قادة عسكريون لـ«الأيام»: حربنا ضد مليشيات الإصلاح والقاعدة مستمرة ولن تتوقف إلا بتحرير الجنوب

> تقرير/ خاص:

>
منذ أن تجددت المعارك مؤخراً في منطقة الشيخ سالم الواقعة في أطراف مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ومناطق أخرى بالقرب من مدينة شقرة، والأوضاع العسكرية من تصعيد لأخر، فما تهدأ هنا حتى تندلع مواجهات هناك، بين القوات الجنوبية بمختلف تشكلاتها العسكرية، وقوات حزب الإصلاح القادمة من محافظات شمالية تحت عباءة الشرعية، بهدف الحفاظ على ما تسيمه "الوحدة".

معارك تلقى فيها العدو خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفه خلال الفترة الماضية، بحسب تأكيدات قيادات عسكرية في القوات الجنوبية لـ«الأيام»
وأكد قادة ألوية مشاركة في المعارك الجارية حالياً في منطقة الشيخ سالم وقرن الكلاسي، أن قواتهم على أهبة الاستعداد لمواصلة تحرير ما تبقى من محافظة أبين تحت سيطرة مليشيات حزب الإصلاح والتقدم نحو محافظتي شبوة وحضرموت لتحريرها من قوى الإرهاب.

وتمكنت القيادات العسكرية الجنوبية، خلال الأسابيع القلية الماضية، من قتل وأسر العديد من القيادات التابعة للعدو.

دفاعاً عن الوطن
يقول رئيس القيادة للمجلس الانتقالي في المحافظة، العميد عبدالله الحوتري: "يخوض اليوم أبطالنا من القوات المسلحة الجنوبية والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية ومن ووراهم شعب الجنوب العربي، حرباً دفاعاً عن الأرض والعرض وانتصاراً لقضيتنا الوطنية ودم الشهداء، وباتوا في سبيلها يجترحون الملاحم ضد عدوٍ سافر توجهه وتمونه القيادات العسكرية والسياسية اليمنية بقيادة علي محسن الأحمر وقادة حزب الإصلاح والذين يفضلون غزو الجنوب للاحتفاظ بثرواته المنهوبة بعد حرب 94 بدلاً من الدفاع عن أرضهم وعرضهم في صنعاء ومأرب وغيرها، وتعتقد هذه القوى الغازية من خلال هذا أن ترسانتهم العسكرية، وقواهم الإرهابية المعدّة لقتال الجنوبيين إلى جانب أموالهم الضخمة المعدّة لشراء ذمم المقاتلين، ستمكنهم من احتلال الجنوب وسيضيفون بذلك وطناً جديداً إلى وطنهم الذي لم يتركوه لغريب، بل لأحد أطراف القوة الزيدية الحاكة، غير أنه سقط من حسابهم العقيدة القتالية للمقاتل الجنوبي النصر أو الشهادة".

وأضاف الحوتري في تصريحه لـ«الأيام» قائلاً: "أبناء الجنوب يقاتلون بمعنويات عالية دفاعاً عن الأرض والعرض، فيما يقاتل الأفراد التابعون للعدو من أجل استمرار معاشهم وحسب".
وأوضح أن الخسائر البشرية والآليات في صفوف العدو هي كبيرة، معيداً ذلك لتقدمهم في مناطق مكشوفة.

وأكد رئيس المجلس الانتقالي في المحافظة، أن المقاتلين الجنوبيين يتجنبون قتل إخوانهم الجنوبيين المقاتلين في صفوف الطرف الآخر، والأمر ذاته يتبع من الآخرين حتى لا يقتلون بعضهم بعضاً، مضيفاً: "أشقاؤنا الجنود الشماليون أيضاً بدأوا يستوعبون أن قتالهم في غير محله وبدأوا يعودون إلى أهلهم، وهذا مؤشر على قرب نهاية المعركة هزيمة مؤسسي وداعمي قوى الإرهاب".

وأوضح الحوتري أن موضوع اقتحام مدينة شقرة، تم إيقافه من قِبل القيادات العليا في رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حرصاً وتقديساً للدم الجنوبي ومنع إراقته.
وقال في رسالة وجهها عبر «الأيام» للجنوبيين والجنود المقاتلين ضمن علي محسن الأحمر، وضمنها القيادات الإخوانية: "يجمعنا بكم وطن وزمالة عمل أو صداقة وأواصر قربى ومحبة ومستقبل وحياة مشتركة، تجنبوا نشر الضغائن والتعصب المناطقي والخلاف في التفكير والاعتقاد هو إثراء للحياة الفكرية والسياسية وليس بوابة للصراع الدموي، نمد أيدينا لكم مرحبين بعودتكم في مناصبكم ومشاركتكم في بناء مؤسسات الدولة الجنوبية المستقلة".

كما توجه برسالة أخرى لأبناء الشمال قائلاً: "نقول لأشقائنا من الجنود اليمنيين عودوا لأهلكم وأبنائكم، فمشاركتكم في العدوان علينا في بلادنا لسبب رفضنا لاحتلالكم لنا، ستظل مشاركتكم في العدوان علينا وصمة عارٍ مع تعريض أنفسكم للموت، نحن لا نستمتع بقتلكم ولكننا مضطرين للدفاع عن وطننا وعرضنا".

معركة ضد الإرهاب
 من جهته، أكد قائد الحزام الأمني والتدخل السريع في المحافظة، العميد عبداللطيف السيد، في تصريح صحفي، تم توزيعه على وسائل الإعلام: "إن الحرب التي يخوضها الأبطال في شقرة ضد القاعدة ليست وليدة اليوم، وإنما هي معركة قُدم في سبيلها آلاف الشهداء".
وتابع بالقول: "معركة اجتثاث الإرهاب وتطهير الجنوب من العناصر الإرهابية مستمرة، ونؤكد بأن هذه التسمية (القاعدة) لم تأتِ من فراغ، فما تقوم به هذه القوى وشنها الحرب على الجنوب واقع يثبت تورط ما يسمى الجيش الوطني، ويؤكد وجود عناصر كبيرة من تنظيم القاعدة تشارك في معارك شقرة وفي الصفوف الأمامية للمعركة، بل إن العناصر التي نواجهها اليوم في معركة شقرة هي من أكبر العناصر الإرهابية المطلوبة دولياً وتطاردها أكبر الدول العظمى، وسبق لهذه العناصر أن شاركت في أعمال إرهابية وتخريبية على مستوى الوطن والجزيرة العربية".

وأوضح السيد بأن حزب الإصلاح الإخواني هو منبع الجماعات الإرهابية وأن ما يعانيه الجنوب من أعمال تخريبية واغتيالات وتحديات منبعها صنعاء ومدينة مأرب وبقيادة علي محسن الأحمر والزنداني، مضيفاً: "هذه القيادات هي من تدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة على مستوى الوطن والجزيرة وهي من فتحت باب الجهاد لتلك الجماعات في صيف 1994م لاجتياح الجنوب، واليوم وبنفس السيناريو والاسم بغطاء الشرعية والجيش الوطني والذي يضم على الكثير منها".

وأكد أن القوات الجنوبية على أهبة الاستعداد القتالي لخوض معركة اجتثاث وتطهير الجنوب من الإرهاب ابتداءَ من معركة شقرة وستستمر حتى تصل لمحافظتي شبوة وحضرموت.
 

تحطم آمال المتعجرفين
 فيما قال قائد اللواء 11 صاعقة، العميد أكرم الحنشي: "الوضع تحت السيطرة، والمعنويات عالية، وفي المقابل بات يتلقى الخسائر في كل يوم سواء في إطار الاختلافات المتواجدة بين صفوفهم أو جراء ما يتلقونها من ضربات نوعية لقواتنا على مختلف المواقع، بل إنه أضحى حالياً يغرق في مستنقع التهور نتيجة الغرور والطمع الذي جعل القيادات منهم يضحون بدفعة بعد أخرى من قواتهم، ونؤكد لهم جميعاً بأننا لن نكتفِ بتحرير أبين وحسب، بل هي بداية النصر والتحرير لمحافظات شبوة وحضرموت والمهرة".

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: "نحن شعب أراد النصر من الاحتلال، فانتصر لقضيته سلماً وحرباً، ولهذا على العالم أجمع والعدو أن يعلم أن شعبنا العظيم لن يهزم وسينتصر، والله وحده هو الناصر، وما ضاع حق وراءه مُطالب، وعلى الأعداء أن يكفوا عن غرورهم، والتاريخ لن يرحم أحداً".

 من جانبه، قال ركن عمليات اللواء الثامن صاعقة، العقيد أحمد بن دحة المحوري: "تحطمت آمال المتعجرفين من بقايا الاحتلال والإرهاب على مشارف قرية الشيخ سالم ووادي سلاء بعد معارك ضارية لإحقاق الحق وإسقاط الباطل، بفضل رجالنا البواسل وصمودهم الأسطوري، وهنا نؤكد للأعداء بأنهم لن يسلموا منا هذه المرة في قرية الشيخ سالم، بل ستكون نهايتهم المحتومة فيها".

خسائر كبيرة وصادمة
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة ومحور أبين، النقيب محمد النقيب: "مسرح العمليات العسكرية بجبهة أبين يشهد منذ آخر هجوم خائب للمليشيات الإخوانية الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا خسائر كبيرة وصادمة واشتباكات يومية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة تكون مليشيات العدو الإرهابية فيه هي المبتدئة بالقصف الثقيل سرعان ما ترد على إثره قواتنا المسلحة بالقصف المركز على ثكناتهم ومواقعهم الدفاعية مدمرةً أعداداً كبيرة وآليات وقتل وجرح من فيها".

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: "مؤخراً تلقت مليشيات العدو ضربة موجعة في عملية خاطفة شنتها قواتنا المسلحة الجنوبية وأدت العملية إلى تدمير مدفع 23 وآليتين وقتل وجرح عدد من عناصر العدو، واليوم أسفر رد قواتنا على نيران المليشيات الإخوان الإرهابية عن دك مواقع دفاعية استحدثتها مليشيات العدو وفرار عناصرها وانسحاب دبابة كانت تتحصن في أحد المواقع الدفاعية، وهنا نؤكد بأن قواتنا المسلحة الجنوبية تخوض معركة اجتثاث الإرهاب بمعنويات عالية وتزداد علواً كل يوم بفعل الانتصارات والإنجازات الميدانية التي تحرزها، وأصبح الحماس والتحفز بكل جاهزيته القتالية للانتقال من وضعية الدفاع إلى الهجوم غاية أبطال قواتنا وهم في أتم الجاهزية والاستعداد لذلك متى ما صدرت توجيهات القيادة العليا، كما نؤكد هنا بأننا مازلنا ملتزمين بالوضع الدفاعي وفق توجيهات القيادة العليا التزاماً باتفاق الرياض، غير أننا نرد بقوة على كل عدوان، وفي المقابل تعيش مليشيات الإخوان الإرهابية واقع انكسار وانهزام".

وتابع بالقول: "معاناة أبناء شعبنا في أبين وشبوة لن تطول جراء العدوان الغاشم الذي شنته المليشيات الإخوانية الإرهابية وما تمارسه من الانتهاكات بحق المواطنين، فمعركة اجتثاث الإرهاب ماضية نحو تحقيق كامل أهدافها المصيرية"، مضيفاً: "أقول لمليشيات الإرهاب الإخوانية التي طالت يدها الملطخة بالدم الإعلامي الحربي العالمي، نبيل القعيطي، أن عدسة نبيل أصبحت ألف فوهة بندقية ومدفع تجتث الإرهاب وتقتص لضحاياه".

صامدون ولن نتزحزح
فيما قال صالح علي، وهو أحد الجنود المرابطين في الخطوط الأمامية: "على مليشيات الإخوان الإرهابية وقائدها علي محسن الأحمر، أن تعي وتعلم علم اليقين بأننا لن نتنازل لهم عن شبر واحد من أرضنا، وسندحرهم إلى مأرب بإذن الله تعالى وبعزيمتنا وبدماء شهدائنا والعهد الذي قطعناه على أنفسنا".
وما أن أتم حديثه حتى ارتج الموقع الذي كان يرابط فيه بأصوات زملائه وهم يرددون بصوت كالرعد القاصف "بالروح بالدم نفديك يا جنوب".

بدوره، قال زميله محمد: "نحن هنا في الخطوط الأمامية للجبهة الطرية، والأمور طيبة وكما تشاهدون نحط أقدامنا على تراب هذه المواقع التي كانت مع العدو، قبل أن نتمكن من استعادتها والسيطرة عليها واغتنام كل ما كان فيها من معدات". مضيفاً: "نحن أتينا وكلنا عزيمة لتلبية نداء، ولأجل حماية الجنوب، وكذلك أبين والدفاع والذود عن الأرض والعرض من الغزاة الأخونجيين الذين يدعمهم محور قطر وتركيا".

وتابع لـ«الأيام» قائلاً: "هم يطمحون في أراضينا الجنوبية وخاصة عدن، بعد أن سلموا كل مناطقهم لمليشيات الحوثي، ولكن هذا محال وبعيد أن تطأ أقدامهم تراب عاصمتنا الجنوبية عدن، فمن سلم غرفة نومه للحوثي مستحيل أن يحكمنا أو يسيطر على جنوبنا، واختتم حديثه بعهد قطعه كل منتسبي القوات الجنوبية، إننا نتعهد إلى قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي حفظه الله والقيادة العسكرية في الجبهة وكافة شعبنا بأننا لن نتزحزح ولن نفرط في شبر من تراب وطننا، ونؤكد لهم بأننا صامدون وبإذن الله سيكون عيد الأضحى في عتق عاصمة محافظتنا الجنوبية شبوة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى