السيول تكشف حقولا من الألغام زرعها الحوثيون بالضالع

> تقرير/ شايف محمد الحدي

> مصدر عسكري: الأمطار ساهمت في إنقاذ المواطنين من مخاطر الألغام
جرفت السيول التي شهدتها مناطق شمال وغرب محافظة الضالع خلال الأيام الماضية ألغامًا متنوعة زرعتها قوات الحوثي الانقلابية منتصف العام الماضي، والتي شكَّلت الكثير من الآلام المبرحة للسُكّان المحليين منذ طردها من الشريط الحدودي حَجْر في أكتوبر الماضي. وهذه اﻷﻟﻐﺎم اﻷرﺿﯿﺔ أو غيرها من المخلفات الحربية المتفجرة تعتبر محظورة دولياً بموجب الاتفاقية المعروفة باسم (اتفاقية أوﺗﺎوا) لحظر استعمال وتكديس وﺗﺨﺰﻳﻦ وإﻧﺘﺎج الألغام أو (اتفاقية حظر الألغام)، التي اعتمدت في عام 1997م وقد انضم أكثر من 150 بلدًا إلى هذه الاتفاقية.

وقال مصدر عسكري لـ«الأيام» إنَّ سكان محليين أبلغوا فرق الهندسة العسكرية لنزع الألغام التابعة لمحور الضالع العاملة في تلك المناطق عن وجود أجسام غريبة في قطاعات الجُبّ والمشاريح وبتار وحبيل يحيى غرب مديرية قعطبة شمال غرب محافظة الضالع جرفتها سيول الأمطار في الأيّام الماضية.
وأشار المصدر إلى أنَّ وحدة الهندسة العسكرية بمحور الضالع قامت بالنزول إلى أماكن ظهور الألغام فور تلقيها بلاغات عن ظهور أجسام غريبة زرعتها مليشيات الحوثي، مؤكداً أن تلك الألغام المتنوعة جرى تفكيك أغلبها.

وأعتبر المصدر أن الأمطار ساهمت في إنقاذ العشرات من المواطنين فعلياً من تلك الألغام التي كانت تتربص بهم، مشيراً إلى أنَّ إزالة الألغام استثمار في الاستقرار وتمكين الناس من زراعة الأرض ومزاولة أعمالهم بشكل طبيعي بعيدًا عن الخطر.

ألغام متنوعة
وفي السياق ذاته، أفاد سكان محليون «الأيام» بأنَّهم شاهدوا ألغاما مضادة للدروع وأخرى للأفراد جرفتها السيول وهي تظهر بوضوح على السطح. وأضافوا أنَّ السيول اصطحبت معها الكثير من الألغام التي كانت مزروعة في الشريط الحدودي حَجْر إبّان تمركز المليشيات الحُوثية في هذه المناطق قبل دحرها، والتي كانت تتحصن بحقول واسعة من الألغام زرعتها بطريقة عشوائية.

وأكّدوا أن هذه الألغام باتت مصدر قلق تهدد حياة المواطنين في تلك المناطق، وما زالت حوادثها متفاقمة حتى بعد طرد تلك المليشيات الحُوثية الإرهابيَّة وتتصاعد منها رائحة الموت.

فرق متخصصة
وفي حديث خص به «الأيام» قال فؤاد قايد جباري، المتحدث الرسمي لمحور الضالع العسكري "إنَّ السيول القادمة من أعالي جبال المناطق الوسطى في محافظة إب اليمنية جرفت العشرات من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابيَّة على طول الشريط الحدودي حَجْر بن ذو رُعَيْن الحِمْيَري شمال غرب المحافظة، إذ إنَّ الحوثيين درجوا على زرع الآلاف من الألغام لمنع تقدم القوَّات المُسَلَّحَة الجنُوبيَّة نحو مواقعهم السابقة"، موضحاً أن الألغام كانت متنوعة بين فردية ومضادة للمركبات وعُبُوَّات ناسفة مُمَوّهة، لافتًا إلى أن فرق نزع الألغام المختصة بشعبة الهندسية العسكرية في محور الضالع العسكري قامت بالانتقال إلى مواقع الألغام ومسح المناطق التي ظهرت فيها وباشرت عملها تمهيداً لإبطال مفعولها ورفعها.

وأوضح جباري أن مياه السيول الآتية من جبال محافظة إب لم تجرف معها فقط بعض الأراضي الزراعية الواقعة على جانبي مجراها بل حملت معها ما هو أخطر من ذلك وجرفت الألغام المزروعة على الشريط الحدودي باتّجاه أراضي حَجْر الزراعية، ممّا دفع المزارعين إلى الانقطاع عن العمل في أراضيهم، خوفاً من تعرضهم للإصابة بالألغام كونهم أصبحوا يعيشون في مناطق ملوثة.

وأكّد أنَّ زرع هذه الألغام من قِبل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيّاً تأتي ضمن استراتيجيَّة تتبعها عند هزيمتها في المناطق التي كانت تسيطر عليها لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر بين المدنيين.

وأشار في سياق حديثه إلى أنَّ تلك الألغام تحتاج إلى جهد كبير لإزالتها ومبادرة كبيرة من قبل المنظمات الدولية المتخصصة لنزع الألغام ولخفض عدد الضحايا في المناطق المدينة، خاصة وإنه من غير المعروف عدد الألغام التي لم يتم العثور عليها بعد، لافتاً إلى أنَّ الحوثيين زرعوا آلاف الألغام في تلك المناطق الحدودية دون خرائط، ممّا صعّب مهام فرق نازعي الألغام في محور الضالع، الذين يبذلون جهودًا جبارة لإزالة تلك الألغام، لكن تبقى تلك الجهود غير كافية لا سيّما وأنهم يعملون بأجهزة قديمة وإمكانيات شبه معدومة وفي ظل ظروف صعبة، حيث تعرّض العديد من خبراء الألغام إلى حوادث متفرقة بسبب الألغام الخادعة أو العُبُوَّات الناسفة المُمَوّهة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

واختتم فؤاد جباري حديثه لـ«الأيام» قائلاً: "إنَّ المليشيات الحوثية قامت بزرع الآلاف من الألغام المتنوعة في مناطق حَجْر الحدودية العام الماضي لمنع مقاتلي القوَّات الجنوبيَّة من التقدم صوب مناطق سيطرتها، حيثُ بثَّت مشاعر الرعب جراء زراعة هذه الألغام بشكلٍ عشوائي وبدون خرائط، والتي لا تزال ملازمة للسُكّان المحليين لا سيّما لمن يمتهنون الرعي والزراعة وللطلاب الذين يتابعون دراستهم في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية أو تلك الأسر التي تسعى لزيارة أقاربها في المناطق التي لا تزال محاطة بالخطر، مخافة وقوع أيّ انفجار للألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي واستعملتها كسلاح خفي من دون أيّ رادع وأصبحت تشكل كوابيس ويتعلق الأمر بالأطفال الذين يتعرض مستقبلهم للخطر بسبب الإعاقات المتعلقة بالصحة العقلية أو الجسدية جراء انفجار هذه الألغام والأجسام الغريبة التي حصدت أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين وشكلت لهم إعاقات دائمة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى