> مينسك «الأيام» أ ف ب

على مدى العام ونصف العام الماضي، قدمت طالبة الطب كارينا رادشينكو رعاية صحية مجانية للمشردين في العاصمة البيلاروسية مينسك... ومنذ بداية تفشي فيروس كورونا، شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد الأشخاص الذين يحتاجون مساعدتها.

وقالت رادشنكو إن الكثير من الأشخاص الذين كانوا يشقون لتأمين لقمة العيش في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة قبل انتشار الفيروس، باتوا عاجزين الآن عن شراء الأدوية أو الذهاب إلى الطبيب.

ويأتي لرؤيتها بعض هؤلاء الأشخاص إضافة إلى المشردين الذين ينامون في الشوارع.

وروت رادشنكو لوكالة فرانس برس خلال إحدى جولاتها في الشوارع "إنهم مضطرون الآن لطلب المساعدة مثل المشردين لأن ما من مكان آخر يوفرها لهم".

وأسست هذه الشابة البالغة من العمر 28 عاما جمعية "ستريت مديسين" وهي أول مشروع تطوعي في البلاد لمعالجة المشردين والمحتاجين.

وقالت المتقاعدة تاتيانا التي رفضت ذكر اسمها الكامل إنها تأتي لرؤية المتطوعين "في بعض الأحيان" عندما ينفد المال منها.

وزعت رادشنكو أخيرا أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية إضافة إلى الأقنعة على مرضاها بمساعدة العديد من المتطوعين في حديقة صغيرة.

وكانت تضع ومساعدوها أقنعة وقفازات لحماية أنفسهم من أي عدوى محتملة.

طبيبة شابة في بيلاروسيا تتحدى فيروس كورونا لمساعدة المشردين
طبيبة شابة في بيلاروسيا تتحدى فيروس كورونا لمساعدة المشردين

ويأتي البعض لقياس ضغط الدم أو حرارة الجسم.

وقد أشاد يوري الذي رفض إعطاء اسمه الكامل أيضا بالمتطوعين لتوزيعهم الأدوية والأقنعة وقال "ثمة العديد من الوفيات. يجب ألا يموت الناس".

لا يملك فريق رادشينكو المعدات اللازمة لإجراء اختبارات فيروس كورونا، لذا كل ما يمكنهم فعله هو مراقبة أعراض المرض.

وأوضحت "نولي اهتماما خاصا للأشخاص الذين يعانون من أعراض في الجهاز التنفسي".

وسجلت بيلاروسيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من تسعة ملايين نسمة، أكثر من 16700 إصابة بكوفيد-19 متجاوزة بولندا وأوكرانيا المجاورتين، إضافة إلى 99 وفاة حتى الآن.

وما زالت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة واحدة من الدول القليلة التي لم تفرض إجراءات إغلاق.

ووصف رئيسها ألكسندر لوكاشينكو العدوى بأنها مجرد "ذهان" وهو يخطط لتنظيم عرض عسكري للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية الأسبوع المقبل.

"على مسؤوليتنا"

وقالت رادشينكو وهي طالبة طب في السنة الخامسة، إن أكثر الأشخاص الأكثر ضعفا وعرضة تاليا للإصابة ونقل العدوى للآخرين، لم يتلقوا مساعدة كافية.

فقد عمدت منظمات تقدم الرعاية للمشردين إلى إغلاق أبوابها أو التقليل من ساعات العمل بسبب مخاوف مرتبطة بالفيروس.

وبدأت رادشنكو التي استلهمت مشروعها من مشاريع مثل "ستريت مديسين إنستيتوت" ومقره في الولايات المتحدة، هذا العمل التطوعي بمفردها في أواخر العام 2018، أما اليوم فقد أصبح عدد المتطوعين في هذه المهمة 25 شخصا من بينهم نحو سبعة أطباء. ومنذ بداية المشروع، قاموا برعاية أكثر من 200 مريض، وهم يجولون في الشوارع مرتين أسبوعيا بحثا عن مشردين لتقديم المساعدة الطبية لهم.

لكن رادشينكو لا تعرف إلى متى ستكون قادرة على الاستمرار، فالدولة لا تساعد والتبرعات قليلة.

كذلك، لا يوجد قانون ينظم عملهم وأوضحت رادشينكو "نحن نعمل ونجازف على مسؤوليتنا".