انفجار بيروت يعطل الرحلة الأخيرة لأمريكية من أصل لبناني إلى وطنها

> هيوستن «الأيام» كالاهان أوهير وماريا كسباني:

> كان رامي بصبوص يكلم أحد أقاربه في بيروت في الرابع من أغسطس عبر الهاتف لإجراء الترتيبات اللازمة لنقل جثمان والدته من الولايات المتحدة إلى مسقط رأسها عندما سمع دوي الانفجار الذي هدم أجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية.
أسفر الانفجار الذي كان الأكبر من نوعه في تاريخ بيروت عن مقتل 172 شخصا وإصابة حوالي ستة آلاف وأطلق احتجاجات استهدفت النخبة السياسية في لبنان. وأنهى الانفجار خطة عائلة بصبوص لدفن المتوفاة التي كانت زوجة وأما محبوبة إلى جوار أقاربها.

قال رامي (21 عاما) عقب جنازة والدته يوم الأربعاء في هيوستن بولاية تكساس ”قبل الانفجار والشغب كان أمامنا مجموعة كبيرة جدا من العقبات لتحقيق ذلك (دفنها في لبنان)، لكنه كان ممكنا. وبعد الانفجار وكذلك الشغب الآن أصبح أمامنا فرصة ضئيلة للغاية لتوصيلها إلى هناك بسلام“.
توفيت ريتا بصبوص في وقت سابق هذا الشهر عن 53 عاما بعد أسابيع من خضوعها لجراحة في القلب. وكانت ريتا تعاني من متاعب صحية لإصابتها منذ عشرات السنين بداء السكري وما ارتبط به من مشاكل في الكلى ثم أصيبت بفيروس كورونا في أبريل نيسان واستمرت معاناتها منه في مايو .

وقال ابنها إنها شفيت في نهاية الأمر لكن المرض أنهكها.
”كانت تحب العالم“، هكذا وصف رامي والدته ريتا التي ولدت في لبنان وكانت تتحدث خمس لغات وعاشت في موريتانيا والولايات المتحدة حيث عمل والدها مهندسا مدنيا.

وقال رامي إن ريتا عملت مدرسة بعد أن استقرت عائلة بصبوص في هيوستن وكرست جانبا كبيرا من وقتها للعمل التطوعي ومساعدة المهاجرين الآخرين.
وجلس مشيعون يضعون الكمامات ملتزمين بالتباعد الاجتماعي في جنازتها بكنيسة سيدة الأرز المارونية في هيوستن بينما كانت زهور وردية وبيضاء تزين نعشها.
جنازة السيدة ريتا بصبوص، وهي أمريكية من أصل لبناني، بكنيسة سيدة الأرز المارونية في هيوستن بولاية تكساس يوم 12 أغسطس آب 2020.
جنازة السيدة ريتا بصبوص، وهي أمريكية من أصل لبناني، بكنيسة سيدة الأرز المارونية في هيوستن بولاية تكساس يوم 12 أغسطس آب 2020.

وقالت أسرتها إنها تشعر بالامتنان لأنها استطاعت إقامة جنازة لتشييعها في ظل الجائحة.
وقال رامي إن القيود المفروضة بسبب الجائحة فرضت على الأسرة بث وقائع الجنازة عبر الإنترنت لأفراد الأسرة والأصدقاء الذين لم يتمكنوا من الحضور.

ودفنت ريتا في مقبرة بمنطقة هيوستن.
ولا تزال الأسرة تأمل بإعادة رفاتها إلى لبنان غير أن الاضطرابات في بيروت والمشاكل الصحية التي أثارها فيروس كورونا دفعت الأسرة لتجميد هذه الخطط في الوقت الراهن.

وقال رامي ”نتندر بأن ما حدث كان رسالة رفض منها“ للعودة.

رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى