انقلابيون في صنعاء وعدن

> الوا أنتم انقلابيون لأنكم انقلبتم في صنعاء عام 2014م وفي عدن عام 2020م، وأطحتم، في الحالتين، برئيس وحكومة منتخبة هما: الرئيس هادي وحكومته.

حسناً، إن كان الأمر على هذا النحو، فقد سننتم ذات يوم سُـنّة لما بعدكم وكنتم أول الانقلابيين حين انقلبتم على رئيس وحكومة منتخبة في عام 2011م، هو الرئيس صالح الذي لا تستطيعون أن تنكروا أنه رئيس منتخب باعترافكم المطلق بانتخابه وبشرعية رئاسته، بل وكان ذات انتخابات هو مرشح حزبكم الأول والوحيد، حتى أن يكون مرشح حزبه (المؤتمر) في انتخابات 1999م. وفي الانتخابات التي تلتها 2006م كان هو الجني الذي تعرفون خير من الإنسي الذي لا تعرفونه. ومع ذلك انقلبتم عليه، وكنتم بذلك أول الانقلابيين بامتياز، وفقا لتعريفكم للانقلاب وللانتخابات مع فارق أن انقلابكم على الرئيس صالح قد تم وهو ما يزال في فترة رئاسته الشرعية، فيما الانقلاب -الافتراضي- على الرئيس الذي أتى بعده قد حدث بعد انقضاء فترة رئاسته، هذا فضلا عن أن طريقة وقانونية انتخاب صالح كانت سليمة ودستورية ولو بحدودها الدنيا- بصرف النظر عن الديمقراطية الشكلية- فتلك الانتخابات على علاتها- قد التزمت بأدنى قواعد العملية الدستورية والقانونية حين تنافس فيها اثنان من المرشحين، فيما وصول الرئيس الذي أتى عام 2012م قد تم بطريقة لا تمت للانتخابات بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، فأية انتخابات هذه التي ينافس فيها شخص نفسه, ويفوز فيها على ذاته؟!.

هذا فيما يتعلق بالشمال، أما في الجنوب فلم تحصل فيه انتخابات من أساسه، فقد كانت المقاطعة سيدة الموقف في الحالتين، فهو، أي الجنوب، قد قاطع تلك الانتخابات بشكل كلي، لخصوصية الوضع فيه منذ احتلاله عام 94م. وبالتالي فالقول إن ما حصل عام 2020م في عدن هو انقلاب فهذه مغالطة صارخة ولا تمت للحقائق والوقائع بأية علاقة.. فلم يكن انقلابا أبدا لسبب بسيط وهو أن الانقلاب وفقا لتعريفكم هو السيطرة على مقاليد السلطة أو استعادتها من الغير، وهذا ما لم يحصل ولم يزعم أحد في عدن أن هذه هي غايته بما فيهم خصومه الذين يتهمونه بالسعي للانفصال وليس للظفر بالسلطة، حيث أن الجنوبيين لم يسعوا لانتزاع سلطة بل لاستعادة وطن، ولم يقولوا إنهم استعادوا سلطة مغتصبة في التواهي ومعاشيق من الاحتلال بل يقولوا إنهم استعادوا جزءا من وطن مسلوب، تجري استعادة بقيته بعد أن أغلق الطرف الآخر، طيلة ربع قرن بوجوههم كل أبواب الحلول الممكنة ورفض كل المبادرات المطروحة، وأوصد أمامهم كل أبواب التسويات السياسية العادلة، ويستميت اليوم بكل صفاقة لفرض مشاريع سياسية جائرة قد عفى عليها الواقع وتجاوزتها الأحداث.

ومع ذلك سنفترض أن ما حصل بعدن هو انقلاب فسنقول ما قلنا بشأن الانقلاب في صنعاء، إن للجنوبيين الحق في الانقلاب الذي يستعيد حقوقهم مثلما للأخرين ذات الحق وذات المبرر الانقلابي، نفس الوسيلة حين استخدموا الانقلاب وسيلتهم ومبررهم ليس لاستعادة وطن بل لاستعادة سلطة وكرسي وزارة، وهذا طبعا في حالة أصر البعض على استخدام كلمة انقلاب.

إن كنتم فعلا قد تعرضتم لانقلابين متتالين خلال ثلاث سنوات، واحد أطاح بكم من صنعاء وسلب منكم الشمال، والآخر طردكم من عدن وانتزع منكم الجنوب، فماذا بقي لكم من زعم حتى تقولوا إنكم ما زلتم سلطة وحكومة تمثل اليمن كله، وتسيطر على 85% من الأرض..؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى