تعز.. هل تلفظ آخر محاولات المليشيا لتفجير الوضع في الحجرية

> تشير التقارير إلى أن مليشيات الإصلاح تحاول الضغط باتجاه تفجير الوضع في مدينة التربة وصولاً إلى مناطق الحجرية تحت دعاوى لا أساس لها من الصحة.
غير أن أبناء الحجرية منذ أن وعوا حجم المخاطر، التي بدأت تهدد بنيتهم الاجتماعية في الأعوام الأخيرة، وهم يحاولون الخروج بماء الوجه للحفاظ على سلمية هذه المدينة، إلا أن هناك من يدفع بها نحو فوضى بلا أفق.

الأحداث اليومية تؤكد بأن المليشيات ماضية في تفجير الوضع، وإقصاء كل الممكنات المتاحة وتشتيت كل الجهود، ولعل تطفيش أي محافظ يتم تعيينه من قبل الحكومة، الشرارة التي تحدد نوايا المليشيات التابعة لحزب الإصلاح.
بالأمس رفض المحافظ نبيل شمسان، خلال اجتماع اللجنة الأمنية، أي تحركات لقيادة المحور لتفجير الموقف في الحجرية، تبع ذلك رفضه تخصيص 50 % من الإيرادات لصالح الجيش بتعز.

ذلك استفز السلطات التي تتبع سالم الحاكم العسكري للمدينة، والذي استنفر من خلال معاونيه وأدواته الجاهزة دائماً لكل فعل أو ردة فعل.
تم الإيعاز لبعض المجاميع القيام بتمثيلية سخيفة، نتج عنها اقتحام مبنى المحافظة والتوجيه للشرطة العسكرية بعدم إيقاف المقتحمين.

الشرطة العسكرية نفسها التي تحركت قبل أيام إلى مدينة التربة، بداعي حفظ الأمن وملاحقة المندسين، لم تستطع إيقاف الشاب بكر صادق حمود سرحان وهو يعتدي على الموظفين ويقوم بتخريب مبنى حكومي.

المواطنون يرفضون التحشيد
يعد ريف الحجرية من أكثر الأرياف التي جمعت بين متناقضات كثيرة عبر تاريخه الطويل، ومنه خرجت كل الأدوات الفاعلة والملهمة، لذا حين يجدون أنفسهم اليوم أمام مشهد تتحكم به مجاميع مليشاوية، فإنه ليس أمامهم غير الخروج للتعبير عن رفضهم لهذه السيناريوهات.
ولعل اغتيال العميد عدنان الحمادي بتلك الطريقة وفي ذلك التوقيت قد افزع الجميع إلى أن هناك مآلات كارثية تتربص بهذه المحافظة.

خروج الريف الحجري اليوم وإصدار بيان يرفض فيه التحشيدات المسلحة من قبل مليشيات الحشد الشعبي، وتحت غطاء الجيش والأمن إلى ريف تعز، رسالة واضحة لمليشيا الإصلاح ومن يقف وراءها أن تعز غير قابلة للتجزئة ولن ترضخ لمشاريع التطرف.
البيان والخروج حملا العديد من دعوات السلام الأهلي، ورفضا أي معارك داخل الحجرية التي قطعت شوطاً كبيراً في مقاومة مليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن.

تظاهرة أمس السلمية وما حملته من بيان أتى بمثابة استفتاء شعبي يرفض كل مشاريع الاقتتال وتحويل الحجرية إلى ساحة لتمرير أجندة أيديولوجية متطرفة.

ورطة المليشيات
كلما وجد حزب الإصلاح نفسه أمام التزامات سيترتب عليها استعادة ما تبقى من أرض تحت أيدي الحوثيين، حاول التوغل في الريف الحجري، والتسويق بأن هناك قوى تابعة للساحل الغربي تريد السيطرة على مدينة التربة.
المليشيات وبحسب الوقائع التي قامت بإنجازها حتى اللحظة، تؤكد عدم احترامها للتنوع الذي تولد عبر عقود في هذه المحافظة؛ حتى صار نموذجًا حيا على مستوى الجمهورية.

لم يعد هناك ما تخفيه سلطات المليشيا في تعز أمام المواطنين، بعد أن كشفت كل الأوراق؛ من وقوفها وراء اغتيال الحمادي، حتى محاولتها تفجير الوضع في مدينة التربة واخضاع اللواء 35 كي تستكمل مشروعها المدعوم إقليميا.
إضافة إلى ذلك النزق الذي تبديه القيادات من وقت لآخر، والتخبط في التصريحات سواء من القيادات العسكرية كعارف جامل ومن يدور في فلكه، أو القيادات السياسية الشابة والمعتقة.

جميع هؤلاء يفرون نحو أهداف مجهولة، فبدلا من تحرير الحوبان يتجهون غربًا باتجاه الحجرية، كذلك الأمر ذاته في مأرب تركوها واتجهوا نحو العاصمة المؤقتة عدن.
هناك عوامل متعددة في محافظة تعز، لا يزال الرهان عليها في فرض واقع مختلف عن الذي تسعى إليه مليشيا الإصلاح وتستميت من أجله، أهمها المواطن والجغرافيا التي عاشت عقودا من الاستقرار.

بالإضافة إلى التحشيد اليومي المخيف من قبل المليشيا وفتح المعسكرات التي تعطي ملمحا خطيرا عن نوايا إقليمية لتحويل هذه المحافظة إلى بؤر إرهابية منسلخة عن الواقع.​
نيوزيمن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى