طريق باتيس كبث بأبين.. خطر يتربص بالمسافرين

> تقرير/ عبدالله الظبي

> طريق باتيس كبث الواقع في مديرية خنفر محافظة أبين المحاذي لقناة الري القريبة لسد باتيس أصبح خطرا حقيقيا يهدد حياة مستخدميه لتأثره باندفاعات مياه السيول التي جرفت جزءاً كبيراً منه لعدم وجود دفاعات تحمي الطريق من الانجرافات، مما ينذر بحدوث كارثة إذا مرت سيارة ذات وزن ثقيل أو عدم انتباه السائق لحالة الطريق، وخاصة أن الطريق يقع على منعطف مفاجئ ولم يتبق منه إلا جزء صغير بالكاد يتسع لسيارة واحدة، ناهيك عن خطر انزلاقها إن لم يكن السائق ذا مهارة عالية في القيادة.

«الأيام» زارت الطريق وشاهدت الأضرار الكبيرة التي تحتاج إلى صحوة ضمائر المسؤولين في وزارة الأشغال العامة والسلطة المحلية بالمديرية أو المحافظة.
وعبر الكثير من المواطنين، التقتهم «الأيام»، عن مخاوفهم من خطورة بقاء الطريق على ما هو عليه، وطالبوا الجهات المسؤولة بضرورة إصلاحه قبل أن يتسبب بكوارث إنسانية، إذ يقع على مسار حركة سير نشطة للسيارات من مديريات يافع والزائرين لكبث، باعتبارها مناطق جذب للزوار لموقعها الزراعي الجميل.

ويقول فصيل السعيدي، رئيس منظمة سما أبين للتوعية والإرشاد والمدير التنفيذي لمنظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات: "للحديث عن طريق باتيس- رصد- معربان يجب علينا العودة إلى سنوات خلت، وبالتحديد إلى العام 1967م ما بعد استقلال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي شكلت نقلة نوعية في بناء المدارس والمستشفيات وشق الطرق وتعبيد الرئيسية منها، وكانت طريق باتيس رصد حاضرة في أدراج رؤساء الجنوب ورؤساء الوزراء المتعاقبين، وأتذكر وضع حجر الأساس لمشروع طريق باتيس رصد من قبل العطاس وعلي ناصر والقائمة طويلة، وكان سبب التأجيل يعود إلى التمويل، وشحة الإمكانيات".

وأضاف: "تم ترحيل المشروع إلى ما بعد العام 1990م، وانتقل ملف دراسة التكلفة، الذي أعدته شركة صينية، إلى صنعاء وتمت الموافقة المبدئية على إدراج المشروع في إطار المشاريع التي يتم اعتمادها من ميزانية الدولة، ولكن فشلت جميع الحكومات المتعاقبة في توفر الاعتماد لتنفيذ المشروع".
وتابع: "تأخر تنفيذ خط الطريق إلى أن تم اعتماد تمويل المشروع على حساب دولة قطر، وعندما بدأ العمل في الطريق كانت الحروب والأزمات تقف حجر عثرة أكثر من عثرات الصخور التي تواجه الآلات الحديثة التي تشق جبال حطاط".

وتابع قائلا: "للأسف بعض الأهالي كانت مواقفهم سلبية، وبالذات المتضررين الذين تمر الطريق في أملاكهم، فمشروع الطريق عمل فيه مقاول من خارج المحافظة أيام فريد مجور محافظ أبين السابق، وكان المقاول يشتغل بمفرده ولم يقبل بتشغيل عمال أثناء قيامه بمسح الطريق وتعبيده، وبسبب التخطيط السيئ تم جرف أجزاء من الطريق التي تم ردمها بالتراب والكري أكثر من ثلاث مرات قبل أن يستكملها المقاول، لأنها تقع في ممر السيول، والتجريف الذي حصل مؤخرا بسبب عدم شق الطريق في باطن الجبال وعدم وجود جسور أرضية في الأماكن التي تمر فيها السيول".

وقال عبدالقادر خضر السميطي: "بالنسبة لطريق باتيس سرار رصد معربان يعتبر من المشاريع الحيوية، ويربط المديريات الثمان ببعضها البعض، ويربطها أيضا بمحافظة لحج وعدن والبيضاء، هذه الطريق تأسست بدعم قطري 100 ٪، ويقدر طولها حوالي 85 كيلومترا، وتوقف العمل فيها أثناء حرب القاعدة على أبين وتعرضت أبين للخراب والدمار، ولكن من حسن الحظ أن هذه الطريق ظلت شامخة، والآليات تم الحفاظ عليها من قبل المواطنين في تلك المنطقة وجزاهم الله خير الجزاء، وهذا العمل يحسب للمواطنين ولازالت المعدات في الحفظ والصون منتظرة من يحركها، ولكن للأسف الدولة صامتة ومنتظرة دعم قطر المتوقف لأسباب سياسية بحتة الكل يعرفها، ويفترض أن تعمل الحكومة على جلب تمويل وتبحث عن بديل لتمويل مشروع الطريق والاستمرار بالعمل بها، إذ إن الطريق تعرضت لانهيارات بسبب السيول الجارفة خلال المواسم الأخيرة، وقد تم تصنيف الانهيارات من الدرجة الأولى ويبقى تشكيل فريق هندسي متمكن لإعادة النظر في شق هذه الطريق الحيوية".

وأضاف: "إننا كمواطنين نطالب الحكومة بالإسراع في تنفيذ هذا المشروع، لما له من أهمية كبيرة في حياة المواطنين، وتخفيف المعاناة عن الذين يستخدمونه في سفرهم وترحالهم، وأملنا كبير في الحكومة وأهل الخير والتجار ومصنع الإسمنت".

معاناة الناس لا توصف
وقال المواطن صلاح اليوسفي: "طريق باتيس كبث تعاني من كذب وزيف وإهمال السلطة المحلية في محافظة أبين ومديرتي خنفر وسرار، وكل مرة نرى مسؤولي المديرات يعملون زيارة وصورة ويذهبون، وبعد سنة أو سنتين يتم تغيير مدير جديد وتأتي وجوه أخرى لا تختلف عن السابقين في انعدام المسؤولية التي قد تسبب كارثة، باعتبار أن هذا الخط يحاذي وادي بنا ويعد أكثر عرضة للسيول، وكل مرة السيول والأمطار تجرف أجزاء من هذا الخط حتى أصبح منتهيا بشكل كامل، لأنه أهمل من قبل السلطة في المحافظة".

وتابع حديثه لـ«الأيام»: "معاناة الناس والمسافرين لا توصف، وطرقات يافع وعرة جدا وعندما يأتون يجدون طريق باتيس كبث بهذا الإهمال، وقد تسببت الطريق بحوادث كثيرة بسبب المنعطفات، وراح ضحيتها الكثير من أبناء مديريتي خنفر وسرار".
واختتم حديثه بتوجيه رسالة إلى الجهات المعنية قائلا: "أود أن أوجه رسالة للجهات المعنية في المحافظة وأناشدهم أخذ هذا الموضوع بجدية، ويعملون بكل إخلاص وصدق لإنهاء معاناة المواطن في الطريق الذي لم تُجرَ له أية صيانة منذ تأسيسه".

خطر الانهيار الوشيك
من جانبه أكد مروان جبور الشاطري، ناشط حقوقي، على تسليط الضوء على هذه القضية التي شغلت المواطنين والرأي العام في محافظة أبين وسط صمت السلطات المعنية في للمحافظة.
وأضاف: "طريق باتيس كبث هي إحدى أهم الطرق، إذ تربط مدن الساحل بالوادي في مديرية خنفر، ناهيكم عن أن المنطقة سياحية، ومتنفس للعديد من الأسر، إذ يوجد فيها منطقة العيون التي يقال إن مياهها تعالج الكثير من الأمراض".

وأشار إلى أن "هناك مشاكل كبيرة يعاني منها المواطنون اليوم تتمثل في خطر الانهيار الوشيك للطريق الذي شيد منذ عقود ولم تعمل له أية صيانة أو تجديد، كما شاهدتم وشاهدنا الكثير من الصور حول الطريق المتهالك والمناشدات التي أطلقها أهل منطقة كبث ومدينة باتيس حول حصول وشيك لكارثة، لا قدر الله، إن لم تلتف السلطات له وتسارع بترميمه وحمايته من السيول التي تضرب المنطقة سنويا، وتوجيه الجهود المعنية والمنظمات الدولية لعمل المصدات والجيبونات على ضفته، ونستغرب كثيرا لأن هذه التدخلات لا تكلف شيئا، فالفرص في المنطقة كثيرة وهي الأحجار والأيادي العاملة وما ينقصهم غير التحفيز، ولكن إلى متى التأخير؟ حتى تحصل المصيبة وتحل الكارثة".

وقال المواطن طاهر عبدالله حسن ثابت: "هناك معاناة كبيرة لدى مواطني المنطقة الذين يمرون في الخط، وإذا لم تنتبه سوف تسقط من الخط إلى الوادي، هناك الكثير من الحوادث حصلت، ووقت الأمطار يتوقف المسافرون عن استخدام الخط، بسبب عدم قدرتهم على المرور".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى