إلى محافظ عدن لملس

> الأخ محافظ عدن أحمد حامد لملس تمنياتي لك بالتوفيق أولاً.. التعقيدات الموجودة في العاصمة عدن كلنا يعلمها فهي متعددة ومتراكمة، وتحتاج إلى الابتعاد عن الروتين والآلية المستخدمة من قبل المحافظين السابقين، والتي لم تثمر عن تحقيق أي إنجاز بل تضاعفت التراكمات وتعقدت المشاكل.
لذلك أنت بحاجة إلى أسلوب جديدة لإدارة عدن، خاصة أن هناك حالة جيدة من التوافق على تعيينك في هذا المنصب.

ستجد نفس الوجوه التي عانقت الشهيد جعفر عندما تم تعيينه محافظاً، وعيدروس الزبيدي وعبدالعزيز المفلحي كلها تحتضنك وتعانقك على أمل أن يبقى فسادها وفشلها ونهبها للمال العام، لذلك كأول خطوة لنجاح إدارتك الابتعاد عن هؤلاء الذين عرف عنهم التعلق بكل المحافظين والمسؤولين، ليس بهدف خدمة عدن ولكن بهدف بقاء فسادهم وفشلهم وخدمة من يريد أن يغرق عدن في الفوضى.

لذلك عليك الاعتماد على وجوه جديدة صادقة مخلصة من ذوي الفكر والإخلاص وممن لهم سيرة مشرفة يكونون هم الأقرب إليك كحاشية يتم الرجوع إليها، وتكون مرجعا للمراجعين من أبناء عدن، لأن الحاشية هي أساس النجاح أو الفشل وحذارِ تكرر أخطاء من سبق.

وفيما يخص المشاكل المتعددة التي تواجه العاصمة عدن، ولأنها معقدة عليك فكفكتها مشكلة مشكلة وبشكل منفرد، بعيداً أيضاً عن الروتين السابق، ولكن من خلال إجراء دراسة ولو اضطر الأمر الاستعانة بخبرات من التحالف العربي أو حتى من دول عربية أو أجنبية للمساهمة في دراسة الحالة أو المشكلة وإيجاد طرق وأساليب لحلها وخاصة المشاكل المعقدة مثل الكهرباء والماء والبنية التحتية وانتشار العشوائيات بشكل كبير وخطير يهدد مدنية عدن.

بالإضافة إلى أهم ملف وهو الملف الأمني وحل الإشكالات القائمة منها الفوضى الأمنية وعدم واحدية القرار الأمني، وانتشار الأسلحة والأطقم والتجوال بها، والقضاء على الفوضى المرورية والسيارات غير المرخصة، والبسط على الأراضي، حتى تعود هيبة الدولة ومكانتها، كل ذلك يحتاج إلى أسلوب فريد في الإدارة وأفكار جريئة يتم تنفيذها للخروج من الأزمات والمشاكل بالتدرج.

أيضاً هناك أشياء بسيطة إن حدثت في البداية ستعطي جانبا إيجابيا للمواطن يحفزه على التعاون معك، مثل تحسين مظهر شوارع عدن والجولات، وهذا الأمر لا يكلف كثيرا، من خلال التعاون مع المستثمرين والتجار كلاً في شارعه يتم تشكيل لجان عبرهم بإشراف من قبلك وإلزامهم بالمساهمة بتحسين الجولات الرئيسة والشوارع، صحيح هذا ليس من ضمن الأولويات ولكنه مهم لإعطاء جرعة من الأمل أن هناك عملا قادما مختلفا عما سبق.

لا أعتقد أن تأهيل جولة كالتكس أو جولة الغزل والنسيج وتوسيعها سيكلف الكثير، مثل هذه المشاريع تجار سيقومون بها إن وجدوا الجدية والمصداقية من السلطات المحلية.

ومن ضمن الأفكار التي يجب أن تكون على طاولتك موضوع متنفسات عدن وأماكنها السياحية والترفيهية، التي تعد واجهة عدن وتعكس جمالها وفيها يجد المواطن العدني نفسه، هذه الأماكن تعرضت للإهمال والنهب والحيلة واللف والدوران للحصول عليها، ومنذ 2015 أو حتى ما قبلها لم يعطِ أي مستثمر هذه الأماكن حقها، وكان هدفهم جميعهم الربح، لذلك وخطوة متقدمة حصر كل هذه الأماكن من خلال لجنة تشكل من ذوي الاختصاص والأمانة، ويتم الاستعانة بشركات متخصصة في التخطيط لتصميم هذه الأماكن وكل موقع بما يستحقه، وتعرض التصاميم بعد إنجازها للمستثمرين بشرط أن يلتزموا بهذه التصاميم الحضرية التي تعكس وجه عدن المشرق، وإن حدث ذلك ستنتقل عدن نقله نوعية إلى الأمام وتسجل إنجازا كبيرا لم يسبقك إليه أحد.

فرص النجاح أمامك كبيرة إن أحسنت استغلال الفرصة وابتعدت عن أساليب الإدارة السابقة الفاشلة وكلنا أمل بذلك، وفي الأخير أنت لا تمثل شخص أحمد حامد لملس بل تمثل مشروع يمثل الأمل والطموح لشعب الجنوب. تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى