أنور خالد مناضل من زمن الرجال

> يصادف يوم الـ16 من مايو الجاري الذكرى العاشرة لوفاة أحد الرجال الأفذاذ، الذي قدم بتجرد وإخلاص الكثير من عمره وجهده ووقته، وبذل التضحيات في سبيل القيم والمبادئ والمثل القويمة والصحيحة المغروسة في وجدانه وكيانه، والتي تربى وترعرع عليها وظل وفيًا ومتمسكًا بها، في وقت الكثير من أمثاله انحرفوا عن الطريق القويم؛ طريق العدل والحق، وساروا في متاهات الإغواء والنفاق والالتواء.

أنور خالد مناضل وطني نزيه من قيادات الجبهة القومية المؤسسة، وترأس مؤتمر الخريجين للجنوب قبل الاستقلال، وشارك في مؤتمرات الجبهة القومية، واعتقل لمواقفه المناهضة مع عبدالفتاح عام 66 من قبل الأمن الوطني في (ج ع ي) الحكومة في الشمال حينها..

مات عفيفا وبهدوء وصمت في منزله بمدينة خورمكسر وسط أهله وزوجته التي ظلت معه وإلى جانبه إلى آخر لحظة، وشاركته كل معاناته وأسرته التي رعاها وسقاها من نفس النهر الصافي النقي الذي شرب وتشرب منه نهر الصراحة والنقاء والكلمة الصادقة ومواجهة الانحراف والظلم والفساد وعدم السكوت على الباطل، مهما كان شرسا ومتغولاً. وهذا ما جعله يواجه التعسف والإبعاد والحرمان من الحقوق، ولم يُعط ما يستحقه بل أودع السجن في العام 69 بعد خطوة 22 يونيو بسبب رأيه، وظل معتقلا فترة حتى عُين مندوبًا دائما في منظمة الزراعة الفاو في إيطاليا، وعُين قبلها في وزارة الزراعة وكيلًا وأبعد عن هذا المنصب، وقبلها تعين في مركز الأبحاث الزراعية الكود، محافظة أبين، طبعا هذا المركز الذي كان الأول في الشرق الأوسط أصبح أثرا بعد عين، وتم تجريفه وتدميره ونهبه بشكل متعمد من قبل النظام البائد بعد اجتياح وعدوان تحالف الشر والنهب في 7 /7/ 94، مثلما حدث مع كل المواقع والمراكز والمصانع والمؤسسات الناجحة التي كانت قائمة في الجنوب، بل وتم القضاء على مشاريع ومزارع في محافظات كبيرة وواعدة مثل أبين ولحج وحضرموت (أسماك التونة والطماط وغيرها).

وهناك الكثير من الوطنيين المخلصين المنسيين الذين غادروا هذه الحياة الفانية بصمت وهدوء أمثال هذا الرجل (أنور محمد خالد) ولم يلتفت لهم أكان من رفاقهم أو زملائهم في النضال، والكل رحل وغادر ولكن التاريخ لا يغادر ومسجل في صفحاته للأجيال كل شيء حتى مواقف من تنكروا لرفاقهم وزملائهم أكان لطمع في مكسب أو سلطة آنية أو بسبب المندسين والحاقدين وأعداء النجاح وبطانة السوء الذين كانوا السبب في نخر الدول وتدمير الأنظمة وانهيارها.

الكثير من أصحاب الرأي والموقف والخيرين والمخلصين صمدوا وعانوا أمثال أنور خالد، ورحلوا بضمير نقي، لم ينصفوا ويعطوا حقهم، ولكنهم عند ربهم يرزقون ومسجلين في صفحة التاريخ البيضاء، رحمهم الله جميعا، وفي ذكرى أنور خالد رحمه الله والسلام على روحه يتذكره اليوم وأمثاله من الرجال بكل فخر وإجلال وتقدير كل الشرفاء والخيرين أمثاله ومنهم من لا زالوا حاملي مشاعل العدل والحق والحرية في هذا الزمن الصعب، وسائرين في نفس الطريق حتى يشع نور الحق والعدل والسلام والمساواة للجميع، ولله الأمر من قبل ومن بعد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى