المبتكر ياسر الميسري: صممت العربة الروبوتية للمساهمة بمكافحة كورونا

> التقته/ وئام نجيب

> يمتلك أكثر من 60 مشروعاً متنوعاً..
تلقيت وعودا من جهات كثيرة ولكن لم يُنفذ أي منها 

بين الفينة والأخرى تبرز هنا أو هناك من مدن البلاد العديد من المواهب والمبدعين وفي مجالات شتى، وفقاً لميول واهتام واختصاص كل واحد منهم.
الشاب ياسر عارف الميسري واحد من هؤلاء المبدعين. مكنه تخصصه الذي مازال يدرس فيه بكلية الهندسة قسم الاتصالات والإلكترونيات مستوى ثالث، من القيام بتصميم عربة "روبوتية" متواضعة تقوم بمهام الرش ويتم التحكم بها عن بعد باستخدام الجوال بواسطة تطبيق موجود في سوق بلاي وتحميله بشكل مجاني، وبالإمكان استخدامه في كثير من الجوانب لقدرته على تحمل العمل لساعات طويلة وكذا مقدرته على تحمل أوزان كبيرة تصل إلى 150 كيلو جراما، كما يقول الميسري.

"الأيام" التقت بهذا الشاب المبدع، وهو من أبناء مديرية المعلا بالعاصمة عدن، وعرفت من خلاله الصورة الكاملة عن عملية ابتكاره لهذه العربة الروبوتية وكذا مشاريعه الأخرى والمعوقات التي تعترضه وإن كان هناك من دعم يتلقاه من الجهات ذات العلاقة.

إمكانيات متواضعة
يقول ياسر الميسري إن فكرة العربة الروبوتية مقتبسة من مشاريع تم تنفيذها في دول الغرب، كانت موجودة لديه من قبل وكثيراً ما عزم على تنفيذها في أفكار أخرى، غير أن دخول جائحة كورونا إلى مدينة عدن مطلع رمضان الفائت عزز فكرته بتصميم هذه العربة حتى وإن كانت بإمكانات متواضعة، بهدف الإسهام ولو بشكل بسيط للحد من انتشار هذه الجائحة الفتاكة.

وتتكون العربة، بحسب الميسري، من محركات كبيرة مع العجلات لتتحمل وزنا كبيرا، ومضخة رش وهيكل للمجسم، بالإضافة إلى بعض القطع الإلكترونية والبرمجية اللازمة للتحكم.
وتابع حديثه لـ "الأيام" قائلاً: "كان من المفترض أن يكون الرش أكبر مما تم تنفيذه وبشكل أقوى، ولكن للأسف لم نجد القطع المطلوبة هنا، إذ إن أكثر الأدوات المستخدمة بصنعها تم استعارتها من أشخاص ولم أقم بشرائها، مثلاً المحركات أو الدينمات التي تساعد في دوران العجلات كنت بحاجة إلى نوع كبير وباهظ الثمن يصل إلى 300 دولار؛ لذلك أخذتها من الكرسي الكهربائي لمشلولين وسيتم إرجعاها، ومضخة الرش مع أداة الرش الرذاذي استعرتها أيضاً من صديق لي لعدم توفرها هنا نهائياً، وعموماً هذه كانت نسخة تجريبية فقط، وقضيت كل الوقت في شهر رمضان الفضيل لإنجازها؛ بسبب عدم توفر الاحتياجات وبعض القطع اللازمة".
العربة الروبوتية
العربة الروبوتية

أغراض عدة
وأوضح الميسري في حديثه لـ "الأيام" أن هذه العربة "لا تستخدم فقط لرش المعقمات لمكافحة فيروس كورونا وحسب، بل يمكن استخدامها كذلك في رش المبيدات ضد البعوض مضيفاً"، الشخص الذي يقوم بالرش بهذا النوع يكون أكثر عرضة لخطورة السُّم ولذلك رأيت بأنه من الأفضل أن يكون روبوت يقوم بمهمة الرش وتتحكم فيه عن بعد، ويستوعب 20 لتراً من سائل المعقم ولكنه بإمكانه أن يتحمل حوالي 40 لتراً كما هو مقر بالخطة، ومخصص للرش في الأحواش والمرافق والمراكز والمؤسسات والمنشآت وما إلى ذلك، كما أنه يصلح للاستخدام في الحارات.

وتابع: "وفي حال أردنا الرش في الشوارع الطويلة فلابد من أن تتوفر لدينا القطع اللازمة لعمل الرش بشكل أقوى، لأنه كريوبرت مستعد للعمل بشارع طويل ولكن كمية الضخ التي يضخها للرش لابد أن تكون اقوى لكي تستوعب المسافات طويلة، وقد قمت باستخدام العربة للرش في ساحات مدرسة التفوق وكان الأداء طيبا بحمد الله".
وتستخدم هذه العربة، بحسب الميسري، للرش لأكثر من مرة، لاحتوائها على بطاريتين بقوة 12 v 50 A تستهلك لبضع ساعات ومن ثم تتم عملية شحنها، وتستمر في الرش لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات متواصلة، وفي حال استخدام بطاريات بحجم أكبر ستزيد عملية الشغل تلقائياً، "وحالياً أنا بصدد عمل عربة أخرى للرش ولكن بشكل متطور أكثر ومع دراسة كاملة للتكلفة وإضافة أشكال وأساليب متعددة وستكون من الصفر وبنظام أفضل مع إضافة حساسات للحماية وكاميرات وتقوية النظام والتحكم".

صعوبات وإنجازات
وتحدث ياسر الميسري في سياق حديثه لـ "الأيام" عن الصعوبات والمعوقات التي واجهها بالقول: "الصعوبة الحقيقية بالنسبة لي تكمن في توفير القطع اللازمة، الأمر الذي يجبرني في أغلب الأحيان إلى استخدام البديل"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الجهات تواصلت معه ولكنها اكتفت بالوعود فقط، بحسب قوله، مضيفاً: "المساعد الأساسي لي هو والدي، أطال الله في عمره، والذي له الفضل بعد الله عز وجل".
تطبيق الجوال الذي يتم من خلاله التحكم بحركة العربة
تطبيق الجوال الذي يتم من خلاله التحكم بحركة العربة

وأكد الميسري بأن هذه العربة ليست هي أول تصميماته، بل له الكثير من التصميمات وأنظمة التحكم وغيرها، والعائدة لتعلقه بهذا المجال وشغفه الكبير بعالم الإلكترونيات.
وأضاف: "منذ دراستي في مرحلة الثانوية العامة وحتى الآن وطيلة هذه السنوات أنشأت العديد من المشاريع والتجارب والتصاميم، كما أجريت دورات تدريبية لشباب في هذا المجال، ولم أهتم بنشر أعمالي والترويج لها، بل كنت دائماً أكتفي بعمل المشروع والإصرار عن النجاح فيه واتمامه بالشكل المطلوب ومن ثم أجري تدوينا للمعلومات لأنتقل للمشروع الآخر، ولديّ حتى الآن أكثر من 60 مشروعاً في هذا الجانب منها البسيط والرفيع والمتطور، ومنذ فترة بسيطة قررت الانتقال إلى مرحلة النشر، حيث قمت بنشر بعض أعمالي عبر موقع "الفيسبوك" وهي: روبوتات، أنظمة تحكم، أجهزة تستخدم لأغراض معينة إضافة إلى تصميمات خاصة بالجوانب الطبية والعسكرية، وبالنسبة للعربة الروبوتية جاءت فكرة تصميمها وعرضها بحيث تكون لدي القدرة في أن أثبت للجهات الداعمة - إن وجدت -  بأنه بإمكاني عملها وعمل تصاميم أفضل منها، بعد أن يقوموا بتوفير الإمكانيات لي لكي أتمكن من عمل عدة قطع وتوزيعها في الأماكن المناسبة، أي التي يوجد فيها أشخاص مسؤولون على استخدامها ويستفيد الكل من هذا التصميم، ولا أريد أن يكون حكراً لي، وذلك لكون الهدف الرئيس منها هو المشاركة والمساعدة بين كل من الأيدي العاملة والداعمة".

ويأمل الميسري بأن يملك معامل محلية والعمل على تطويرها فيما بعد إلى مصانع لإنتاج أجهزة إلكترونية محلية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى