حروب "الوحدة أو الموت"

> فادي باعوم

> بعد حرب 94م المعمدة بالدم والتي كان شعارها (الوحدة أو الموت)، اجتاحت الجنوب جحافل من الكراكيب واللصوص والأشباه المنتشين بنصرهم علينا وتسلطوا على رقابنا، وأصبحت أرضنا مستباحة لهم فكانت كالوليمة في مائدة اللئام.
ففي عدن اعتدوا على كل ما هو جميل، حيث كانت تأتي من الشمال قطعان من المتخلفين مدججة بالسلاح راكبة أفخم السيارات التي اغتصبوها من ثروات الجنوبيين، متبخرة متكبرة تمارس عقدها على أبناء عدن المسالمين.

وكانوا ينظرون للعدني وكأنه من طبقة أقل، ووصلت بهم الوقاحة لدرجة أنهم يسخرون حتى من لهجته، وكانت نظرتهم للمجتمع العدني النقي الجميل البسيط نظرة دونية وغير أخلاقية تماماً والكل يعرف ذلك.
أما في لحج فحدّث ولا حرج، فقد استولوا على الأراضي ونهبوا كل شيء فيها، حتى أن بعضهم أخذ أرضية توازي مملكة البحرين في المساحة. تخيلوا!.

وأبين لم تسلم منهم، فكل متنفذ فيهم لديه مزرعة هناك وإلى اليوم، حيث تقاسموا كل خيراتها.
وشبوة بسطوا على منابع النفط فيها وتقاسموا ثرواتها، فلكل متنفذ شمالي هناك آبار نفط، ريعها ودخلها له.

أما حضرموت، فكانت حالها أسوأ وأكثر بؤساً، فتم نهب كل شيء فيها حتى الآثار والقصور التاريخية، وكانت تصرف لهم مخططات كاملة وبمساحات شاسعة، ووصل النهب لدرجة أنه إذا تقاتلت قبيلتان في صنعاء فتعويض الصلح بينهم يكون أراضي في حضرموت!، وأما نفط حضرموت وإلى فترة قريبة جداً لم يكن أحد يعرف كم برميل نفط يصدر يومياً، فكان ريعها يذهب إلى رئاسة الجمهورية مباشرة أنذاك.

والمهرة نهبوها وتقاسموا أراضيها وجعلوها نسياً منسياً، فالجنوب بالنسبة لهم غنيمة المنتصر في حرب غير شريفة استخدموا فيها الجنوبي ضد الجنوبي مستغلين صراعاتنا الغبية وعدم تقبل البعض للآخر ولازالوا إلى اليوم يمارسون نفس أساليبهم القديمة وبنفس الأدوات وغباء البعض الآخر وعقلياتهم الضيقة، ولذا كان نظام الاحتلال المتخلف هذا يستعين برجال من الجنوب و يرمي لهم الفتات، وبالمقابل يستبيح كرامتهم وكرامة أهلهم، وكان إذا تسلم أحد هؤلاء الجنوبيون الموالون لنظام الاحتلال منصباً في الدولة يكون مجرد موظف لا قرار له ولا كرامة، كلهم بدون استثناء.

اليوم وبعد ثورة عظيمة سطرها شعب الجنوب وقدم في سبيلها الآلاف من خيرة شبابه وأصبح قاب قوسين أو أدنى من إعلان دولته المستقلة، تكالب علينا المتآمرون وحيكت الدسائس.
ولكنهم سينصدمون بجدار الثوار وتضحيات الشهداء الأبرار، فليس هناك قوة في الكون تستطيع أن تعيدنا إلى مربع الذل والتبعية والخنوع.

قاسينا الأمرين وسنقاسي أكثر حتى تعود لنا دولتنا وكرامتنا وسيادتنا على أرضنا إما النصر وإما النصر فلا خيار آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى