أيام ما بعد العيد في عدن.. كسر للحجر المنزلي وتنزه مشوب بالحذر

> تقرير/ فردوس العلمي

> فقد العيد في العاصمة عدن هذا العام بهجته وفرحته ولم يمر كسائر الأعوام السابقة؛ نتيجة للحظر وتزايد عدد الوفيات بالحميات وفيروس كورونا المستجد، كما تسببت هذه الأوبئة بإغلاق الكثير من المتنزهات في المدينة.
وأُجبرت بعض الأسر على قضاء فترة العيد في الحجر المنزلي تخوفاً من الأوبئة المنتشرة، فيما وجدت أسر أخرى نفسها مرغمة على كسر الحظر وعيش أجواء العيد مع أطفالها في بعض المتنزهات وسواحل المدينة مع أخذ الحيطة والالتزام ببعض الاحترازات الوقائية كتجنب الاختلاط وأخذ مساحة آمنة وما إلى ذلك.

وسجّلت المدنية ما يزيد عن ألف حالة وفاة خلال النصف الأخير من شهر رمضان الفضيل، بسبب المحميات والأوبئة المنتشرة والتي يأتي في مقدمتها حمى الضنك و(المُكرفس) بالإضافة إلى فيروس كورونا.
مؤخراً شجّع التحسن الطفيف في الجانب الصحي بعض العوائل على مغادرة منازلها للتّرويح قليلاً عن أنفسها في بعض المتنزهات واستراق الفرح، كما يقولون، ولو لفترات قصيرة في زمن باتت فيه الأوبئة هي المتسيّدة والمسيطرة على المشهد العام.

فرحة ناقصة
تقول منى عبدالرحمن "فرحتنا في هذا العيد ناقصة، فكم من عزيز رحل عنّا بسبب الأوبئة، فقبل يومين فقط من رمضان ماتت جدتي بسبب ارتفاع السكر لديها ورفضها من قِبل الكثير من المستشفيات الخاصة في المدينة".
وتضيف في حديثها لـ«الأيام»: "خرجنا نفرح ونلتقط صورا تذكارية فمن يدري قد تكون آخر أفراحنا"، وبينما هي تمسح الدمع المتساقط على خدها ظلت تردد "كورنا والحميات سرقوا منا الكثير والكثير".

وتشهد هذه الأيام الأماكن الخاصة بالتنزه إقبالاً متزايداً من قِبل الأسر بهدف الترويح عن النفس، على الرغم من مرور ما يزيد عن أسبوعين من حلول عيد المفضل الفضيل، أمر أشبه ما يكون بعميلة التعويض لِما افتقدوه خلال أيام العيد، التي شابها الكثير من القلق والخوف من تفشي كوفيد 19 في أوساطهم.
 

قبلة للتنزه
في الكورنيش الجديد والواقع بين مجمع عدن مول وفندق ميركيور، حيث تزين خضرة الأشجار والأعشاب مساحة نحو 30 متراً من إجمالي مساحته المقدرة بـ 60 متراً، وجدت عوائل كثر مقصدها للترويح عن النفس واستنشاق نسائم شط بحر العرب العليلة. 
وسيتضمن مشروع هذا المتنفس المطل على البحر، والذي لم يستكمل بعد، مساحات خضراء مقسمة بشكل جميل، وحدائق للأطفال وملعبا ومطعما ومسجدا وجولات مزينة بأزهار متنوعة وجذابة ونافورات وحمامات عامة واستراحات ومقاعد موزعة.

وكان لجهود منظمات المجتمع المدني دور بارز في إبقاء هذه المساحة متنفسا لأهالي عدن.

كسر الحظر
وعلى الرغم من عدم اكتمال هذه المتنزه، أكد العديد من مرتاديه لـ«الأيام» أنهم وجدوا فيه مكاناً مناسباً لقضاء أجمل الأوقات، وتعويض بعض ما فاتهم أثناء اضطرارهم لتنفيذ الحجر المنزلي خلال الأسابيع الماضية«الأيام»سألت بعضهم عن سبب عدم التزامهم بالحظر والتباعد الاجتماعي، فكان بعض الرد مؤلما ويدل على مدى معاناة الأسر في منازلها نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في المدينة والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كما هو الحال مع أم حمد والتي قالت: "ضقنا يا بنتي وقتلنا الحمى أكثر من كورونا والحميات الأخرى.. قلنا نخرج نشم لنا هواء نقي بدلاً من الهواء المخلوط برائحة البنزين وثاني أكسيد الكربون الناتج من المواطير، ونخلي الأطفال يفرحوا.. كفاية حبسة في البيت، فطول شهر رمضان وقبله ونحن ملتزمين بالحجر المنزلي، وفي الأول والأخير ماحد يموت ناقص عمر".

فيما قالت الشابة حنان: "أتينا إلى هذا المكان لنريّح على أنفسنا.. كفاية حبس في البيت، إننا نحاول قدر الامكان الابتعاد عن أماكن الازدحام".
وأخذت جارتها بأطراف الحديث وأضافت: "مكثنا في بيوتنا ولم نغادرها حتى في فترة العيد، واليوم قلنا نأتي إلى هنا مع أطفالنا متوكلين على الله، ولن يصيبنا إلا ما كتبه لنا".

ووصف أبو ميريا وليد الحسين وزوجته، هذا المتنفس بـ "الكنز" الذي يتوجب على الجميع المحافظة عليه لاسيما بعد أن فقدت المدينة أغلب المتنفسات بما فيها المساحات الخاصة بالأطفال". وأضافا لـ«الأيام»: "لم يتبقَ متنفس في عدن بهذا الصورة الجميلة".

أجواء جميلة
عماد ورمون طفلان لم يتجاوز عمراهما الـ15 عاما، جذبا أنظار الجميع، إذ ارتدى كل منهما ملابس المهرّج بهدف إسعاد الأطفال، وكمصدر رزق لهما. يقول أحدهما: "نستلم عن كل صورة معنا إلى جانب رسم صورة على وجه الطفل 500 ريال". ويضيف الآخر: "نحاول أن نفرح الأطفال وندخل البهجة والسرور إلى قلوبهم". وفي مكان غير بعيد منهم تقوم شابة بالرسم على وجوه الأطفال مقابل 200 ريال فقط. فيما تتوزع عربيات الآيسكريم والطعام وبائعو الذرة والعتر في كل مكان منه.

غير أن ما يعكر صفو هذه الأجواء الجميلة هو التواجد للطرادات والتي عادة ما يقودها أطفال صغار لا يشعرون بمدى خطورة قيادتها عليهم وعلى الأطفال الآخرين، فضلاً عن التواجد المزعج للحمير. وطالب العديد من زوّار الكورنيش في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» القائمين عليه بمنع دخول الحمير إليه، حفاظاً على المنظر العام، كما اقترحوا على الجهات المعنية بتسمية بـ "كورنيش شهيد الصحافة نبيل القعيطي".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى