العيد في أبين.. لحظات فرح محاصرة بالحرب والأوبئة

> تقرير/ عبدالله الظبي

> مواطنون: لأول مرة يجتمع في العيد الوباء والمرض والحرب
حل عيد الفطر لهذا العام في ظل أوضاع اقتصادية وصحية متدهورة للغاية، أمور سرقت فرحة العيد من نفوس الأطفال والكبار على حدٍ سواء.
ففي محافظة أبين زادت الحرب الدائرة في بعض أجزائها من المأساة ووسعت من رقعة الفقر والمعاناة في أوساط الأهالي.

وعلى الرغم من كل ما حل بها من آلام وأحزان إلا أن براءة الأطفال غلبت قساوة الكبار، حيث خرجوا يحتفون بالعيد مرددين أناشيد وأغاني العيد والضحكات والابتسامات ترتسم على وجوههم، إذ يجد هؤلاء الأطفال في العيد متنفسا للفرح واللهو واللعب، برغم مما يحيط بهم من آلام وفقد للأحبة والأصدقاء.

فرحة رغم الألم
أطفال أبين وتحديداً مديريتي زنجبار وخنفر والمناطق المجاورة يتمنون أن يأتي العيد القادم وقد تنسم وطنهم عبق الحرية ويحتفلون بالعيد كبقية أطفال العالم بعيداً عن رائحة الدم والأمراض والأوبئة المنتشرة، وليصنعوا فرحتهم أو يرسموا أحلامهم بالعيد بأنفسهم بكل سعادة وبهجة.
وجرت العادة أن تستبق فرحة الأطفال يوم العيد بأيام، من خلال البدء بالتخطيط والتحضير والتجهيز استعداداً لِما سيقومون به من نشاطات منها الذهاب إلى كورنيش "الرئيس سالمين" في منطقة الشيخ عبدالله الساحلية من أجل اللعب والتنزه على شواطئ البحر، وزيارة الأهل والأقارب والجيران.

عيد استثنائي
يقول المواطن محمد عكف عوض، وهو أحد أبناء مديرية زنجبار عاصمة المحافظة: "كان أول يوم في العيد استثنائيا على غير العادة ككل عام، فبسبب الأمراض المنتشرة لم يسمح لنا بأداء صلاة العيد في المصلى كالمعتاد الأمر الذي أثر على نفوسنا كمسلمين متمسكين باتباع سنة النبي الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، أيضاً تأثرت الأنفس بالحرب الدائرة في منطقة الشيخ سالم شرق مدينة زنجبار والتي نزح بسببها الأهالي تاركين منازلهم، وكذلك حالة الحذر والترقب التي يعيشها المواطنون في هذه المدينة، كل ذلك أثر سلباً وجعل الناس تضع الأكف على القلوب خوفاً من انتقال المعارك إلى داخل الأحياء، وهناك عوامل أخرى أدت إلى سرقة الفرحة من النفوس منها عدم استلام المعاشات في وقتها المناسب لكي يتسنى للموظف ترتيب أموره من شراء الكساء والمواد الغذائية، وكل هذه الأمور أدت إلى تعكير صفو حياتنا، بالإضافة إلى الفوضى الموجودة في السوق من رمي مخلفات القمامة في طول وعرض السوق، وكذا الفوضى الموجودة في قلب السوق من سد الممرات وعبث السيارات والدراجات والعربات والباعة كل ذلك أدى إلى اختلاف هذا العيد عن سابق الأعياد، ولهذا نتمنى أن يسود النظام والقانون والعدل في بلدنا لننعم بالعيش الكريم".

وأضاف في حديثه لـ "الأيام" قائلاً: "درجت العادة صباح أول يوم من العيد هي عيدية الصباح التي تقوم بإعدادها أمي والمتمثلة فيما تقدمه لنا من طبخة الهريس وطبخة الأرز وكذا العصيد، ولكن للأسف هذا العيد بسبب مرض الوالدة لم تتمكن من إعداد تلك العيدية، بالإضافة إلى عادة التزاور هذه المرة لم نقم بها كالمعتاد بسب الوضع الصحي الطارئ".

تردي الخدمات
وقال سامي شيخ فرج: "رب ضارة نافعة، فالأوضاع الصحية ووباء فيروس كورونا وما نتج عنه من خوف وقلق في نفوس المواطنين جعل الكثيرين يصححون الكثير من الأشياء لديهم وإدراك الكثير منها والتي يأتي في مقدمتها الشعور بنعمة الصحة والعافية، وكذا نعمة الحركة والعبادة، وهناك من تنازلوا عن أشياء مقابل الحصول على الصحة وراحة البال".

وتابع بالقول: "وعلى الرغم من أن العيد في هذه المحافظة تزامن مع ترد في الخدمات وعلى رأسها الكهرباء إلا أننا نحمد لله على أننا مازلنا على قيد الحياة، ورحم الله كل عزيز علينا فارقنا في ظل انتشار الأوبئة ونسأله أن يشفي ويعافي كل مريض".
وأختتم حديثه لـ "الأيام" قائلاً: "صحيح نعيش في ظل وضع صعب مليء بالأوبئة والأمراض وكذا فيروس كورونا، ولكن هناك في المقابل نسبة ملموسة من الوعي في المجتمع تجاهها، فالكثير من المواطنين نجدهم يعلمون بالتدابير الاحترازية والامتناع عن الاختلاط المباشر والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وعدم التقبيل بمناسبة العيد خشية من انتشار الأوبئة والأمراض، كما خفت الزيارات العائلة للحفاظ على سلامة الجميع وتمت المعايدة للأهل عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا شيء إيجابي من شأنه أن يقيهم من هذه الأوبئة الفتاكة ويحد من انتشارها".

استقبال مختلف 
من جانبه قال المواطن صالح الموقري، أحد أبناء مدينة جعار: "استقبلت العيد بطريقة أخرى وغير المعتادة، حيث مكثت في البيت وصليت صلاة العيد فيه، كما عملت على تجهيز كل الاحتياجات الضرورية للعيد من ملابس الأولاد وغيرها قبل دخول شهر رمضان الفضيل، تجنباً للاختلاط والازدحامات التي تحدث عادة في هذا الشهر ولا سيما في نصفه الأخير وما ينتج عنها من انشتار للأمراض القاتلة وفي مقدمتها وباء كورونا العالمي".

وتابع: "من العادات والتقاليد في العيد هي إقامة صلاة العيد في المصلى أو المسجد ومن ثم القيام بزيارات معايدة للأهل والأصدقاء والجيران، ومن ضمن العادات والتقاليد السنوية العيد هي القيام برحلات ترفيهية للأطفال إلى الحدائق أو ملاهي الألعاب، لكن هذا العيد اختلف كثيراً بسبب انتشار الأمراض والأوبئة والحروب".

تباعد اجتماعي
المواطن صلاح سالم الشحيري أحد أبناء مدينة الكود، علّق على الطريقة التي قضى بها فترة العيد في ظل الأوضاع المتردية والأوبئة بالقول: "كان استقبالنا لعيد الفطر هذا العام فيه قليل من الاختلاف عن السنوات الماضية، ونتيجة المخاوف من مخاطر انتشار الأوبئة فضلنا الصلاة في المنازل تجنباً للاختلاط والزحام، والكثير من الناس لا يكترثون لمخاطر الفيروس وقد حاولنا التقليل من الزيارات والمعايدات واقتصرت معظمها عبر وسائل التواصل مع الابتعاد عن جلسات المقيل".

وأضاف لـ "الأيام": "تصدق تعرضت لكثير من الانتقاد في أول يوم العيد بسبب نصحي لهم بعدم المصافحة والسلام والمعايدة، والاكتفاء بـ(السلام تحية)، وللأسف حتى عند لبسك للكمامة تجد البعض يسخر منك". 
وأشار الشحيري إلى تدهور خدمة الكهرباء ومعاناة المواطنين من انقطاعاتها المستمرة التي رافقت ليلة العيد.

روائح البارود 
من جهته قال غسان جوهر، أحد أبناء مديرية زنجبار: "استقبلنا العيد هذا العام في ظل أجواء الحرب التي أعلنتها علينا جماعة الإخوان وأصبح جراءها أبناء شقرة محاصرين، وإجمالاً فهذا العيد بالنسبة لنا في أبين هو العيد الذي اجتمعت فيه الأوبية والأمراض والحرب التي حشدت لها قوات من مأرب والجوف للدخول إلى زنجبار التي تتعرض دائماً للدمار من قِبل هؤلاء الذين تركوا جبهات الحوثي وأتوا إلى عدن ليحرروها من أهلها دون مراعاة لحرمة شهر رمضان أو عيد الفطر الفضيل".

وأكد جوهر لـ "الأيام" أن كل الظروف التي تعشيها المحافظة لم تقف عائقاً أمام أبنائها من استقبال العيد بالفرحة والبهجة والسرور.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى