يجدون رمضان فرصة لمهن كثيرة مؤقتة.. «المأكولات الرمضانية» على أرصفة أبين

> تقرير/ عبدالله الظبي

> بدخول شهر رمضان المبارك ينتشر الكثير من الباعة المتجولين، الذين يقومون ببيع جميع المأكولات الشعبية الخاصة بمائدة الشهر الفضيل والتي تعتبر من العادات الجميلة والطقوس المتوارثة التي لا زالت مستمرة في محافظة أبين رغم المعاناة والألم.
من تلك العادات الأبينية ازدحام الأسواق بباعة الأصناف المختلفة من مائدة الفطور الشهيرة، ومنها اللحوح الذي يستخدم لتحضير طبق الشفوت، والقلايات من سمبوسة وباجية وكاتليس ومطبق وفرولي وأصناف متنوعة من الحلويات ومن العصائر.

تزدحم أسواق المحافظة بالأعمال التزينية والباعة والمتسوقين الذين اعتادوا خلال شهر رمضان على بيع هذه الأصناف المتنوعة وسط ترحيب وإقبال كبيرين من المواطنين، على الرغم من التحذيرات الصحية بسبب وباء كورونا.
عادات الجميلة لا زالت مستمرة رغم تفاقم المعاناة وتدهور الخدمات الأساسية، وحرّ الصيف الشديد، علاوة على انقطاع الرواتب، إلا أن هذه العادات تقاوم كل تلك المعاناة في سبيل البقاء.

لقمة العيش
يقول محسن سالم، وهو أحد الباعة: "بالنسبة لبيع المأكولات الشعبية الخاصة بشهر رمضان، وهي من الأصناف المختلفة من مائدة الفطور الشهيرة، ومنها اللحوح الذي يستخدم لتحضير طبق الشفوت، والقلايات من سمبوسة، وباجية، وكاتليس، ومطبق، وفرولي، وأصناف متنوعة من العصائر".
وأضاف: "أعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة، وأعتمد على بيع المأكولات الشعبية الخاصة بشهر رمضان، والتي تشتهر بها محافظة أبين، وتعد مصدر دخل أساسي لي ولأسرتي في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد".

يتابع محسن: "نحن نعمل في هذه المهنة مثل أي مواطن يعمل للحصول على لقمة العيش، ونبدأ العمل في تحضير المأكولات من ساعة 2 ونص ظهراً، ونبدأ أعمال البيع بعد صلاة العصر إلى حين أذان المغرب، نقول الحمد لله على كل حال، نقدر نوفر ولو الشيء البسيط".

الكثير من المواطنين في أبين يستغلون شهر رمضان لمزاولة الأعمال طلباً للرزق، فذاك الشاب العشريني الذي تراه طيلة أيام السنة يتسكع تجده في شهر رمضان يقف على ناصية الشارع، وقد نصب طاولة كبيرة وعليها أدوات للطبخ من مأكولات الشهر الكريم. تشير العديد من التقارير لمنظمات محلية وعربية ودولية إلى أن معظم العاطلين عن العمل يجدون في رمضان فرصة للعمل في بيع ما لذّ وطاب من مأكولات الرمضانية، واليمن واحدة من أهم الدول التي تحافظ على مثل هكذا طقوس رمضانية.

يقول مهدي زيد علي: "أنا أعمل في بيع المأكولات الشعبية الخاصة بشهر رمضان المبارك، والتي تعد من العادات والتقاليد الخاصة بأبناء المحافظة من جميع الأصناف المختلفة من المائدة الرمضانية التي يتميز بها أبين".
وأضاف: "كلما حلّ شهر رمضان انتهز الفرصة وأبدأ مهمة العمل في بيع المأكولات الشعبية فقط بشهر رمضان، ففي هذا الشهر يكون لها مذاق طيب خاصة، وأن الناس يتدافعون نحو موائد رمضان بشغف".

ويرى مهدي أن العمل في هذه المهنة ولو مؤقتاً تكسبه بعضاً من المال لتوفير لقمة العيش الكريمة له ولأفراد الأسرة، وتساعده على توفير أبسط الاحتياجات المنزلية، وكذلك العمل على توفير دخل من أجل شراء مستلزمات الأطفال من ملابس عيد الفطر المبارك.

وقال أبو أحمد، هو أحد الباعة: "بيع المأكولات الشعبية الخاصة بهذا الشهر الكريم، وهي من جميع الأصناف المختلفة، من مائدة الفطور التي تشتهر بها محافظة أبين، ومنها اللحوح وخبز المخلّم، وسمبوسة وباجية، وغيرها، وكذلك من الحلويات الشعبية مثل بنت الشيخ، وبيت النحل، وغيرها من الأصناف المتنوعة من العصائر والمشروبات".

وأضاف: "نعمل في هذه المهنة من أجل كسب لقمة العيش الكريمة الأفراد الأسرة، وتوفير أبسط الاحتجاجات المنزلية خلال هذا الشهر، ولا يكتمل جمال شهر رمضان من غير الباعة المتجولين، والذين يقومون على بيع المأكولات الشعبية، والتي تتزين بها موائد رمضان المبارك، وفي الحقيقة أن تلك المأكولات تعتبر المصدر الدخل الوحيد لنا للحصول على مصاريف تعيننا على متطلبات أيام شهر رمضان".

مصدر دخل
يعتقد المواطن هائل عبدالله هادي أن الباعة الذين يقومون ببيع المأكولات الشعبية الخاصة بشهر فرصة يستغلونها للابتعاد عن البطالة، ولو لشهر واحد فقط؛ إذ أن هذا العمل يساهم في تعزيز دخلهم لسد احتياجاتهم للعيش من خلال هذه المأكولات الشعبية التي تتكون منها المائدة الرمضانية.
ويوضح عدد من الباعة المتجولين أنهم ينتظرون شهر رمضان في كل سنة بفارغ الصبر من أجل بيع تلك الأصناف الرمضانية على اعتبار ذلك مصدر دخل كبير يعينهم على توفير مصاريف شهر رمضان وكسوة العيد.

نكهة رمضان
ويرى الناشط الاجتماعي، عبدالإله عميران، أن جمال شهر رمضان لا يكتمل إلا بالمأكولات الشعبية الرمضانية، فلا تخلو الأسواق من أطباق هذا الشهر، والكثير من العاطلين عن العمل يبتاعون ما لذّ وطاب من الأكلات الشعبية التي تزين مائدة رمضان، فالكثير منهم ينتظرون موسم رمضان على أمل كسب المال.
ويأسف عميران لوجود بعض الصيحات للمواطنين تتعالى لمناهضة هؤلاء الباعة مع أن الأمر لا يستحق المعارضة، ففي ذلك أمر شخصي بحت.

"ظاهرة تعودنا عليها"
تشير الإعلامية إبتسام الناصر إلى أن انتشار باعة مأكولات رمضان أصبح ظاهرة تعود عليها الناس، وتقريباً باتت هذه المهنة لا تقتصر على الشهر الفضيل فقط. وتضيف: "أصبح الناس يتهافتون لشراء هذه المأكولات الشعبية كشيء عادي اعتاد الناس عليه، والغريب أن المواطنين غير آبهين بالتحذيرات الصحية من المأكولات التي تباع بالشوارع والمعرضة للهواء الملوث، برغم مخاطر الاكتظاظ والتجمع الذي تحذر منه المنظمات خاصة مع انتشار الأوبئة في بلادنا، ومنها وباء فيروس كورونا".

واختتمت: "في الحقيقة تظل ظاهرة باعة المأكولات الشعبية من الناحية الصحية مشكلة متأصلة في شوارعنا ومجتمعاتنا، ولكن إذا ما نظرنا لها بشكل إنساني سنجد هؤلاء الباعة يلجؤون إلى البيع بالشوارع لحاجتهم الماسة لتوفير قوت يومهم، لكن من ناحية صحية هذه المأكولات قد تكون عرضة للأتربة والجراثيم، ناهيك عن عامل النظافة الذي لا يلتزم به كل الباعة المتجولين، الظاهرة أخذت بالانتشار في أبين، وكثرت فيها المأكولات التي تكون معرضة للهواء الملوث".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى