شقرة من الدحيف إلى الدجيف

> مدين مقباس

>
لم أعد أحن، كما كنت سابقا، إلى سماع أو مشاهدة موسيقى ورقصات فن الدحيف الذي يعد من أغنى الفنون التراثية الشعبية في اليمن الجنوبي، بعد أن استبدل المتحاربون أصوات الموسيقى والطبول بأصوات المدافع والرشاشات، وحل الحزن والوجع محل الفرح الذي كان يعم شقرة وضواحيها، لما نشاهده من دماء ما كان لها أن تسيل لو يمتلك المتحاربون الحكمة والعقول الرشيدة، لكن يبدو أن تجارة الحرب أفقدتهم الحيلة والبصيرة.

هكذا اختار من بيده القرار أن تتحول تلك الصحاري إلى مسرح لعمليات المعارك وإلى ساحة للنزال والقتل لإنهاك الأطراف المتحاربة لإنزال حمولتها الزائدة في الهواء الطلق، ومنحها الوقت لتتنفس وإخراج ما بداخلها من تطرف وعنف وإفراغ كل شحناتها السلبية المدمرة للإنسان والمجتمع فوق تلك التباب والصحاري الرملية على مشارف مدينة الفن والغناء شقرة الساحلية،  على نقيض ما كان يبعث به الفنانون والراقصون منها من رسائل للسلام والحب والإنسانية، التي تترجمها موسيقى رقصة "الدحيف" الشهيرة، الرقصة البحرية التي يمارسها الصيادون في مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين.

لقد كسرت الأطراف المتحاربة قلوبنا حتى إننا فقدنا الرغبة لسماع ومشاهدة تلك الفنون الإنسانية بعد أن حولت حربهم صدى صوت الدحيف إلى أصوات الدجيف.. فمتى يعقل هؤلاء ليعود السلام والحب ونعود معه لنشاهد ونسمع موسيقى ورقصة الدحيف؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى