المنخفض المداري بحضرموت.. أضرار جسيمة وجهود رسمية ومجتمعية في الإيواء والإغاثة

> تقرير/ خالد بلحاج - تصوير/ عبدالرحمن بامزاحم

> في الثالث من يونيو الجاري ضرب المنخفض المداري محافظة حضرموت وتدفقت السيول والفيضانات من كل الشعاب والأودية محدثة أضراراً في البنية التحتية والمساكن والأرواح، كما تسببت بنزوح المئات من المواطنين عن منازلهم إلى المدارس ومنازل الآخرين. وحدها المديريات الغربية لساحل حضرموت كحجر وبروم ميفع ويبعث وأرياف المكلا كانت في مواجهة المنخفض، حينها أعلنت السلطات المحلية تلك المديريات مناطق منكوبة، داعية الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية ورجال الأعمال والخيرين للتدخل السريع لتقديم الخدمات الإيوائية والإغاثية لتلك المديريات وتشكيل لجنة لحصر الأضرار وسرعة معالجتها ومساعدة المواطنين وشق وفتح الطرقات وإصلاح مشاريع المياه والكهرباء.  

حجم الأضرار
بلغت القيمة الإجمالية للأضرار التي لحقت بالمديريات الغربية المنكوبة جراء سيول المنخفض المداري نحو سبعة مليارات ريال يمني ونصف. وقال وكيل المحافظة للشؤون الفنية رئيس لجنة حصر الأضرار م.أمين سعيد بارزيق، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأربعاء العاشر من يونيو بمدينة المكلا؛ لحصر الأضرار بالمديريات الغربية، المتضررة من فيضانات المنخفض المداري، بمديريات حجر وبروم ميفع ويبعث وأرياف المكلا، قال إن الأضرار تركزت في مشاريع البنية التحتية تقدر إجمالي صيانتها وإصلاحها بـ 7 مليارات و442 مليونا و454 ألفا و375 ريال يمني.


وتوزعت الكلفة على ثلاثة مليارات ريال لمشاريع الطرقات ومليار وستمائة ألف لقطاع المياه ومليار ومائتين وسبعة وستين ريال لقطاع مياه الريف، كما توزعت على مائة وثمانين مليون لقطاع الكهرباء وأربعمائة واثنين وتسعين للمباني، والخسائر في الأرواح تمثلت في 3 حالات وفاة.

جهود اللجنة
وبذلت اللجنة منذ تشكيلها جهودا مضنية خلال نزولاتها الميدانية منذ الخميس الماضي إلى مديريات: بروم ميفع، وحجر، ويبعث وأرياف المكلا، والبدء بسرعة التدخل العاجل في مختلف المديريات والمناطق والتعاقد مع مقاولين لفتح الطرقات والطريق الدولي الرابط بين حضرموت وعدن، والرفع بتقرير أولي متكامل لحجم الأضرار في تلك المديريات، وتقارير ميدانية ورفعها للمحافظ بشكل يومي.


وأشار رئيس اللجنة إلى أن السلطة المحلية بالمحافظة حريصة على التدخل السريع لمساعدة أهالي المديريات الغربية، وإعادة تنفيذ المشاريع بشكل سليم وآمن، موضحاً أن اللجنة استعانت بفرق فنية متخصصة تقوم بحصر الأضرار وسرعة الرفع بأي إشكالات لمعالجتها، مقدماً شكره لدعم المحافظ ومتابعته اليومية لعمل اللجنة، ولمديري المديريات المستهدفة ومديري عموم المكاتب والمؤسسات الخدمية.

حصر الأضرار
أعضاء لجنة الحصر من مديري عموم المكاتب والمؤسسات التنفيذية ومديري عموم المديريات، أشاروا إلى أن قطاع الطرقات تعرض لأضرار بالغة، تحتاج إلى عملية صيانة في إعادة تأهيل الخط الدولي الرابط بين حضرموت وعدن المار بمنطقة ميفع، وإعادة تأهيل الجسر الأرضي على الخط الدولي الواقع بمنطقة ضلومة، وإعادة تأهيل الجسر الأرضي على الخط الدولي الواقع في منطقة الغبر، وكذا إعادة تأهيل الخط العام المؤدي إلى حجر وصيانة الخطوط الترابية التي تربط مناطق المديرية، وإعادة تأهيل عقبة المدلاة والثافرة والطرق الترابية بمديرية يبعث، وصيانة الطرق الترابية بأرياف المكلا، والطرق الترابية بغيل بن يمين، والطرق المؤدية إلى رغدون وبدش وشخاوي وصيانة الطرق الترابية بالريدة الشرقية، إلى جانب صيانة الطرق الترابية في مديرية الديس الشرقية، والطريق العام والطرق الترابية في مديرية دوعن، وصيانة الطرق الترابية في مديريات الشحر وغيل باوزير وبروم ميفع، بكلفة إجمالية تقدّر بـ 3 مليارات و107 ملايين ريال يمني.
وأشار مدير عام مكتب الأشغال إلى أن جسر المعابر تضررت أكتافه الجانبية فقط بسبب كمية السيول الكبيرة التي شهدتها المديرية، ولم يتضرّر جسم الجسر، وأن الأكتاف وهي عبارة عن ردميات يتم حالياً دراسة فكرة إعادتها ببلاطات خرسانية، وأن الأضرار كانت متوقعة بسبب السيول الكبيرة جداً التي شهدتها هذه المديريات.

قطاع المياه
وفي قطاع المياه أشارت لجنة حصر الأضرار إلى أن الأضرار تتطلب إعادة تأهيل مشروع حماية الخط الناقل لمياه ميفع، ومشروع تأهيل الخط المغذي إلى شعب الذيب، ومشروع تأهيل الخط المغذي لمنطقة السيلات، ومشروع استكمال مجاري سفال، ومشروع تأهيل غرف التفتيش وتصفية خطوط الصرف الصحي، وكذا إصلاح خط المياه الناقل من الجول إلى منطقة السفال، وتوريد مواد صيانة لشبكة المياه لمشروعي ميفع وحصيحصة، بكلفة إجمالية تقدّر بـ771 مليون ريال يمني.


وأكدت اللجنة أن مشاريع مياه الأرياف بالمديريات تعرضت أيضاً إلى أضرار، متطرقة إلى حجم الأضرار بمياه الريف لمديرية حجر والمتمثلة بمشاريع مياه الجول وجزول ومياه باقروان والصدارة وكنينة ومشروع مياه يون ومحمدة وروبة ومياه الحاضنة وقشن شطر ومياه المنتاق، ومشروعي مياه عاصمة مديرية يبعث ومياه حول، وكذا مشاريع مياه العرسمة والحجي وبضه، ومشروعي مجاري الصرف الصحي بالعرسمة ولجور بادويس بمديرية دوعن، إلى جانب الأضرار بالمصدر المغذي وشبكات المياه في مديرية أرياف المكلا، والتي تتطلب عملية إعادة تأهيلها وإصلاحها بكلفة إجمالية تقدّر بمليار و267 مليون و454 ألفاً و375 ريال يمني.

أضرار قطاعي الكهرباء والزراعة
وبيّنت اللجنة حجم الأضرار في أعمدة الكهرباء وخطوط الضغط العالي والمنخفض والمحولات والشبكات المتضررة في مديريات حجر وبروم ميفع ويبعث وأرياف المكلا والريدة وقصيعر، البالغة كلفتها التقديرية لمعالجتها 180 مليونا، إلى جانب انهيار 6 منازل كلياً للمواطنين، وتضرر نحو 105 منازل للمواطنين، تتطلب عملية بنائها وإصلاحها كلفة تقدّر بـ 492 مليون ريال يمني.

وفيما يخص أضرار قطاع الزراعة أكدت اللجنة تضرر 27 حاجزا مائيا و27 قناة وضمير فرعية في حجر، وردم المعايين بسبب السيول، وتضرر القنوات في منطقة جزول، وهدم جزء من سد باتيس، وردم القنوات، وجرف أشجار النخيل والمانجو المثمرة، وردم المعايين مع القنوات، وجرف قنوات الري في منطقة جزول بمديرية حجر، وفي مديرية بروم ميفع تضرر سد باتيس بهدم جزئي، وجرف وردم جزئي في قنوات الري، وجرف المحاصيل الزراعية القائمة، وكذا ردم مصارف الري، وجرف الحواجز المائية في منطقة ضلومة، وجرف الحواجز وردم بعض المعايين في وادي المحمديين والعلا والسفل والبث، إلى جانب تضرر مديريات أرياف المكلا والضليعة ويبعث ودوعن والديس الشرقية والريدة وقصيعر وغيل بن يمين بجرف الحواجز والضمر وقنوات الري وردم المعايين وردم آبار الري، وتبلغ التكلفة التقديرية لإصلاح قطاع الزراعة بـ مليار و625 مليون ريال يمني.

معالجات مستمرة
المدير العام لمديرية بروم ميفع ناصر الشعيبي أكد أن الأعمال جارية منذ حدوث الكارثة ولازالت مستمرة، وأنه تم معالجة العديد من الأمور بشكل عاجل وسريع، وأن هناك أمورا أخرى تتطلب متسعا من الوقت حتى يتم إصلاحها، داعيا المواطنين إلى الصبر والتعاون وخلق بيئة مناسبة للجهات التي تعمل في المواقع المتضررة حتى تم الإنجاز في وقت قياسي.

وأعرب الشعيبي عن شكره وتقديره للسلطة المحلية في المحافظة والمتمثلة في اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية على دعمه وتواصله الدائم وحرصه الكبير على رفع المعاناة عن الأسر والأهالي المتضررين وعودة أساسيات الحياة بشكل عاجل وسريع، شاكراً أيضاً وكيل حضرموت للشؤون الفنية رئيس لجنة حصر أضرار كارثة الأمطار والسيول بمديريتي حجر وبروم ميفع م. أمين بارزيق، وجميع أعضاء اللجنة على جهودهم، كما تقدم الشعيبي بالشكر للرجال الأعمال الخيرين والشخصيات والمؤسسات الداعمة التي كان لها إسهام واضح، والقوات الأمنية والعسكرية في نطاق المديرية التي لها دور فعال في نقل الأسر والأهالي من مواقع الخطر إلى المواقع الأكثر أمانا.

مساعدات إيوائية
ودشن بمديرية ميفع توزيع المساعدات الإيوائية لمتضرري السيول بمديريات حجر وبروم ميفع وقصيعر بحضرموت، وذلك بتمويل من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وتنفيذ ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية.
وخلال التدشين الذي حضره سالم السقاف، مدير الإغاثة بمركز الملك سلمان مكتب حضرموت والمهرة وشبوة، أشاد ناصر الشعيبي، مدير عام مديرية بروم ميفع، بالتدخلات الإنسانية، موضحاً أنها أتت في وقتٍ أحوج ما يكون الناس لها، جراء ما شهدته مديريات حضرموت لكارثة السيول والتي خلفت أضرارا كبيرة في البيوت والممتلكات العامة والخاصة، وستسهم في مساعدة الأسر المتضررة وتعويضهم جراء ما فقدوه من ممتلكات إيوائية.


من جانبه أوضح مدير المشاريع لائتلاف الخير م. صالح بامخشب بأنه سيتم توزيع 230 حقيبة إيوائية في مديريات حجر وبروم ميفع وقصيعر بالمحافظة للأسر المتضررة، وأشار بامخشب إلى أن الائتلاف نفذ خلال اليوميين الماضيين عملية مسح شامل لتقييم الاحتياجات في معظم قرى المديريات المتضررة لرفعها للجهات المختصة وتوسيع دائرة التدخلات الإنسانية.

المياه والإصحاح
كما دشن مشروع الاستجابة في المياه والإصحاح للأسر المتضررة بتمويل من منظمة اليونيسيف وتنفيذ ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية الذي يحتوي على 1244 حقيبة صحية تضم مواد نظافة وأوعية نقل مياه.
وبتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي تم توزيع مساعدات إغاثية لمتضرري السيول بمنطقة ميفع اشتملت على 500 سلة غذائية وخمسين خيمة و "300" قطعة ملابس متنوعة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى