ملابس العيد في أبين.. غلاء غير مسبوق

> تقرير/ عبدالله الظبي

> يُحضّر أبناء محافظة أبين لاستقبال عيد الفطر المبارك وسط أزمات متتالية تشهدها المحافظة، منها الحرب الدائرة على أطراف مدينة زنجبار، وانتشار الأوبئة القائلة كوباء كورونا، وكذا الارتفاع الجنوني في أسعار متطلبات العيد من الملابس وغيرها، لتزايد إقبال المواطنين على شرائها.
وتعجز الكثير من الأسر، طوال العام، عن توفير أساسيات الحياة نتيجةً للغلاء المعيشي ولضعف القدرة المالية أو قلة الأجور التي لا تكفي لأخذ القوت الضروري، فيما تخلت أخرى عن شراء الملابس بسبب ارتفاع قيمتها بشكل غير مسبوق.

ويعود الأمر فيما تشهده أسواق المحافظة من غلاء في المواد الغذائية والاستهلاكية وملابس العيد وغيرها، إلى عدة أسباب منها: الحرب التي تدور على أطراف عاصمة المحافظة، وانهيار العملة المحلية أمام العملات الصعبة، وانعدام الرقابة والتفتيش من قِبل الجهات الحكومية على المحلات التجارية.

معاناة متصاعدة
يقول أسامة صالح علي الموقري، رئيس المجلس الأهلي لحارات قدر الله بمدينة جعار: "تشهد أسواق أبين ارتفاعاً جنونياً بأسعار الملابس، وعلى مستوى كل الفئات أطفالاً وشباباً وكباراً، ومن خلال "الأيام" نطالب جهات الاختصاص بالنزول الميداني إلى المحلات لمراقبة الأسعار وإغلاق المحلات المخالفة للتسعيرة، ونحن كمجلس أهلي سوف نقف مع الجهات ذات العلاقة تجاه المخالفين، وسنحملهم المسؤولية الكاملة في حال عدم نزولها لإيقاف طمع وجشع بعض التجار".

وأضاف: "أبين تُعاني من كل الجوانب وفي مقدمتها ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكذا الملابس بمختلف أنواعها بالتزامن مع انتشار الأوبئة والأمراض في عموم المديريات، فضلاً عن الحرب التي سُعِّرت مؤخراً بالمحافظة، ولهذا نطالب الحكومة والانتقالي والتحالف بإيقاف الحرب والقصف الذي مازال مستمراً بمختلف أنواع السلاح الثقيل والمتوسط والذي يحصد يومياً الكثير من القتلى والجرحى في هذاء الشهر الفضيل، كما نأمل من جهات الاختصاص أن تصرف المرتبات حتى يتمكن الكثير من أرباب الأسر من شراء الملابس لأطفالهم، وكذا لشراء حاجياتهم الضرورية من المواد الغذائية والاستهلاكية، أيضاً نأمل من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية وأصحاب الأيادي البيضاء، أن يوفروا الملابس للأسر الفقيرة وكذا لحمة العيد".

استقبال العيد بحسرة
أكد المواطن علي عشّال، بأن أبناء المحافظة ما عادوا يستقبلون العيد بالفرحة التي كانت تسودهم خلال العقود الماضية، معيداً الأمر في ذلك إلى الفقر وتردي الأوضاع المعيشية وانتشار الأوبئة والأمراض على مستوى المحافظة والبلد بشكل عام، داعياً الله في ذات السياق أن ينهي الحرب الدائرة في محافظه أبين، وخصوصاً الدائرة على مشارف مديرية زنجبار.

وأوضح عشال لـ "الأيام"، أن الكثير من الأسر في أبين عادة ما تعتمد على الرواتب العسكرية، والتي هي الأخرى لم تُصرف منذ أربعة أشهر.

من جانبها، قالت الإعلامية، إبتسام الناصر: "كغيرنا نستقبل العيد في هذه المحافظة بفرحة غامرة، لكن ما سيعكر صفو هذه الفرحة بهذا العام هي الحرب الدائرة فيها، وكذا انتشار الأوبئة والأمراض فضلاً عن ارتفاع الأسعار لاسيما المتعلقة بالملابس، وفي ظل الظروف الراهنة بكل تأكيد باتت هناك أسراً غير قادرة على توفير قوت يومها، بل هناك من الأسر والتي كانت تعتمد على المساعدات، يلجأ بعض أفرادها إلى التّسول لتوفير حاجياتها الضرورية وجزء من ملابس العيد لأطفالها".

من جهته، أوضح المواطن صلاح سالم الشحيري، أن ارتفاع الأسعار بات في تزايد مستمر نتيجة لتهاوي العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وأنه يصل إلى ذروته مع قرب عيدي الفطر والأضحى المباركين ليس في محافظة أبين وحدها، بل في عموم مدن ومحافظات البلاد، مشيراً إلى أن عزوف المواطنين من الذهاب إلى مدينة عدن كما كان في السنين الماضية، بسبب الظروف الصحية والعسكرية، شجع التجار في أسواق مديريتي زنجبار جعار على رفع الأسعار بشكل كبير جداً.

وأضاف لـ "الأيام" قائلاً: "المواطن في أبين أضحى يكتوى بنيران أكثر من أزمة، منها الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة، والمعارك التي باتت تشهدها المحافظة، وكذا العيد وما يتطلبه من مستلزمات وغيرها في ظل ظروف مادية غايةً في الصعوبة، مطالباً في هذا السياق أن يكون للتكافل الاجتماعي والإنساني دور في مساعدة الفقراء وتقديم كسوة العيد لأطفالهم".

إقبال ضعيف
وأعاد محمد صالح، صاحب أحد أكبر المحال التجارية الخاصة بملابس الأطفال في زنجبار، الارتفاع في أسعار الملابس إلى تجار الجملة وارتفاع سعر العملة الصعبة، لافتاً إلى أن المواطنين كانوا فيما مضى يبحثون عن جودة المنتج والجديد منه، فيما اكتفوا في الوقت الحاضر بالبحث عن الرخيص أولاً.

فيما قال حسين، بائع في أحد المحلات الخاصة بالملابس الرجالية: "لم نرفع قيمة البضائع القديمة المعروضة في المحل، أما الجديد فمن المؤكد سنزيد في سعرها لعدد من الأسباب، منها ارتفاع العملة الصعبة وصعوبة عملية الاستيراد، نتيجة الوضع الذي تمر به المحافظة بشكل خاص والبلاد بشكل عام، وما نتج عن ذلك من زيادة في سعر الملابس وغيرها من المواد التي يتم استيرادها".

وبحسب حسين، فإن إقبال الزبائن لهذا العام ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، لاسيما على الملابس ذات الجودة العالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى