الأمطار تكشف عشوائية تنفيذ المشاريع في زنجبار

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> كشفت الأمطار الغزيرة التي منّ بها الله سبحانه تعالى، أواخر الأسبوع الماضي، على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، هشاشة وعشوائية تنفيذ المشاريع الخاصة برصف وسفلتة الشوارع فيها.
ضعف في التنفيذ جعل الطرق والشوارع مليئة بالعيوب والتي حوّلت المدينة إلى بحيرات من مياه الأمطار الراكدة المخلوطة بمياه الصرف الصحي.


مشاريع أنفقت في سبيلها الكثير من الأموال بهدف تحسن هذه الخدمة الأساسية لأبناء المدينة، غير أنها تحولت بسبب رداءة التنفيذ إلى نقمة عليهم، كما أدى افتقارها لقنوات تصريف المياه والأمطار إلى تجمع المياه مُشكّلة بذلك مستنقعات وأماكن مناسبة لتكاثر الذباب والبعوض الناقل للكثير من الأمراض.

وتعيش المدينة وضعاً صحياً متردياً وانتشاراً للكثير من الحميات والأوبئة، وفي مقدمتها "المُكرفس" وحمى الضنك فضلاً عن فيروس كورونا، وسجلت مديريتا زنجبار وخنفر ما يزيد عن مائة وفاة جرائها، خلال الفترة القليلة الماضية.

تنفيذ عشوائي
وقال المواطن حسين الرواعي: "الأمطار فضحت السلطة المحلية وكشفت حقيقة العشوائية في تنفيذ المشاريع والتي كلفت الملايين، وكذا عن عدم جاهزية السلطة المحلية بالمحافظة في التعامل مع الكوارث والتخفيف من معاناة المواطنين، وللأسف الشديد أظهرت هذه الأمطار ضعف رصف وسفلتة شوارع في مدينة زنجبار من قِبل المنفذ لها وهي (مؤسسة الخضيري للمقاولات) وكشفت ما كان مستوراً نتيجة عدم وضع فتحات خاصة بتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، بل إن العشوائية أصبحت هي السائدة دائماً في تنفيذ مثل هكذا مشاريع بهذه المدينة".


وأكد عاقل حارة دهل أحمد، الشيخ عبدالله التوم، أن مدينة زنجبار تُعاني مما وصفها بعشوائية المشاريع المعلبة والتي يتم تنفيذها دون تصاميم هندسية، مضيفاً: "دائماً ما تسود هذه المشارع المنفذة العيوب لتتحول المدينة إلى حقل تجارب، وبالتالي إلى بحيرات راكدة معيقة لحركة السير في منظر يؤكد أن السلطة المحلية لا تُعير المشاريع التنموية أي اهتمام وأن كل ما تقوم به هو (لهف) نصف المخصصات المالية لتنفيذها، وفي الأخير يدفع المواطن الثمن ويكون عرضة للأمراض والأوبئة".

تشقق بعض المنازل
من جهته، أشار عضو المجلس المحلي في حارة المراقد، عبدالله حسين مشبح، إلى أن هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، مساء الأربعاء الماضي، أدت إلى تشققات في بعض منازل المواطنين، مطالباً في السياق، الجهات المعنية بضرورة تنفيذ المشاريع التنموية بطريقة هندسية صحيحة والابتعاد عن العشوائية و"الكلفتة" لِما لها من أضرار على السكان المحليين.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "أصبح المواطن المغلوب على أمره بين مطرقة عشوائية تنفيذ المشاريع وسندان إهمال السلطة المحلية التي لم تعد تكترث لهموم الأهالي ومشاكلهم".


فيما قال الشيخ خالد علي الدحبي، وهو شخصية اجتماعية، المواطن في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، بات يعاني من الإهمال والنسيان، وكثيراً ما تحدثنا عن العشوائية في تنفيذ المشاريع، ولكن لا حياة لمن تنادي، وها هي مياه الأمطار تفضح السلطة المحلية بالمحافظة، بعد أن عجزت عن تنفيذ المشاريع بطرق هندسية وحضارية، وللأسف.. المشاريع الأخيرة التي تم تنفيذها بزنجبار لم يتم عمل فتحات فيها لتصريف المياه، الأمر الذي أعاق حركة سير المارة والمركبات وحولت المدينة إلى بحيرات راكدة، وأضحى جراءها السكان يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من تفشي الأمراض والحميات، وهنا ومن خلال "الأيام" نطالب المعنيين بسرعة شفط هذه البحيرات وعمل رش وقائي.

عبث
وأكدت طلحة الأحمدي، أن العبث المشاهد في تنفيذ المشاريع بمدينة زنجبار منذ عام 2010م وحتى اليوم، يدل على أن هناك من لا يريد أن تظهر عاصمة المحافظة بثوب قشيب يليق بها بين عواصم المحافظات.
وتضيف: "تعاني المدينة منذ سنوات طويلة، من عدم تنفيذ مشروع مياه الصرف الصحي بتصاميم هندسية صحيحة، وحينما اعتمد تعاقب العديد من المقاولين على تنفيذه ورصدت له الدولة الملايين، ولكن كلما أتى مقاول (لهف) له المبالغ المالية ونفذ جزءاً من المشروع وهرب ليظل المشروع حق تجارب للفاسدين والمتنفذين الذين لا يهمهم المواطن الذي يُعاني الأمرين، بل تظل بحيرات مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة ولم يكلف أي مسؤول نفسه ممن تعاقبوا على قيادة زنجبار بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة، وها هي مياه الأمطار التي هطلت، مساء الأربعاء الماضي، تكشف هشاشة وعشوائية تنفيذ المشاريع، ليدفع المواطن الثمن ويكون عرضة للأوبئة والحميات وفيروس كورونا والمكرفس والضنك وغيره".

الضرب بيد من حديد
من جهتا، علّقت جيهان أحمد حيدرة، وهي عضو المجلس الانتقالي بأبين، حول ما تشهده المدينة من ضعف وتردٍ في هذا المجال، بالقول: "لا بد من الضرب بيد من حديد على أوكار الفساد والفاسدين الذين حولوا أبين إلى سلة للفساد والفيد في تنفيذ مثل هذه المشاريع، وأصبح جراءه المواطن في زنجبار لا يستفد من أي مشروع تنموي، وكما تشاهدون تحول مياه الأمطار بشوارع المدينة إلى بحيرات راكدة واختلطت بمياه الصرف الصحي لتؤكد عشوائية تنفيذ مشروع رصف وسفلتة الشوارع فيها بخلاف ما يتم في المدن وعواصم المحافظات الأخرى والتي يتم فيها عمل فتحات لتصريف مياه الصرف الصحي والأمطار".

الإشراف المباشر
بدوره، أكد مدير عام مديرية زنجبار م. سالم عكف، أن السلطة المحلية ستقوم بالإشراف المباشر على شفط مياه الأمطار من شوارع المدينة، وسوق القات وستنفذ رشّاً وقائياً للقضاء على البعوض الناقل للأمراض والأوبئة والحميات ومجابهة تداعيات فيروس كورونا، كما نقوم بمتابعة العيوب في تصريف مياه الأمطار التي تعرضت للانسداد نتيجة العشوائية من قِبل بعض المواطنين الذين يرمون الأحجار وبعض المخلفات في هذه الفتحات وبالتالي التسبب بانسدادها".


وأضاف م. عكف في تصريحه لـ«الأيام»: "السلطة المحلية أشرفت على مشروع رصف وسفلتة شوارع مدينة زنجبار الذي تنفذه مؤسسة الخضيري للمقاولات، بدعم من البنك الدولي والعمل يسير بصورة إيجابية وفقاً للتصاميم الهندسية ونعمل ليلاً ونهاراً من أجل مواطني زنجبار الذين وجدنا من أجلهم وواجهتنا العديد من الصعوبات والعراقيل في تنفيذ رصف وسفلتة شوارع المدينة من قِبل بعض المواطنين الذين أوقفوا العمل أكثر من مرة أمام منازلهم بحجة أن عملية الرصف يتم تنفيذها في حرم منازلهم وهي أعذار واهية الهدف منها إعاقة عمل المشروع الحيوي والذي سيظهر جمالية مدينة زنجبار، إضافة إلى العشوائية التي شوهت المدينة وحولتها إلى قرية"، مشيراً إلى أن السلطة المحلية بزنجبار نفذت عملية حصر المحال التجارية والصناعية والورش والمنازل بزنجبار من أجل أن تكون هناك بيانات متكاملة والعمل بها وفق الإمكانيات على مجابهة الأوبئة والحميات والتخفيف من معاناة المواطنين، مطالباً من المواطنين العمل بالتباعد الاجتماعي للحد من تفشي وانتشار فيروس كورونا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى