منطقة «القطيع» دموع ووجع وسيول.. وفرحة استجابة

> تقرير/ فردوس العلمي

> منطقة "القطيع" إحدى المناطق المنكوبة في مديرية صيرة، والتي أثر فيها السيل بشكل كبير جداً، وأحدث أضراراً كبيرة في كل البيوت الأرضية، حيث وصل ارتفاع السيل إلى حوالي مترين، بل كان ماء السيل يلامس الدور الأول بعد أن غطى الدور الأرضي.. منطقة القطيع ليست عشوائية، ولكن أثرت عليها العشوائيات المحيطة بها من كل جانب، والتي جعلت مياء السيول تستقر في أحيائها، وتعربد في منازلها وتخرب كل شيء.
مواد غذائية تلفت لأحد الأسر مرمية على السيول
مواد غذائية تلفت لأحد الأسر مرمية على السيول

صور مؤلمة
في هذا المنطقة جميع الصور موجعة، وتثير الألم في داخلك، وتجعلك تتساءل كيف يعيش هؤلاء وسط هذه المخاطر التي تتسبب بها غيرهم، ولا يجني ويلات الكارثة غير ساكنو منطقة القطيع.
تقول إحدى النساء المنكوبات وهي تصرخ: "بيتي غرق وكل عفش البيت انتهى وابتل بماء السيول، الكنب، والفرش.. كل شيء انتهى، العوض على الله، ما في معنا غير الله".

وتضيف بألم: "منطقة القطيع في كل مطر لا يتهنأ سكانها بفرحة المطر، فكلما يُعلن عن نزول المطر نستعد نحن سكان المنطقة للنجاة، وندخل في صراع لنسابق مياه المطر قبل أن يداهم السيل منازلنا، ولكن في هذا المرة غلبنا السيل، ففي خلال دقائق معدودة تغير الجو من غائم ومطر خفيف إلى سيل مندفع ودفع أمامه كل شيء ليأخذ منا كل شيء يقف في طريقه، فقدنا كل شيء راشن رمضان، وأدواتنا الكهربائية، وعفش بيوتنا، كل شيء انتهى.. من سيعوضنا؟".
قطم أرز تلفت مرمية على بقايا السيول
قطم أرز تلفت مرمية على بقايا السيول

وتشير إلى أن التجول في منطقة القطيع له مخاطر كثيرة، فلا تدري ماذا يوجد تحت قدمك، فالأرض مغطاة بالطين والوحل، والمياه القذرة، وهنا الكثير من فتحات المجاري بدون أغطية، وتشكل خطرا على المارين في هذه الطرقات، ومن الصورة الموجعة أنك تجد في الطرقات سلال الأرز والسكر مرمية بين مياه السيول، مما يدل أنها كانت تحمل مواد غذائية وجرفتها السيول من إحدى البقالات، أو إحدى البيوت.

"نجونا بأعجوبة"
تقول إحدى نساء منطقة القطيع: "لولا رجال المنطقة كنا غرقنا، كون فاندفاع السيل لم يعطِ لنا فرصة للهروب والطلوع إلى الأدوار العليا عند الجيران، أخرجونا الرجال والماء يصل إلى نصف وجوهنا وكنا نتنفس بصعوبة، كنا ننظر إلى مآلنا وحالنا، ولا نمتلك حيلة غير البكاء، فلم نعد ندري هل هذه دموع أو مياه المطر، بللتنا الدموع، كما أغرقتنا مياه السيول".

وأضافت: "نحن سكان القطيع لا نتهنأ ولا نفرح بالمطر، ومكتوب علينا أن نتحمل أخطاء الآخرين الذين بنوا على مجاري السيول وفوق مصارف المياه".
يقول أهالي القطيع: "رغم تحذيرات الأرصاد الجوية لم تحرك السلطة المحلية ساكناً، وفي صبيحة يوم المطر بسويعات زار محافظ عدن والمأمور الحي، وصوروا أدوات الإغاثة ثم تحركوا رغم التحذير، ولم يتم فتح مجاري المياه ولا تنظيفها، وبعد مغادرتهم زاد هطول المطر، وبمجرد ثوانٍ فإذا بالحي غارق بالمياه من كل مكان".

أمنيات لم تتحقق
تمنى أهالي القطيع بقاء شفاط الاستجابة السريعة، حيث قالوا: "كنا نتأمل تحرك الدفاع المدني لإنقاذ العالقين ولكن للأسف لم يظهر أحد، مما اضطر شباب القطيع وشيوخها للتدخل، وقاموا بإنقاذ الجيران.. وبعد الغرق انتظرنا تحرك المديرية بطاقمها حتى الخامسة فجراً والمياه فيً الحي، بعدها جاء جرار وشفاط، وعملا نص ساعة، ثم غادرا وكانت معدات البلدية تشتغل برهة ثم وتختفي يومين، إلى أن مصدر الماء الرئيسي انكسر بحكم السيول، ولم يتم تدخل المؤسسة العامة للمياه لإصلاح الكسر".

وأضافوا: "حتى يوم 28 من أبريل الماضي ما زال الحي مليئاً بالماء والقاذورات، وتضررت الأجهزة الكهربائية والملابس، والمواد الغذائية، في كل البيوت، ولم يترك لنا السيل شيئاً".
أهالي القطيع لم يتمكنوا من تنظيف بيتهم من كل الوحل والمياه، فاستعانوا بشباب لتنظيف المنازل، ففي كل مكان في القطيع تجد عفش المنازل في الشارع. تقول إحدى النساء: "تكلفنا الكثير لتنظيف بيوتنا فأقل منزل دفع 15 ألف ريال".

"الدعم لمنطقة القطيع"
كثير من البيوت لم تجد دعماً رغم أن الفيسبوك مليء بالتبرعات المقدمة لهذه المنطقة، ويسأل الأهالي لمن سلّم الدعم؟..
الأخت فاطمة قالت: "لم نستلم غير سلة غذائية، وسلة أخرى فيها أدوات تنظيف، ولكن سمعنا بأن هناك معونات نقدية وصلت القطيع ولم نرها أبدا".

وتضيف: "ما زلنا نعاني من انقطاع المياه، ونشتري الوايتات من أجل تنظيف منازلنا من الطين العالق والمياه القذرة التي استقرت في بيوتنا، وكل شيء مفصول لا النت، ولا كهرباء (إلى تاريخ 25 أبريل). نعيش بوجع وظلم فلا دولة تدري ما بنا، ولا التحالف له علم بنا، نحن أهالي القطيع نموت من رائحة الصرف الصحي".
واختتمت: "سمعنا أن بعض الأسر سكنت في فنادق، وهي أسر لم تضطر مثلنا، ونحن حقيقة لا نستطيع السكن في الفنادق، فنحاول أن ننظف بيوتنا، لأن الفندق لن يدوم لنا".

استغاثة واستجابة
أطلق أهالي القطيع حي المرسابة نداء استغاثة بصوت صارخ موجع، قالوا فيه: "حي القطيع أصبح مستنقعاً لأوساخ، والبعوض، والناس بدأت تعاني من حميات، وإسهال بكتيري، ولا نجد حلولاً لمشكلة الحي من قِبل الدولة التي لم يتوقع سكان حي القطيع أن يلقى نداءهم استجابة سريعة؛ حيت لبى نداءهم أهل الخير ورجال المال والأعمال، ممثلة برشاد هائل سعيد أنعم ورجل الأعمال صالح عوض صاحب شركة عدن للصرافة اللذين نزلوا إلى الحي بمعية الشخصية العدنية صاحب المواقف النبيلة م. حسن سعيد مدير مؤسسة المياه السابق؛ لتفقد الحي والاطلاع على حجم الأضرار والخسائر، وثم شفط المياه الراكدة، وتنظيف الشوارع التي كانت تتراكم فيها المياه، وكذا إصلاح كسر أنبوب الماء، وسيتم إصلاح فاتح السدات الذي تعطل بسبب الضغط، كما سيتم فتح المجاري أيضاً، وذلك على نفقة رشاد هائل سعيد أنعم".

لهذا عبر أهالي حي المراسابة عن شكرهم وتقديرها لهذه الشخصيات التي عملت على إزالة الضرر عن هذا الحي البعيد عن اهتمام الدولة وقياداتها، مقدمين الشكر أيضاً للأخ صالح عوض الذي تواصل مع المعنيين لإزالة المياه الراكدة وتنظيف الشوارع وعلاء السقاف المشرف على تنفيذ كل الأعمال.

نصيحة لمقدمي الدعم
ووجه أهالي القطيع نصيحة للمتبرعين قالوا فيها: "نرجو ممن يقدمون الدعم أن يوحدوا وينسقوا جهودهم، وأن لا يثقوا بأحد، وأن يقدموا الدعم بأنفسهم". مطالبين الحكومة والمجلس الانتقالي بالقيام بواجبهم بسرعة في شفط المياه، وفتح مصارف الأمطار، وإزالة العشوائيات التي تعيق سير السيل وشوهت المدينة..
وأضافوا: "ونتمنى أن تشرع الحكومة أو الدول المانحة في بناء وحدات سكنية للقاطنين في الجبال ومن بنوا فوق مجاري السيل وتخرج الناس من هذه المواقع، والعمل على إزالة العشوائيات حتى تتنفس الأرض، ويجد السيل مساراً صحيحاً يمشي عليه".

واختتموا: "حاليا هناك جهات غير حكومية تعمل في القطيع، نتمنى أن يصل خيرها وجهدها لنا أيضا. وندعوهم إلى تكثيف وتنسيق الجهود المبذولة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى