تمرة معلق بجمرة

> أحمد عمر حسين

> جاءت قواطر التمر السعودي والناس تعيش القهر الذي وقع عليهم عمدا وعدوانا. ما الذي سيفعله كرتون التمر؟! والذي سيذهب معظمه لتجار الحروب ووكلاء الجمعيات الخيرية.
العملة تم تعويمها وتدميرها وتم الاستيلاء على المعونات والهبات والثروات من بيع النفط والغاز واختلاس ومصادرة الرواتب وتوزيع الرتب الكبيرة كما توزع المعونات، وكأننا بسوق الحراج، ومن أين؟! من الكائد الأعلى (معذرة القائد الأعلى).

الناس وصل بها الحال إلى ما دون خط الفقر بل ووصلنا لحالة الإملاق، كل ذلك بسبب العاصفة ومن يدير الحرب بالأصالة أو بالوكالة، ولا ينكر ذلك سوى تجار الحروب وآل البيت والعشيرة. رغم أننا لا ننكر حالة الفساد السابقة، التي هي إرث لعفاش وحاشيته بلا منازع، إلا أن العاصفة قد أتت بفساد لا شبيه له ولن يستطيع حتى إبليس أن يأتي بمثله أبدا.

تمرة المملكة بعد أن أوصلت الدولار إلى 800 ريال معلقة بجمرة حارقة، ولم تصل لمستحقيها رغم عدم فائدتها بعد سوء الوضع، والتي لا تشبع التمرة البطون ولا تكسي العراة ولا تعالج سقيما ولا تسدد إيجارا ولا تأتي بالدقيق والأرز.
تمرة المملكة معلقة بجمرة لا تشبع البطن ولا تجلب مسرة، فالجيش والأمن الجنوبي المهاب من المحيط الإقليمي سابقا ها هو اليوم يعتصم ويرسل رسائل حضارية إلى المعنيين بالأمر تذكرهم أنكم تتناسون طائفة من الشعب وتحرمونها رواتبها والمتسبب بهذه الجريمة الشرعية والمملكة.

للأسف سفير المملكة يتذاكى أو أنه جاهل بالقانون الدولي وكذلك بالشريعة، ففي تصريح له ينفي إن تكون للمملكة مسؤولية عن الرواتب والخدمات، وهذا يتنافى مع الواقع والقانون الدولي، وبناء على ذلك فالمملكة أمامها ثلاثة خيارات:

1 - إما أن الوضع احتلال، وهناك أعراف وقانون يرتب ويحكم ذلك الوضع، وماذا يجب على الجهة المحتلة من التزامات.

2 - وإما أن الوضع شراكة، ولهذا الوضع عقود ومواثيق تبين وتوضح علاقة الشريكين.

3 - وإما أن الوضع وضع المعين والداعم، ولهذا الوضع حقوق ومترتبات واضحة تعلمها المملكة كما تعلم مترتبات الوضع 1 و2.

بطبيعة الحال لا أحب توصيف الوضع بالنقطة 1، ولكن أفضل إحدى النقطتين الثانية أو الثالثة أو كليهما معا 2 و3.

لكي تستقيم الأمور ولا نصل إلى نتيجة (جاء يكحلها فأعماها)، نتمنى من قيادة المملكة مراجعة حساباتها من أول وجديد، فهدف العاصفة المعلن لن يتحقق وهذا واضح، وسيطرة الحوثي على الشمال حقيقة ساطعة وبذلك لا يجوز التمترس وراء شعار زائف، فالحقائق ستظهر أكثر وأكثر في الشهور القادمة رغم وضوحها البين منذ ولجت الحرب عامها الثالث.

الشرعية بحاجة إلى تأصيل وتعريف جديد مجمع عليه، وبحاجة إلى شراكة جديدة من القوى الحقيقية دون انتقاص. اختصار واحتكار الشرعية بتعريفها الحالي ووضعها الذي مر عليه ست سنوات فيه خطر كبير على المملكة قبل غيرها.

أسئلة إلى قادة المملكة:
ماذا ستفعلون إذا توفي الرئيس هادي، ونائبه الذي لا يسنده لا دستور ولا مبادرة؟ إذ إن تعيين نائب في ظل المبادرة الخليجية وتعليق الدستور يعتبر بدعة غير حسنة وغير جائزة، وكذلك إذا توفي البركاني رغم أن الرئيس الفعلي للبرلمان المؤبد هو في صنعاء يحيى الراعي)؟

ماذا أنتم فاعلون إذا الشرعية قررت الاستغناء عنكم والاستعانة بحليف جديد مثل تركيا وقطر؟
الأخذ بكل الاحتمالات يجب وضعه صب أعينكم.

سعادة السفير آل جابر بحاجة إلى إعادة ضبط لمفهوم الدبلوماسية، وكذا الإقرار بما يلزم على من أصبح مسؤولا بدخوله بلدا وُضعت تحت الفصل السابع من مجلس الأمن.
الحرب ذات طبائع متعددة ووجوه كثيرة وليست طلعة طيران وقصف بوارج فقط. الحرب الحقيقية التي تحقق الاستقرار وتثبت الانتصار هي تحسين ودوام الخدمات الضرورية والحيوية ودفع الرواتب وتوفير الأمن والصحة للجميع وحماية عملة البلد من الانهيار ومكافحة الفساد وليس إطلاق العنان له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى