الإدارة الذاتية وفساد تجارة النفوذ والسلطة

> صالح علي الدويل باراس

> إن عجلة الإدارة الذاتية دارت بخطوات إدارية جريئة يقوم بها المجلس في عدن، لكن من الضرورة أن تمتلك حساً وفطنة سياسية وتقوم بخطوات مدروسة وتراتبية، بالاعتماد على الخبرات والكفاءات الاقتصادية والمهنية النزيهة في الإدارة الذاتية، فالمرحلة مرحلة اختبار حقيقي وأعداء نجاح المشروع الجنوبي كثر ويتربصون لأي إخفاق، وأن لا يفتحوا جبهات ليس أوانها، فاليمننة كالأخطبوط في الإدارة والأحزاب والسوق.. إلخ، وفسادها في عدن يوازي جبل شمسان. فإذا كانت تجربة الاشتراكي قبل الوحدة لم تطور عدن، فإن احتلال الشمال للجنوب عام 94م عبث ونهب وأفسد كل شيء وبكل شيء في المنظومات الإدارية والمال والتجارة والسوق والذمم.

النظام أشبه بالوتد الذي تنطلق منه سلاسل الفساد، كلها مرتبطة بذلك الوتد وتعود إليه وكان الفساد في التجارة والسوق يوازي الفساد في السياسة والإدارة والأحزاب، بل إنه الضمانة الرئيسية له.

على الإدارة الذاتية أن تبحث عن البدائل الجنوبية في السوق، لأن تجربة اليمننة جففت أية منافسة جنوبية إلا من طرفية فساحة المعركة مع اليمننة ليست سياسية أو إدارية أو حزبية فقط، بل ساحتها السوق بدرجة أساسية فدعم رأسمال الجنوبي على الأقل من باب خلق المنافسة في السوق وليكون ضمانة جنوبية.

كما أن عليها فتح المجال أمام رأس المال من السعودية والخليج وأن يوفروا له الأجواء المناسبة للاستثمار وأن يرعوا شراكته مع رأس المال الجنوبي.

إن التجار الجنوبيين والأجانب من يمنيين وهنود وغيرهم هربوا من عدن من التأميم ومن لجأ من الجنوبيين إلى صنعاء همشتهم وأخذت وكالاتهم وصاروا طرفية لتجارة النفوذ والسلطة.

كان "باعبيد" أقوى من "هائل سعيد" حسب أعراف السوق التي كانت تدير عدن وظل ملك السوق إلى ثمانينات القرن الماضي، أين صار باعبيد الجنوبي الحضرمي وأين صار أولاد هائل الشماليون؟

بل أين أصبح باعبيد من توفيق عبدالرحيم الذي بدا تجارته في الثمانينات بمحطة في مفرق المخا، وما أدراك ما مفرق المخا؟

إذا كان التأميم في الجنوب حرم تلك العائلات الجنوبية نشاطها التجاري في الجنوب، فإن دولة فساد السلطة والنفوذ في صنعاء نهبت امتيازاتهم وجعلتهم طرفية للعائلات التجارية الشمالية.

إنها فرصة لرأس المال الجنوبي سواءً في الداخل أو في المهجر الآن، ففي المأثورات الشعبية إن "بين قرون الشر منطقة آمنة‎".

ويجب توفير المناخات وتهيئة الظروف لعملهم ودعمهم وحمايتهم.

الكل قرأ مأساة التاجر الحضرمي "الزبيدي" بعد حرب 94م صاحب وكالة "سامسونج" وكيف مارس عليه أساطين تجارة السلطة والنفوذ الشماليون كل صنوف الابتزاز ليتنازل عنها سجنوه وعذبوه وانتهكوه ولفقوا عليه من التهم حتى تنازل لهم عنها، فأغلقوا كل ذلك!.

والمستثمر العيدروس ترك أكبر مركز قلب في الجزيرة العربية ويملك الأرض المجاورة لفندق عدن من ناحية الخط البحري، حين طلبوا منه أن يعمله في صنعاء ويشرك متنفذين شماليين معه!.

وأيضاً المستثمر الشبواني ‎"بلخدر" ماذا فعلوا به؟

لفقوا ضده كل المخالفات وسجنوه وجننوه.

هذه صنعاء التي فتحت ذراعيها للتجار الجنوبيين كما يحلو لصباغين اليمننة أن يصفوها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى