلون أنفسهم في الحديقة وأعادوا طلاء الجدران كما أنهم يساعدون في المطبخ.

وقال جيمي الذي لم يرغب في الإفصاح عن اسمه الحقيقي "إن الوجود قرب متعاطي مخدرات آخرين يحفزني".
وأضاف "لدينا مشكلتان مشتركتان: المخدرات والتشرد. نحن نحاول التغلب عليهما معا".

وما زالت البيانات عن نسبة تعاطي المخدرات محدودة في جنوب إفريقيا رغم أن وزارة الخارجية الاميركية صنفت البلاد واحدة من أكبر أسواق المخدرات غير المشروعة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
يقوم العديد من المشردين الذين يعيشون في شوارع المناطق الحضرية بحقن أنفسهم بمزيج من الهيرويين والماريجوانا والأدوية المضادة للفيروسات القهقرية وسم للجرذان معروف باسم "نباووبي".

وقال شوكان إن الإغلاق كشف عن نطاق تعاطي المخدرات في بريتوريا.
ولفت إلى أن السلطات المحلية تناقش سبل مواصلة رعاية الأشخاص الذين يعالجون بالميثادون، بمجرد التخفيف من القيود وهي خطوة من المقرر أن تبدأ تدريجا الشهر المقبل.

خطر الإصابة
وتابع شوكان "نحتاج إلى مكان يمكننا إيواؤهم فيه حتى بعد الإغلاق".
وأوضح "موقع آمن حيث يمكنهم مواصلة البرنامج... وتعلم المهارات والعثور على وظائف" بعد ذلك.

لكن من المرجح أن تتأخر هذه الخطط بسبب الانتشار المستمر لفيروس كورونا في جنوب إفريقيا.
وحتى الآن، سجلت البلاد 3953 إصابة بالفيروس، وهي الأعلى في إفريقيا، و75 حالة وفاة.

ويخشى خبراء الصحة من تفشي الوباء بين أكثر الفئات ضعفا، ومن بينهم الأشخاص الذين يتناولون عقار الميثادون.
واضطر ثمانية من الشباب الموجودين في ملجأ أكاسيا إلى الخضوع لاختبار فيروس كورونا بعد ظهور أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا عليهم.

واعترف شوكان بأن تفشي فيروس كورونا في الملجأ سيكون "مدمرا" ومن المرجح أن يؤثر على برنامج الميثادون.
وأوضح "ليس هناك مكان في المدينة أو في المستشفى يمكن أن يزودهم العقار".

أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى