أن هي إلا حروب لا حرب يا سادة

> في الوقت الذي يقف فيه الجنوبيون مستبسلين بقوة أمام مشروع الحوثيون منذ 2015؛ ليجدوا أطرافا أخرى تعمل  بالتوازي مع ما يقوم به الحوثي نفسه، وبالتناوب معه على حربهم وبكل ضراوة، شأنها شأنه، تحاول تلك تحقيق اختراقا يمكنها  من كسر إرادة وإرغامه على المثول صاغراً لها تتحكم برقابة كيف ما شاءت وأرادت.
وكأنها قد صارت تلك الأطراف تنسق أمرها بينها؛ لمنازلتهم ومجاراتهم في مختلف الميادين والأصعدة بحروب منها ظاهرة ومنها خفية، يتواعد رعاتها لشنها مجتمعة ومتفرقة بلا رحمة ولا توقف. فما أن يهدأ خصم إلا ويظهر الآخر،  وهكذا، دون إعطائهم  فرصة سانحة ومقبولة لأن يتهيأوا لخوض غمار أي تحدٍ من هذه التحديات.

 والأدهى والأمر من ذلك أنهم وسط ما يكابدوه  يجدون  أنفسهم أحيانا مجبرين بترتيب أمورهم تأهباً لملاقاة خصمين في آن واحد،  وقد يتقابلون مع ثلاثة منهم أو حتى أربعة، متنفلين من بين الحوثيين إلى الإخوان  إلى القاعدة وداعش وغيرهم من الخصوم. ومع كل هذا لا ولم يكلوا أو يملوا ويعلنوا  تنكيس راية الاستسلام، بل لا يزالون يعملون بكل إخلاص وتفانٍ، مصرين على إكمال المهمة وتجاوز هذا الاختبار والمحنة وصولاً إلى هدفهم المنشود.

 وهذا ما تمثلوه من ساعة أن دوت طلقة البداية معلنة انطلاق المنازلة، والأعصاب كلها مشدودة إلى الأعلاء نحوه ذلك بحرب تجري على أشدها مستعرة بين كل جبل وساحل وصحراء وقودها شباب ورجال سقطت على درب الكفاح والنضال وروت بدمائها كل شبر من تربة هذا الوطن الغالي.
ولكن مع هذا وللأسف، مقابل ما يلاقونه من صعوبات لما يتحملونه من وزر، وهم عاكفين بصدد إنجاز مشروع جنوبي منحاز لقضايا أمته العربية وتطلعاتها المستقبلية، لم يجدوا من يحمي ظهرهم من الخلف؛ ليتركوا هكذا بلا غطاء مكشوفين أمام جبهة الداخل، يواجهون حروبا جانبية كثيرة، ومن ضمنها ما استجد، وأخذت شرارته نحواً من الاندلاع، ألا وهي حرب المعاشات والبطون الخاوية لتضاف جبهة جديدة إلى سابقاتها من الجبهات.

ولما لهذه من أهمية أكيدة باعتبارها صمام أمان كل نصر يحرزه شعب من الشعوب، لجأ خصوم الجنوبيين  إلى فتحها ظانين أن من خلالها يمكن توجيه الضربة القاصمة له كخيار أخير قبل التراجع وإعلان الهزيمة.
وما كان لهذا أن يكون نكاية من قبلهم بهذا الشعب، لولا ما قد أصابهم من ضربات موجعه تلقوها في الصميم، نزعت عنهم أقنعتهم المستعارة، واستبانت بها قبح وجوههم الحقيقية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى