تقرير عن وقائع مبادرة السلام الأكاديمية الجنوبية لمنع الحرب في أبين..

> عدن "الأيام" خاص:

> العميد سند الرهوة: الجنوب سنحكمه جميعاً كشركاء ما لم سنقاتل تحت راية الجمهورية اليمنية
فريق المبادرة الأكاديمية: هدفنا منع الاقتتال بين الجنوبيين وتشكيل جيش موحد

قدّم فريق مبادرة السلام الأكاديمية الجنوبية لمنع الحرب في أبين تقريراً مفصّلاً عن الحرب التي شهدتها المحافظة في الفترة الأخيرة بين الجنوبيين، والهدف منها.

وأكد الفريق في مدخل تقريره الذي أعدّه خلال الفترة من 5/ 4/ 2020- و24 / 4/ 2020م" أن الاحتلال اليمني بكل أشكاله الإخوانية والحوثية الإيرانية كثف في الفترة الأخيرة، ولاسيما بعد اتفاقية الرياض، من محاولات شد الخناق على المجلس الانتقالي الجنوبي تعطيلا لشرعيته الميدانية التي منحتها له اتفاقية الرياض، من خلال ابتكار أساليب حرب إبادة كلية تستهدف آدمية الإنسان الجنوبي برمته، أبرزها حرب الخدمات كحرمان من أبسط مقومات الحياة كالماء والكهرباء والاتصالات وغيرها، وتحميل الانتقالي المسئولية في ذلك.

وبيّن الفريق الأكاديمي المكون من: د.يحيى شائف الشعيبي، د.حسين مثنى العاقل، د.عبده يحيى الدباني، د.عبد الجبار رشاد محمد، د.أكرم علي الكميتي، ود.صالح مهدي حنتوش العولقي، أن عصابات الاحتلال اليمني الإرهابية اتجهت بعد أن فشلت جميع خططها إلى التصعيد العسكري المباشرة في كل الجبهات وفتح جبهة حساسة وخطيرة في شقرة بهدف إسقاط العاصمة الجنوبية عدن.

والتقى الفريق بقيادات عسكرية في الشرعية، أبرزها العميد سند الرهوة قائد القوات المشتركة التابعة للشرعية في شقرة والعرقوب، والقائد أبي مشعل الكازمي وقيادات أخرى، في إطار الحل وإنهاء الحرب الدائرة في أبين.

وأكد فريق مبادرة السلام أن الخطوة الأولى لحل الأزمة الحالية تكمن في كشف حقيقة الأزمة الجنوبية المفتعلة من قِبل القوى الحوثية الإخوانية بين أبناء الجنوب في حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذين شكلوا في العام 2015م جبهة عريضة مع التحالف العربي أدت إلى تحرير الجنوب من القوى الحوفاشية والإخوانية الإصلاحية الموالية للمشاريع الإقليمية الإيرانية والإخوانية المعادية للمشروعين الجنوبي والعربي.

ولأهمية المبادرة تنشرها "الأيام" نصاً كما تسلمتها فيما يلي:

1 ـ أهمية المبادرة

أ ـ وقف التصعيد والتهدئة ونزع فتيل الفتنة بين الجنوبيين.

ب ـ تجنيب أبين الجريحة ويلات الحرب والدمار.

ج ـ التأكيد لإخواننا الجنوبيين في الشرعية بأن الجنوب للجميع وأن حمايته مسؤولية الجميع.

2 ـ أهداف المبادرة

أ ـ تشكيل جيش جنوبي من القوات الجنوبية في الشرعية وقوات الانتقالي للدفاع عن الحق السيادي للجنوب من المشروع الإيراني والإخواني المعاديين للمشروع الجنوبي والعربي معا.

ب ـ إفشال مشروع تقسيم الجنوب.

ج ـ منع التقدم نحو العاصمة عدن.

3 ـ أسباب اختيار المبادرة لمنع الحرب في أبين دون غيرها

أ ـ قطع الطريق على كل قوى الإرهاب المعادية للأمن والسلم الجنوبي والعربي والدولي.

ب ـ توجيه رسالة للعالم بأن كل الجنوبيين موحدين حتى في اللحظات الصعبة.

ج ـ توجيه رسالة لشعبنا بأن التصالح والتسامح مرجعيتنا والحوار وسيلتنا في كل الظروف.


4 ـ مشكلة المبادرة وفرضياتها

أ - هل المحرك الفعلي لدخول عدن بالقوة عن طريق شبوة وأبين هي القوى الحوثية الإيرانية والإخوانية الإصلاحية، أم القوى الجنوبية في الشرعية؟

ب - لماذا تصر قوى المحرك الفعلي على دخول عدن بالقوة؟ هل تصر من أجل إعادة الهيمنة على عدن ثم الجنوب بشكل كامل؟ أم من أجل القضاء على الانتقالي كقوة عسكرية موجودة على الأرض حتى تصبح شرعيته وفق اتفاقية الرياض مجرد ظاهرة صوتية بعد أن يفقد شرعيته على الأرض؟ أم أن قوى المحرك الفعلي تصر على العودة من أجل الالتفاف على اتفاقية الرياض ثم إفشالها كليا؟

ج ـ كيف ستدخل قوى المحرك الفعلي عدن؟ هل ستدخل بمفردها؟ أم من خلال توظيف جنوبيي الشرعية في ذلك؟ أم بالتعاون مع قوى عربية وإقليمية معادية للجنوب والتحالف؟ هذه التساؤلات الاحتمالية وكيفية الإجابة عليها ستكون جوهر تحليلنا لمواقف كل الأطراف.

5 ـ الصعوبات التي واجهها فريق المبادرة

أ ـ المخاطر العسكرية والأمنية بفعل التوتر القائم.

ب ـ صعوبة الحصول على المعلومة ولاسيما العسكرية والمتعلقة بالتصعيد بالذات.

ج ـ حساسية المبادرة وكيفية إخراجها بطريقة جاذبة لإخواننا الجنوبيين في الشرعية ومطمئنة لحلفائنا في التحالف ومقنعة لشعبنا الجنوبي الثائر وفاضحة للقوى العالقة في جسد الشرعية وقد ساهم الطرفان في تذليل الكثير منها.

المدخل
كثف الاحتلال اليمني بكل أشكاله الإخوانية والحوثية الإيرانية في الفترة الأخيرة ولاسيما بعد اتفاقية الرياض من محاولات شد الخناق على المجلس الانتقالي الجنوبي تعطيلا لشرعيته الميدانية التي منحتها اتفاقية الرياض شرعية سياسية جديدة، إذ صار يشكل خطراً حقيقياً على الاحتلال اليمني بكل أشكاله، مما جعله يلجأ إلى ابتكار أساليب حرب إبادة كلية تستهدف آدمية الإنسان الجنوبي برمته أبرزها حرب الخدمات وهي من أقذر أنواع الحروب في الزمن المعاصر كونها تستهدف الحاضن الشعبي مباشرة وحرمانه من أبسط مقومات الحياة كالماء والكهرباء والاتصالات وغيرها وتحميل الانتقالي المسئولية بهدف سحب الحاضن الشعبي من حوله لكنها فشلت بالتفاف الشعب حوله.

ثم لجأت إلى حرب الأزمات: السياسية والأمنية والاقتصادية وهي الأخطر، كونها تحرم الشعب الجنوبي برمته من تحمل متاعب الحياة نظراً لشحة الدخل وارتفاع الأسعار وانهيار العملة وفقدا الأمن وكبت الحريات وربط تلك الأزمة بالانتقالي بهدف سحب البساط الشعبي عنه لكنها فشلت بالتفاف الشعب حوله، وأخيرا لجأت إلى حرب القيادات من خلال اشتراط استمرار قتالها للحوثيين مقابل منع قيادات الانتقالي المفاوضة من العودة إلى عدن.

محتوى خطة المبادرة
بعد أن فشلت جميع خطط عصابات الاحتلال اليمني الإرهابية اتجهت إلى التصعيد العسكري المباشرة في كل الجبهات وفتح جبهة حساسة وخطيرة في شقرة بهدف إسقاط العاصمة الجنوبية عدن موظفة تثوير الجراح بهدف حرف مسار الحرب جنوبا وتعطيلها شمالا بتسليم الجوف ونهم وجزء من مأرب للحوثي بهدف إسقاط عدن بدلا من صنعاء، ونتيجة لخطورة المشهد السياسي بحكم التصعيد الإخواني في شقرة والعرقوب لتفجير الموقف عسكريا وإعلان الحرب بين الجنوبيين بادر فريق الأكاديميين الجنوبيين بتقديم هذه المبادرة لوقف التصعيد ونزع فتيل الحرب بين الجنوبيين.

أولا: موقف فريق مبادرة السلام الأكاديمية من الأزمة

1 ـ رؤية فريق المبادرة لحل الأزمة:

أ - جذور الأزمة: مر الجنوب ولا زال منذ الستينات إلى يومنا هذا بظروف معقدة تداخلت فيها الضغوطات الإقليمية والدولية فأفقدته الهوية في عام 1967م والدولة في عام 1990م والسيادة على الأرض والثروة عام 1994م، واليوم يراد له أن يفقد الإنسان كأهم مرتكز من مرتكزات السيادة.

ب - أسباب الأزمة: تتمثل أسباب الأزمة منذ القدم في تعطيل العقل الجنوبي وتغييبه ولاسيما في المنعطفات التاريخية الحاسمة، مما جعل من السيادة الجنوبية فريسة للقوى القبلية العقائدية اليمنية المتربصة في الجنوب بكل المراحل القديمة والحديثة والمعاصرة.

ج - كيفية حل الأزمة الحالية: إن الخطوة الأولى للحل تكمن في كشف حقيقة الأزمة الجنوبية المفتعلة من قبل القوى الحوثية الإخوانية بين أبناء الجنوب في حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذين شكلوا في العام 2015م جبهة عريضة مع التحالف العربي أدت إلى تحرير الجنوب من القوى الحوفاشية والإخوانية الإصلاحية الموالية للمشاريع الإقليمية الإيرانية والإخوانية المعادية للمشروعين الجنوبي والعربي.

إلا أن هذه القوى ظلت متربصة في الجنوب والجنوبيين حتى تمكنت من تعطيل العلاقة القوية بين القائدين؛ عيدروس الزبيدي محافظ محافظة عدن حينها ومدير أمنها شلال علي شائع مع الرئيس هادي كخطوة أولى للانفراد بشرعية الرئيس هادي واستخدام شرعيته كسوط غليظ على الكل وهو ما حدث بالفعل وظلوا في كل مرة يهندسوا لتفجير الأحداث بين القيادات الجنوبية بهدف خلق حالة من الافتراق الأبدي حتى يتمكنوا من العودة إلى الجنوب واستمرار الهيمنة عليه، إلا أنهم صدموا عندما قبل كل من الرئيس الشرعي هادي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي بالاحتكام إلى لغة العقل في الحل الشرعي للقضية الجنوبية، إذ توجت جهودهما بالتوقيع على اتفاقية الرياض في 5 / نوفمبر 2019م برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مما جعل القوى الحوثية والإخوانية تبتكر حروبا أخرى ضد الجنوبيين منها: حرب الخدمات وحرب الأزمات وحرب القيادات وغيرها وعندما فشلت كل محاولاتهم في تمزيق اللحمة الجنوبية بين قيادات الانتقالي وشرعية الرئيس هادي أغلقوا ملف جبهات الشمال وحرفوا مسار الحرب جنوبا بهدف إسقاط عدن والجنوب عن طريق شبوة وأبين.

إلا أن العقل الجنوبي هذه المرة نهض بكل قوة، إذ تبنى الفريق الأكاديمي الجنوبي مبادرة سلام لوقف التصعيد والتهدئة ونزع فتيل الفتنة بين القوات العسكرية الجنوبية في الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي كخطوة أولى للحوار بين الطرفين من أجل إعادة اللحمة الجنوبية انطلاقا من قاعدة الجنوب لكل الجنوبيين وحمايته والدفاع عن حقه السيادي مسؤولية كل الجنوبيين.

2 ـ إجراءات فريق المبادرة للمقاربة بين طرفي الأزمة

بعد الاتفاق على فكرة المبادرة وتحديد أهدافها وتسمية أعضاء فريقها، عقد الفريق اجتماعه الأول في منزل د. يحيى شايف الشعيبي في يوم الثلاثاء الموافق 7 أبريل 2020م لمناقشة خطوات تنفيذ المبادرة والاتفاق على تكليف كل من د. عمر محمد الزغلي ود. محمد أحمد حيدرة من جامعة أبين للقيام بمهمة تنسيق اللقاء بين فريق المبادرة الأكاديمية والقيادات العسكرية والأمنية من الجنوبيين التابعين للحكومة الشرعية في كل من شقرة والعرقوب.

وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل 2020م تحرك فريق المبادرة من عدن إلى مدينة زنجبار، م/ أبين، إذ تم عقد اللقاء الثاني لفريق المبادرة مع المنُسّقَين، إذ تم اللقاء بهما في منزل د. محمد أحمد حيدرة لمناقشة الترتيبات اللازمة وتحديد موعد اللقاء بكل القيادات العسكرية والأمنية المعنية، كما تم تكليف د. يحيى شايف الشعيبي بالتواصل مع الزميلين المذكورين المكلفين بعملية التنسيق، ومن جانبه حرص د. الشعيبي على التواصل مع المنسقين في أبين (د . عمر محمد الزغلي والدكتور محمد أحمد حيدرة) وحثهما على ضرورة اللقاء بجميع القيادات العسكرية الجنوبية التابعة للحكومة الشرعية الموجودة في شقرة والعرقوب دون استثناء أحد من خلال تواصله المستمر مع المنسقَين، إذ أكدا له صوتيا وكتابيا بوساطة د .عمر محمد الزغلي بالذات بأنهما أبلغا الرجل الأول الأخ سند الرهوة بأن فريق المبادرة يريد مقابلة كل القيادات العسكرية دون استثناء أحد، وعلى إثر ذلك تم إبلاغ د. الشعيبي من قبل د. عمر الزغلي صوتيا وكتابيا بأن الأخ سند الرهوة قام بالمهمة وحدد موعد اللقاء في يوم الأربعاء الموافق 15 أبريل 2020م في شقرة.

وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 15/ 4/ 2020 تحرك فريق مبادرة السلام الأكاديمي إلى مدينة زنجبار للقاء بالمنسقَين والتحرك معا إلى موقع اللقاء في شقرة، ولكن عند اللقاء لم يحضر من كل القادة المطلوبين سوى الأخوين العميد سند الرهوة قائد القوات المشتركة التابعة للشرعية في شقرة والعرقوب والقائد أبي مشعل الكازمي وبعض الضباط دون القيادات الأخرى إذ تم استقبال الفريق بكل ود وترحاب من قبل العميد سند الرهوة، وبعد التعارف بدأ اللقاء وكان لقاء جنوبيا خالصا تم فيه تداول الكثير من الأمور ذات العلاقة بالمشهد الجنوبي.

وفي يوم الخميس الموافق 16/ 4/ 2020م اجتمع فريق المبادرة مع ممثل المجلس الانتقالي د. عبد الناصر الوالي عضو هيئة الرئاسة ورئيس القيادة المحلية للمجلس بمحافظة عدن وأطلعه عن نتائج لقاء شقرة بين الفريق والقيادة العسكرية الجنوبية في الشرعية.

ثانيا : موقف القيادة العسكرية في الشرعية من الأزمة
في بداية اللقاء مع العميد سند الرهوة تقدم فريق مبادرة السلام الأكاديمية بشرح موجز وسريع عن المبادرة وأهميتها والهدف منها وأسباب قدوم الفريق لإجراء هذا اللقاء، إذ اتبع الفريق أسلوب الصمت والاستماع حينا والحوار للتصويب والتقويم حينا آخر، إذ بدأ العميد سند الرهوة حديثه بالترحيب بالفريق وبالزيارة التي انطوت على مهمة وطنية وإنسانية، وأشار بأن لديه فكرة وعلم مسبق بمهمة الفريق، وأن ذلك يأتي تواصلا مع ما قد طرح من قبل لجان الوساطة التي سبق أن التقوا بها، وفي سياق حديثه عن مساعي الوساطة الأخرى أشار إلى لقائهم بعدة لجان وشخصيات جنوبية كان آخرها اللقاء في اليوم السابق بلجنة التهدئة العسكرية، مشيرا إلى أنها أخبرتهم بأن الإخوة في المجلس الانتقالي الجنوبي يعترفون بأن هنالك أخطاء قد حدثت في الفترة السابقة، وأكد بأنهم قد خرجوا باتفاق مع لجنة التهدئة، دون أن يذكر أي تفاصيل.

ثم انطلق العميد سند الرهوة في حديثه مستعرضا العلاقة الطيبة التي كانت تربطه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وخاصة بعيدروس الزبيدي واللواء شلال علي شائع، وقال إن جميع الفرقاء اليوم كانوا قبل سنوات يمثلون جبهة واحدة وقد دحروا جميعا قوات الحوثي الغازية وجميع الألوية الشمالية من الجنوب، مؤكدا بأنهم كانوا في المعاشق يتعاملون مع رموز الجنوب ولاسيما رئيس المجلس عيدروس والقائد شلال أفضل من تعاملهم مع الوزراء في الحكومة، إلا أن هذه العلاقة بدأت بالضعف وتغير الخطاب ولاسيما بعد إقالة الأخ خالد بحاح رئيس الوزراء الأسبق والتي أدت إلى نشوب الخلافات بين القيادات الجنوبية من الطرفين، وبدأ التحريض على ألوية الحراسة الرئاسية واتهامهم بأنهم إصلاحيين وإخوانجيين وتابعين لعلي محسن الأحمر.

مركزا حديثه حول أحداث أغسطس 2019م وما قبلها وما بعدها، إذ أكد العميد سند الرهوة على العلاقة القوية التي كانت تربطه بالشهيد أبي اليمامة وأنهما كانا على تواصل دائم وقيادات أخرى في المقاومة الجنوبية، وقال بأن كل ما قيل من ادعاءات عن وجود عناصر إرهابية ضمن قوة اللواء الأول حماية رئاسية غير صحيحة، وأن جميع أفراد اللواء كانوا من الجنوبيين. وأشار في حديثه بأن ليس لهم علاقة باغتيال الشهيد أبي اليمامة وأنهم يعلمون بالجهة المسئولة عن قتله والاتصال به، ولكنه لم يعط تفاصيل عن ذلك، ومضى بالقول بأن حادث استشهاده تحول إلى ذريعة لطرد الألوية الرئاسية من عدن بمساعدة القائمين بأعمال التحالف، كما أظهر استياءه من الإصرار على دفن الشهيد أبو اليمامة في مقبرة القطيع في كريتر ومن الدعوة إلى النفير باتجاه معاشيق. وقال بأن ذلك أدى إلى حدوث الصدامات بيننا، إلا أننا لم نوجه السلاح إلى إخواننا الجنوبيين فهذا مبدأ سنتعامل به إلى أقصى حد ممكن، ولكن بعد خروجنا من عدن وتركنا لأعمالنا وأهلنا تعاملت معنا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي كمهزومين وقامت بالاعتداء على منازلنا وممتلكاتنا ومضايقة أسرنا وقد تسبب ذلك في إحداث جروحا غائرة في نفوسنا.

وفيما يتعلق بقوات سعيد بن معيلي الشمالية القادمة من مأرب إلى شقرة، قال العميد سند الرهوة بأنها ليست قوات بهذا الحجم وهي مجرد كتيبة تابعة للواء الأول حماية رئاسية تعدادها لا يتجاوز 71 فرداً، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو من ضخمها ووصفها بهذا الحجم، وحول إمكانية انسحابها وعودتها إلى مأرب تطبيقا لاتفاق الرياض، قال لأنها كتيبة تابعة للواء الذي يقوده هو فهي لا تشكل أي ضرر أو خطر على الجنوب وستدخل مع لواء الحماية الرئاسية وباستطاعته إخراجها بعد وصولها عدن في أي وقت يريد.

وفي نهاية حديثه قال العميد سند الرهوة بأنهم جنوبيون "والجنوب لنا جميعا ولن يحكمه طرف سياسي واحد أو محافظة واحدة بل سنحكمه جميعا كشركاء ما لم سنقاتل تحت راية الجمهورية اليمنية، لهذا لن نقبل العودة إلى عدن كمهزومين ولكننا على استعداد لنسيان ما حصل، ومستعدون لقبول الاعتذار من المجلس الانتقالي الجنوبي عما حصل لنا وسنسامح، على شرط أن يكون البدء في تنفيذ اتفاق الرياض قبل حلول شهر رمضان المبارك".

كما استمع الفريق إلى العميد أبو مشعل الكازمي الذي حضر متأخرا، حيث تحدث كذلك عن علاقته التي وصفها بالقوية هو ومن معه في المقاومة الجنوبية مع رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، وقال بأنه جاء من صفوف المقاومة الجنوبية التي تشكلت من نشطاء الحراك الجنوبي وأنه عانى من الإقصاء بعد الحرب، متطابقا في حديثه بالعديد من النقاط مع حديث الأخ سند الرهوة إلا أنه كان أكثر حدة في طرحه، مختتما حديثه بأن الخلاف جنوبي جنوبي وليس جنوبيا يمنيا.

ثالثا: موقف قيادات الانتقالي من الأزمة
في يوم الخميس الموافق 16 /4 /2020م التقى الفريق لأكاديمي الجنوبي بممثل المجلس الانتقالي الجنوبي الأخ د. عبد الناصر الوالي عضو هيئة الرئاسة ورئيس القيادة المحلية للانتقالي محافظة عدن واطلع على نتائج لقاء الفريق الأكاديمي بالقيادات العسكرية الجنوبية في الشرعية معبرا عن شكره لجهود الفريق، إذ لخص ردوده على كل ما سمعه بالنقاط الآتية:

1 - أكد ممثل المجلس الانتقالي على الموقف الثابت لهيئة رئاسة المجلس المعلن رسميا والمتمثل في التمسك بضرورة تنفيذ وتطبيق بنود مخرجات حوار جدة واتفاق الرياض سياسيا وعسكريا، مؤكدا على استعداد المجلس للتعاون والمشاركة مع الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في عملية التطبيق لكل بنود تلك المخرجات الموقع عليها في مدينة الرياض بتاريخ 5/ 11 / 2019م.

2 - أشار ممثل المجلس الانتقالي إلى استعداد قيادة المجلس الانتقالي وحرصها على روح التسامح والاعتذار لكل جنوبي يشعر بأنه تعرض للإساءة أو للإهانة من قبل قوات الانتقالي خلال أحداث أغسطس 2019م، وأن المجلس الانتقالي مسامح لكل من أساء إليه من الجنوبيين وقد أكد ذلك مرارا من أجل الحق السيادي للجنوب، علما بأن قيادة المجلس حينها قد أصدرت عفوا عاما وأبدت حسن نواياها في لمملة شمل الوحدات العسكرية ودمجها في تشكيل جيش وطني جنوبي واحد يصون كرامة وحرية الإنسان الجنوبي والذود عن الجنوب المحرر من المشروعين الإيراني والإخواني.

3 - أكد ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي عن قبوله بدخول قيادات الوحدات العسكرية الجنوبية المحسوبة على حكومة الشرعية إلى العاصمة عدن وعدم قبول المجلس لأي وحدات عسكرية شمالية أو من العناصر الإرهابية نحو (القاعدة وداعش وأنصار الشريعة)، مشيرا إلى ضرورة أن تدمج الوحدات العسكرية الجنوبية في الشرعية مع وحدات جيش المجلس الانتقالي العسكرية بهدف تشكيل جيش وطني جنوبي في كل المحافظات الجنوبية تخضع قيادته لمعايير الكفاءة والخبرة والولاء للوطن الجنوبي ولأهداف الحق السيادي لقضيته السياسية المشروعة.

4 - وحول ما يقال عن طارق عفاش بأنه تحت حماية الانتقالي قال إن طارق ومقاتليه يوجهون فوهات بنادقهم وآليات أسلحتهم القتالية ضد مليشيات الحوثي الطامعة في إعادة غزو الجنوب واحتلاله مرة أخرى.

رابعا : نتائج وتوصيات مبادرة السلام الأكاديمية

1 - رحب الطرفان بمبادرة السلام الأكاديمية ورغبتهما في الوصول إلى حلول للأزمة بين الجنوبيين، كما أجمع الطرفان على وقف التصعيد ونزع فتيل فتنة الحرب، وتطبيق اتفاقية الرياض، وأكد الطرفان على أن الجنوب للجميع وحمايته مسؤولية الجميع، وأكدا على تمسكهما بالجنوب كلا وفق مفهومه.

2 - لم نجد توترا واضحا بين القوتين، والذين وجدناهم من ضباط الشرعية وجنودها كانوا جنوبيين ورحبوا بنا وعبروا عن شعورهم المسئول إزاء الجنوب وقضيته ويطمحون إلى الوفاق بين الجنوبيين وعدم الحرب بينهم.

3 - الأمور التي طرحها القائد الرهوة كانت ذاتية جدا فلم نسمعه يتحدث عن الوحدة أو الشرعية أو الدولة الاتحادية ولكنه تحدث عن الجنوب وضرورة تماسك كل قواه السياسية والعسكرية، وأنهم لن يقبلوا أي تعامل معهم إلا كشركاء أو سيقاتلون تحت راية الجمهورية اليمنية، بمعنى أنهم يستخدمون ورقة الوحدة ورقة سياسية للضغط على إخوانهم الجنوبيين في المجلس الانتقالي.

4 - يجب ألا نعتبر القيادات العسكرية والسياسية من الجنوبيين الذين في الشرعية لونا واحدا، فهناك من هم مع الجنوب وقضيته ولكنهم مقيدون بمناصبهم الوظيفية، بينما هناك آخرون مسيسون ومؤدلجون تبع القوى الشمالية وفي مقدمتها حزب الإخوان فيجب التفريق بين الفريقين، فمثلا هناك فرق بين مهران القباطي مثلا وبين سند الرهوة أو غيره.

5 - ينبغي على قيادات المجلس الانتقالي التواصل المستمر مع جنوبيي الشرعية عبر أصدقائهم أو ممن زاملوهم في الخدمة العسكرية وضرورة طمأنتهم والتأثير فيهم وترتيب وضع من تتم القدرة على ترتيب وضعه لأن البعض منهم مضطر للعمل مع الشرعية المختطفة من قبل الإصلاح.

6 - يعبر فريق مبادرة السلام الأكاديمية عن تقديرهم وشكرهم لمدى الاستجابة الإيجابية من قبل طرفي الأزمة العسكرية في تلبية طلبهم بعقد اللقاء والجلوس معهم وطرح وجهات نظر كل منهما حول أسباب ودوافع أزمة الحشد والتصعيد في مدينة شقرة من قبل (وحدات الحماية الرئاسية لحكومة الشرعية) وخارج مدينة زنجبار من قبل (وحدات قوات المجلس الانتقالي).

7 - أبدا طرفي الأزمة العسكرية إمكانية قبول التهدئة وتفويت الفرصة عن مراكز القوى اليمنية وحلفائها التي تحاول الزج بأبناء الجنوب في حرب دموية سيكون مواطني محافظتي أبين وعدن الأبرياء وقودا لها وأراضيهم مسرحا لويلات تدميرها واحتراقها.

8 - يدعو فريق مبادرة السلام الأكاديمية القيادات العسكرية للقوات المتمركزة في شقرة والعرقوب وغيرها التنفيذ الفعلي لبنود اتفاق الرياض ولاسيما القوات التي قدمت من مأرب إلى شبوة وإلى شقرة والعرقوب في أبين بضرورة عودتها إلى مأرب لمواجهة الخطر الحوثيين .

9 - يهيب فريق مبادرة السلام الأكاديمية بقيادة وحدات الحماية الرئاسية على رفضها القاطع لكل أعمال الحشد والتعزيزات العسكرية من قبل مراكز القوى اليمنية التي تحاول إشعال فتيل نار الفتنة بين أبناء الشعب الجنوبي الواحد بهدف تثوير جراح الماضي وتعميق مشاعر الحقد والكراهية فيما بينهم ، كي تتمكن قوى النفوذ اليمنية من استمرار الهيمنة على مقدرات الجنوب وثرواته.

10 - وفي الوقت الذي يشيد فريق مبادرة السلام الأكاديمية بكل من يعمل على تطبيق اتفاقية الرياض ولاسيما فيما يتعلق بالبند الخاص بالانسحاب إلى مأرب وجبهات القتال مع الحوثيين فأنه يحمل المسئولية الكاملة كل من يتخلف عن تطبيق بنود اتفاق الرياض من خلال العمل على ما يناقضها وبما يتعارض مع بندها الخاص بالانسحاب من مناطق احتشادهم في شقرة وشبوة ووادي حضرموت وتحركها إلى محافظة مأرب، وفي حالة إصرار وتعنت وحدات قوات الحماية الرئاسية بإسناد وتحالف قوى الإرهاب والتطرف اليمنية على ارتكاب جريمة شن الحرب بهدف احتلال العاصمة عدن، فأنهم سيتحملون مسؤولية نتائج وعواقب ما سيترتب عن هذا الفعل العدواني أمام الله وأمام الضمير الإنساني والتاريخ الجنوبي .

11 - يحيي فريق المبادرة الأكاديمية كل الجهود والمساعي الطيبة التي بذلت من قبل الكثير من الجهات والشخصيات الجنوبية لحل الأزمة ولاسيما الجهود العملية المستمرة التي تقوم بها لجنة التهدئة العسكرية ويتمنى لتلك الجهود التوفيق والنجاح.

12 - يدعو فريق مبادرة السلام الأكاديمية جماهير شعب الجنوب بكل هيئاته ومنظماته الإنسانية والمجتمعية ومكوناته السياسية إلى توحيد صفوفها وتعزيز صلابة موقفها في تمسكها بعدالة أهداف قضيتها المشروعة.

13 ـ يرى فريق مبادرة السلام الأكاديمية الجنوبية بأن عملية التحشيد ومظاهر التعزيزات العسكرية في شقرة والعرقوب من قبل قوى التطرف والإرهاب اليمني ليس سوى محاولة استعراض لأحياء الشرعية المتهالكة وإثارة الرأي العام الإقليمي والدولي على أنها ما زالت قادرة على تغيير موازين القوى جنوبا بعد أن هزمت وطردت من قبل الحوثيين شمالا، إلا أنها لو وجدت تراخي جنوبي ستدفع بالحرب نحو العاصمة الجنوبية عدن.

14 - يقترح فريق مبادرة السلام الأكاديمية تنازل كل طرف للآخر حقنا للدماء وحفاظا على وحدة الصف وقطعا للطريق على القوى الحوثية والأخوانية المعادية للحق السيادي للجنوب

15 - يوصي فريق مبادرة السلام الأكاديمية بضرورة أن يعتذر كل طرف للآخر تعزيزا للثقة وتوطيدا لوحدة الصف الجنوبي وخدمة للحق السيادي للجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى