رمضانيات.. العشر الأواخر من رمضان وفضلها

> أمين عادل الأميني

>
الحمد لله رب العالمين وصلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وتمضي الأيام الحسان مسرعة وها نحن في العشر الأخير من رمضان وما فيها من الخير والأجر الكثير والفضائل المعلومة المعروفة المشهورة عند القاصي والداني.

كان النبي -صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأخير من رمضان أكثر من غيره من أيام رمضان، جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (يجتهد في العشر الأواخر في رمضان مالا يجتهد في غيره) وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شذ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله) وكان اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع أنواع العبادات كالصلاة والذكر والاعتكاف، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوقظ أهله لصلاة قيام الليل ويحثهم على الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان أكثر من العشرين يوما السابقة من رمضان.

وللاعتكاف في العشر الأواخر مكانة خاصة وقد ذكر الله في القرآن الكريم قال تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) والاعتكاف هو لزوم المسجد واللبث فيه للتفرغ لطاعة الله عز وجل، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي-صلى الله عليه وسلم- اعتكف في العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط ثم قال إني اعتكف العشر الأول التمس هذه الليلة ثم اعتكف العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف) رواه مسلم.

بعدها ضل النبي -صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر حتى توفاه الله تعالى يلتمس ليلة القدر، وقد صح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده.) الصحيحين.

وهذا محمول على قول فيه أن ليلة القدر تلتمس في العشر الأواخر وهو من جملة كلام أهل العلم، ومن أحب الاعتكاف في رمضان أياما منه متفرقات فلا بأس به ويصح هذا، لآن الاعتكاف عبادة تشرع في رمضان وغيره حال الصيام ومن غير صيام، واعتكاف العشر الأواخر له فضل عظيم، وقد دل عليه: عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين) رواه أحمد والترمذي. والذي يدخل معتكفه عليه أن ينشغل بذكر الله تعالى وعبادته وقراءة القرآن وكثرة الصلاة والعبادة وأن يتجنب شؤون الدنيا قدر الإمكان، ولا باس بشيء من الحديث المباح مع أهله لحديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها: (كان النبي-صلى الله عليه وسلم- معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب(أعود إلى بيتي) فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- معي) حديث صحيح.

إن الاجتهاد في العشر الأخير من رمضان بالاعتكاف ونحوه من مختلف الطاعات دليل على توفيق من الله تعالى ولهذه الأيام كرامة عظيمة ومن كراماتها على الصحيح نزول ليلة القدر فيها وهي ليلة خير من ألف شهر وسياتي الكلام عنها في أيام العشر المباركة.
ونسأل الله الخير العظيم وأن يرزقنا إيمانا بحسن خلق ويكفينا من يؤذينا ويفتح علينا وعلينا فتوح العارفين به ويلهمنا الصبر والحمد لله رب العالمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى