أحمد عبدالله عبادي رحيل بلا إثارة

> وسيم صالح

>
وسيم صالح
وسيم صالح
ينحدر الفنان الراحل أحمد عبدالله عبادي من أسرة فنية عريقة وبيت مضياف يعشق الفن والأدب والطرب حتى النخاع، وهو من مواليد عام 1943م بمدينة شقرة، وقد بدأ حياته الفنية في سن مبكرة منذ الثانية عشرة من عمره مع زميله الفنان سالم بن غاليه، حيث كان مغنياً وعازفاً جيداً، فرض وجوده في الأعراس النسائية بقوة، وكان مرغوباً لما يتمتع بها من موهبة.

حفظ أغاني التراث، وكان يقوم بجمعها من مصادر وثيقة الصلة آنذاك، ويدافع عنها حتى وافاه الأجل عام 2009م، ورغم ظروفه المادية الصعبة لم ينحنِ أمام إغراءات العروض المغرية ليبيع بعضاً من تلك الكنوز الثمينة.

بداية انطلاقته الفنية كانت من ساحل شقرة أمام البيوت من خلال السهرات الليلية للترويح عن النفس آنذاك بحكم بساطة الحياة، حيث لا تلفاز ولا إذاعة لا سينما لا "فيسبوك" لا "واتسآب" لا "تويتر" بعد أن توثقت علاقته ومعرفته بزملائه الأساتذة أولاد اليافعي: الصولويست الكمنجاتي الشهير عبيد صالح محمد، وأ. محمد صالح محمد، وعازف الإيقاع حينها علي الجالون وقصاع الديتش بيبي، والسياسي الشهير جاعم صالح.

تم انتدابهم بواسطة السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي رحمة الله عليه، إلى الندوة الفضلية التي تشكلت عام 58 في زنجبار عاصمة محافظة أبين، بالإضافة للزملاء عازف العود الشهير محمد علي سعد، والصولويست الكمنجاتي الأشهر العازف الماهر سعيد باضاوي، وكذلك عازف الكمنجة فرج عبيد سعد.

وقد التقى في الندوة الفضلية بكل من الأساتذة علي حسين الكيلة، وعبدالقادر الكيلة، وعبدالله باوزير، وعلي محمد حسن، ومحمد عبدالرحمن هشوش، ومحمد سعيد البان، والسيد محمد عبد اللاه الجفري، وعبدالله عبود همام، وعلي عبدالرحمن عيسى، وسالم الداهية، مسلم عبدالله، وبلبل بناء الفنان عوض أحمد، وسليمان بركات، وصلاح السوداني.

ثم انشق لاحقاً عن الندوة الفضلية مع مجموعة من الفنانين، منهم علي الكيلة ومحمد صالح اليافعي وسليمان بركات، وقاموا بتبني الفنانين فيصل علوي ومحمد صالح العزاني.
زامل الفنان عبادي كلاً من عوض عبدالله المسلمي، وأحمد عوض الجراش، وأحمد عبيد القعطبي، وعمر محفوظ غابة، ومحمد جمعة خان.

له العديد من الأعمال الغنائية موثقة في التلفزيون.
كان له حضور في تنفيذ كثير من الفعاليات الداخلية، وخارجياً في موسكو والعراق ومصر وقطر.

رحل العبادي وفي جعبته خمسمائة عمل فني من كنوز الفولكلور والتراث الشعبي في أبين ولو كان في إحدى الدول المجاورة لحملته الأكتاف بدلاً من السير على الأرض، وفاقت أرصدته المالية أرقاماً خيالية، وبتقديرنا أن أمة بلا ماضٍ وإرث حضاري هي حتماً أمة بلا حاضر ولا مستقبل.
وقد كان فقيدنا العبادي يتذرع ويمني النفس أملاً في السلطات المتعاقبة أن تأخذ منه تلك الكنوز للأرشفة والتوثيق، لكن دون جدوى.

ما أروعك وأنبلك أستاذنا وحبيبنا صاحب القلب الكبير الراحل أحمد عبدالله عبادي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى