توجيهات السفير السعودي .. من يقول لا ؟

> استدعاء هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني، ومستشاري الرئيس هادي إلى الرياض لم يكن بدعوة من الرئاسة اليمنية كما أشيع، بل من السفير السعودي آل جابر، الذي قيل إنه أجتمع بهم فعلاً مساء الخميس، في انتقاص واضح من دور الرئاسة اليمنية التي قد تلتقي بهم لقاءً شكليا، وتحصيل حاصل إبعادا لأي حرج، بعد أن يكون السفير قد حسم معهم ما أراد أن يحسمه، وأعطى سعادته توجيهات صارمة واجبة التنفيذ. وهذا اللقاء سيعني بالضرورة أمورا كثيرة منها:
أولا- إن الرئاسة اليمنية -ناهيك عن الحكومة- مغيبة تماما عما يدور باليمن، وإن الأمر والنهي والحل والعقد لمشاكل اليمن بيد السعودية، وبيد سفيرها تحديدا، وأن لا شريك له في ذلك مهما زعم البعض وأدّعى.
ثانيا- إن السفير بهذا اللقاء سيرمي بكل ثقل بلاده من ضغوطات بوجه من التقاهم لوضع حد للفوضى التي تضرب أطنابها بعموم الجنوب، والتي وضعت السعودية في وضع أقل ما يمكن وصفه بحيص بيص أمام العالم، ومثلت لها هذه الفوضى عنوانا بارزا للفشل. فسيكون تنفيذ اتفاق الرياض أول نقاط هذا اللقاء، ولن يفلت المجتمعون من تقريع السفير على الخطاب الإعلامي اليمني المُطالِب بتدخل تركي بحرب اليمن، هذا الخطاب الذي ترى فيه الرياض وقاحة يمنية وتحديا لها ولدورها باليمن.

ثالثا- الهجمات الحوثية الأخيرة على المملكة كانت أحد أسباب استدعاء هؤلاء إلى الرياض، فهذه الهجمات وما سبقها قد أثقلت كاهل السعودية، وضربت عصب اقتصادها بالصميم، ونالت من سمعتها العسكرية وهيبتها السياسية بالداخل والخارج، والمملكة لم تعد تتحمل مزيدا من الأعباء الاقتصادية لاقتصاد متداعٍ أصلاً، ومن خذلان شركائها على طول الجبهات العسكرية، وفي حال اضطراب داخلي مريع جراء وباء كورونا، وما يلحقه من شلل بالحياة السعودية كلها، وتفاقم الوضع المشتعل بالمنطقة، وبالتالي فالخزانة السعودية لن تظل تصب مساربها إلى جيوب شركاء يمنيين لا يؤمن جانبهم، ولا يعول على مواقفهم العسكرية المزعومة، هكذا لسان حال السعودية سيكون أمام من يلتقيهم سفيرها بالرياض، فالوضع الداخلي والخارجي للمملكة قد بلغ مبلغا عظيما من السوء لا يمكن الصمت حوله وحياله. أما لسان حالهم فلن يخرج عن:
                                  أمير النفط نحن يداك نحن أحدُّ أنيابك
                                ونحن القادة العطشى إلى فضلات أكوابك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى