أسواق الأضحية بلحج.. غلاء مستعر وعزوف عن الشراء

> تقرير/ هشام عطيري

> متسوقون: اكتفينا بالنظر للأضحية بعد عجزنا عن شرائها
نجيب موظف حكومي راتبه الشهري لا يتجاوز سبعين ألف ريال، يحاول بهذا الملغ أن يوفر سُبل العيش الكريم لأسرته المكونة من خمسة أفراد، ولكن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك لهذا العام أضحى مشتت الذهن ما بين أن ينفقه في شراء حاجيات لمنزل المعيشية الأساسية كالدقيق والأرز والسكر والزيت وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية، أو تخصيصه لشراء أضحية.

ونتيجة لإلحاح أطفاله للخيار الأخير، قرر تلبية طلبهم وأمنيتهم، وأثناء خروجه من منزله البسيط في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج متوجهاً إلى سوق الخاص ببيع المواشي نظر إلى وجوه أطفاله وهم في فرحة غامرة، لقرب مشاهدتهم خروف العيد الذي سيجلبه لهم بعد سويعات قليلة.
في السوق يذهل المواطن نجيب من ارتفاع أسعار الأضحية والتي يتجاوز سعرها قيمة مرتبه البسيط.

عجز عن الشراء
وقف في حيرة من أمره مفكراً ومتسائلاً مع نفسه هل يقوم بشراء الأضحية ليسعد أطفاله ويحقق لهم أمنيتهم، أم يعود إليهم فارغ اليدين خالي الوفاض؟
هو حال المئات من المواطنين والذين باتوا غير قادرين على شراء أضحية العيد بسبب ارتفاع أسعارها والتي تجاوزت المئة ألف ريال، فيما لا يقل سعر الماشية الضعيفة الهزيلة عن الستين ألفاً.

يعج سوق الأغنام بمختلف أنواع الماشية المحلية، إذ يعد هذا السوق من أقدم الأسواق في المدينة لبيع الأغنام لاسيما يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، فيما يستمر على مدى أسبوع كامل قبل حلول عيدي الفطر والأضحى المبارك.
ولجأت العديد من الأسر في المدينة إلى العمل في مجال الرعي وتربية الأغنام وبيعها، بهدف تحسين وضعها المادي، إذ تُعد التجارة فيها مربحة.

توقف التوريد
يقول المواطن أحمد صالح يوسف "إن ارتفاع أسعار الأضحية وتفاوتها في السوق عائد إلى توقف توريد الماشية الصومالية، الذي بدوره أدى إلى غلاء كبير في ثمن الماشية المحلية التي وصل سعرها في السوق إلى مائة ألف ريال".
وأوضح أن هذا الارتفاع الجنوني دفع العديد من المواطنين غير القادرين على الشراء للاكتفاء بمشاهدة ما يعرض في السوق والعودة إلى منازلهم خاليي الوفاض".
وأضاف في حديثه لـ«الأيام» قائلاً: "تهاوي العملة الوطنية أمام الدولار أيضاً أدى إلى ارتفاع الأسعار وغياب استيراد المواشي من دولة الصومال"، لافتاً إلى أن كل هذه العوامل أدت إلى لهيب أسعار الأغنام المحلية بشكل كبير جداً.

غلاء غير مسبوق
ويشير فتحي سالم، وهو أحد العاملين في سوق الأغنام بالمدينة، إلى أن أسعار الأضحية المحلية هذا الموسم في ارتفاع غير مسبوق بسبب غياب الماشية المستوردة "الكباش والتيوس الصومالية".
فيما قال مروان فضل، والذي يعمل دلالاً في السوق: "أسعار الأضحية متفاوتة في هذا السوق الخاص ببيع الماشية، وهناك ما يصل سعرها إلى مائة ألف ريال، وهذا السعر ثمن للنوعية الممتازة، أما المناسبة للمواطن البسيط فيتراوح ثمنها ما بين الـ 50 و60 ألف ريال".

اللجوء للتقسيط والدَّين
من جهته أوضح أحد التجار المستوردين للماشية الصومالية أن تأخر وصول هذا النوع من الأضحية هو ما تسبب في ارتفاع أسعار الأغنام المحلية، مشيراً إلى أن العديد من الموظفين الحكوميين والعاملين في مختلف المرافق الحكومية يلجؤون إلى تجار الأغنام الصومالية لشراء الأضحية بـ "التقسيط" على الرغم من السعر المضاعف الذي يفرض عليهم في قيمة الأضحية.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "ما يقدمه التجار من تسهيلات في عملية الدفع والتي تصل إلى ما يقارب العام طريقة تساهم في حل الكثير من الإشكاليات التي تواجه المواطنين نتيجة لعدم مقدرتهم على الشراء النقدي، ولكن بسعر مضاعف قد يصل إلى 200 % في قيمة الأضحية "التقسيط" من قِبل التاجر على الموظف الحكومي".
وقال المواطن ياسر الأمير: "كثير من الناس لم يعد لديهم القدرة على شراء الأضحية نقداً مما يدفعهم للجوء لشرائها بالتقسيط أو الدين؛ نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار الماشية".

وأعاد الأمير هذا الغلاء إلى الإشكاليات الاقتصادية التي تشهدها البلاد في مختلف مناحي الحياة.
وأدت الأوضاع السياسة الاقتصادية المتردية إلى تهاوي العملة الوطنية أمام الصعبة إلى مستويات قياسية.

أوضاع زادت من معاناة المواطن اللحجي خاصة والجنوبي بشكل عام، دون أن يجد حلولًا من قِبل الجهات المختصة للمشكلة الاقتصادية التي تنذر بوضع معيشي كارثي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى