جيشان الحرمان والنسيان.. وصندوق إعمار في خبر كان

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> لم يكتف القائمون على مصالح المواطنين في مديرية جيشان بمحافظة أبين بانعدام الخدمات الأساسية وهلاك البنية التحتية، بل أدخلوا غول الفساد ليأكل ما بقي فيها من خير.

جيشان المنسية منذ قيام ثورة الـ14 من أكتوبر شاءت لها الأقدار أن ترمى في سلة المهملات خلال عهد الوحدة المشؤومة، فلا طرقات تعبد ولا شوارع تنار ولا مدارس تنشأ ولا مشاريع مياه تدشن منذ سنين، لتأتي عوامل الطبيعة وتعري السلطة المحلية هناك عن القيام بأي مشروع من شأنه النهوض بالمديرية كالأمطار التي محت أثر الطريق وجرفت السدود والأعبار ويبقى المواطن عاجزا ينتظر الغاوين أن يعودوا إلى رشدهم لكن هيهات هيهات..


جيشان النائية لا يوجد بها مستشف رغم توافر كادر طبي مؤهل من أبنائها، لذا يضطر الأهالي إلى نقل مرضاهم إلى مديرية لودر أو مستشفى الرازي بجعار.

انتشار الحميات والأوبئة في معظم مناطق البلاد زاد من معاناة المواطنين في جيشان البعيدة عن مركز المحافظة لاسيما وأن طرقاتها جبلية وعرة غير مسفلتة ومتضررة بسبب السيول في ظل صمت حكومي.

جيشان الحرمان والنسيان.. وصندوق إعمار في خبر كان
جيشان الحرمان والنسيان.. وصندوق إعمار في خبر كان

وإلى جانب افتقار المديرية لمدارس التعليم الأساسي والثانوي مقارنة بتعدادها السكاني، فأهلها محرومون من خدمة الكهرباء منذ سنوات طوال، إلا أن هذه المعاناة لم تكن كافية بنظر السلطة المحلية، فبعد حرب عام 2011م التي شنتها القوات الحكومية ضد الجماعات الإرهابية في المحافظة، والتي أحرقت الأخضر واليابس وخرج على إثرها الأبينيون نازحين مشردين لتهدم ساكنهم، أقر مجلس الوزراء في يونيو من العام 2012م إنشاء صندوق لإعادة إعمار أبين وضخ 7 مليارات ريال كدفعة أولى تعويضية للمواطنين ما هدأ من روعهم وأعطاهم بصيص أمل بأن يعيدوا للمدينة حياتها من تحت الركام.

لوبي الفساد في أبين احتضن الصندوق الذي كان بمثابة بقرة حلوب للفسدة والمفسدين، فالـ7 مليارات معظمها ذهبت لأناس لم تتضرر منازلهم والبعض منهم لا يمتلك منزلا أصلا في منطقة الحرب وأجزاء من المليارات تقاسمها المسؤولون كنصيب مشروع لهم من الصندوق، والفتات لمواطنين مغلوبين على أمرهم أسكتوهم ببضع ريالات ومسحوا بها عبراتهم، واعدين إياهم بدفع أخرى بينما الصندوق صفر خاوٍ من ريال واحد.


نازحو أبين في عدن وحضرموت والمهرة شكوا حرمانهم من التعويضات بعد أن ضاق بهم الحال وهم مشردون لسنوات، وظلوا يتابعون ويطالبون المسؤولين عن صندوق الإعمار الذين لم يتفاعلوا معهم ولم يعملوا لهم حلولا، كيف ذاك وهم أصل المشكلة؟!

بعدها اعتمد رئيس مجلس الوزراء آنذاك أحمد عبيد بن دغر مبلغ 2 مليار ريال للمتضررة منازلهم، وذلك أثناء زيارته للمحافظة بعد الحرب بسنوات، حيث بدت عاصمة المحافظة وكأنما مدافع الحرب لم تبرد بعد والمشهد يوحي للذاكرة برائحة البارود، إلا أن المليارات عرفت طريقها إلى جيوب المفسدين.

صندوق إعمار أبين بات كالصندوق الأسود، والحقيقة وجب تسميته بصندوق نهب أبين، لأنه لم يحدث سوى السرقة والنهب، فبعد 9 سنوات من قلة الحيلة والقهر اضطر الأهالي إلى إعادة ترميم ما يمكن ترميمه بجهود ذاتية، بينما المعدم منهم لا زال نازحًا أو ساكنًا بين الركام وإلى الله المشتكى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى