طريق «ضيك يهر – الموسطة» تختصر المسافات لمشروع إستراتيجي يربط عدداً من المديريات

> تقرير/ سعدان اليافعي

> طريق ضيك يهر – الموسطة تختصر المسافات لمشروع إستراتيجي يربط عدداً من المديريات
تكلفة تبلغ 20 مليون ريال سعودي وبدعم أهلي..
طريق ضيك – يهر – الموسطة - لبعوس التي يبذل فيه العاملون جهوداً كبيرة تحت إشراف لجنة أهلية صارمة، وبدعم مغتربي المنطقة وفاعلي الخير من أبناء يافع الأوفياء.

تلك الطريق التي تختصر المسافات وتربط بين أكثر من ثلاث مديريات بطول 7 كيلو مترات مختصرة الطريقة الرسمية الرابط لمديريات يافع المعروفة بـ "نقيل الخلاء" من خلالها يقطع المارون أكثر من 37 كيلو متراً رغم انحداراتها ومنعطفاتها الالتوائية الصعبة، التي استمرت في خدمة الإنسان لعقود زمنية مضت ووصل الحال بها إلى حفر وتشققات خطرة ، وكذا إلى اختناقات وازدحام، لتحول منفذ ما بين الجنوب والشمال صوب يافع الوحيد نتيجة الحرب الدائرة في الجبهات.

جأت فكرة البحث عن طريق أخرى مختصرة للزمن وآمنة من الأخطار وتسهيل الحركة، وانبرى هناك رجال أفذاذ من أبناء يافع يتقدمهم الشيخ النقيب الداعم الأبرز للمشاريع الخيرية على مستوى الجنوب الرجل البار عبدالله عوض النقيب أبو رائد في رئاسة لجنة فخرية لمشروع كان تحقيقه مستحيلاً، وانتظر الكل منذ حقب زمنية كبيرة لحكومات توالت وسلطات تعاقبت، لكن لم ينظر لذلك المشروع إلا أبناؤه. شكلت اللجان ووزعت المهام وانطلق المهندسون وبادر المغتربون واستنفر الجمع بغرفة عمليات ميدانية عاملة كخلية نحل لإنجاز هذا المشروع الإنساني الخيري والاجتماعي لخدمة أهالي يافع بالدرجة الأولى، حيث تعاهد الكل عبى تحقيق الحلم وتحويل المستحيل إلى حقيقة.

في هذا الاستطلاع الميداني نتعرف على أهمية المشروع والآلية التي من خلالها سار ويسير بها العمل وإلى أين وصلت مراحله؟ كل هذه نسكبها في سطور مع القائمين على المشروع بلقاءات ميدانية:

النقيب: عملنا خيري ومشروعنا إستراتيجي للمستقبل.
الرئيس الفخري للمشروع رجل الخير الشيخ عبدالله النقيب أبو رائد أكد أن أهمية المشروع كونها تربط مديريات عديدة في يافع العليا والسفلى، وقد قسم هذا المشروع إلى مراحل، حيث كانت مرحلة البدء الأولى من يهر إلى منازل آل عتيق، وتم تقسيم المرحلة الثانية من رهوة ضيك إلى تل الحلي آل الفحة "وسط ضيك"، والمرحلة الثالثة من الرحبة إلى واجهة يهر للالتقاء بالطريق الرئيسي، تلك الثلاث المراحل خططت من أجل سرعة إنجاز المشروع الذي كان هدفاً مهماً جدا للجنة، ويتطلب الدعم والمساندة والعطاء لكي ننجزها بوقتها المحدد.

وأضاف الشيخ عوض النقيب: "العمل جارٍ بكل وتيرة وحلحلة، وأي إشكالية ستظهر هنا أو هناك طرحنا الكثير من معالجاتها في سبيل العمل الخيري والسباق نحوه.
وأشار النقيب إلى مسار الطريق في السيلة وممرات المياه، حيث تم حفر السائلة بعمق ثلاثة أمتار بعرض ثلاثة أمتار بطول 2 كيلو للصبة كمشروع إستراتيجي كبير للمستقبل محمي بمصدات ضد السيول.

وناشد الشيخ النقيب كل رجال المال والأعمال ورأس المالي اليافع والمنظمات المانحة التحرك في دعم هذا المشروع الإستراتيجي الذي يفيد مئات الآلاف من الأسر ويربط مديريات يافع كافة، بل يعتبر منفذاً مرورياً آخر ما بين مناطق يافع والجنوب، شاكراً كل من قدم وعمل على تحقيق هذا الحلم.
وقال مدير المشروع: إنه تصميم هندسي عملاق سيكلف الطريق ما يزيد عن 20 مليون سعودي.

زين سعيد
زين سعيد
الشيخ زين سعيد القائم على المشروع تحدث هو الآخر بقوله: "نشكر الفريق الإعلامي الذي تكرم بتشريفنا للحضور بتدشين المرحلة الثانية من مشروع يهر ضيك الذي يربط ثلاث مديريات (المفلحي - يهر - لبعوس) جاءت هذه الطريق بضرورة ملحة لاحتياجات الناس لها وصعوبة المواصلات التي كانوا يعانون منها، وهذه تلبية لطموحاتهم لتحويل الحلم إلى حقيقة بإذن الله".

وأكد الشيخ زين أن الطريق تم الإعداد لها بدراسة هندسية عالية بوجود م د. علي عبدوه الذي أشرف هندسياً على هذا المشروع الكبير بعد استفادته من الأخطاء والعيوب، وصعوبة في الطريق الرسمي بيهر النقيل ولبعوس والبيضاء والاختناقات والأضرار التي تحدث فيها لضيقها لأنها لم تصمم بأن تكون رابطاً ما بين الشمال والجنوب، وكانت سابقاً طريقاً فقط لمصلحة أهالي يافع وسمك الإسفلت أقل من 5 سم، لكن هذا الطريق التي نحن بصدد فتح مرحلتها الثانية اليوم صممت بشكل إستراتيجي وهندسي أكبر كي تستوعب القاطرة والنقل الكبير، ولتخفيف الضغط على الطريق القديم يهر النقيل لبعوس، وهذا مختصر بطول 7 ك وبتكلفة حوالي 20 مليون ريال سعودي، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في المرحلة الأولى من الخط الرئيسي إلى قرب منازل آل قصد بحدود كيلو ونصف، وهذا ما نحن فيه من مرحلة تكون أسهل، وفرصة سريعة لأننا على ثلاث مراحل للشق وبناء المصدات والعبارات للمياه والدك ثم السفلتة بإذن الله.

وأضاف الشيخ زين: "كل هذه الجهود بفضل إخواننا وأبنائنا من يافع بصورة عامة، وعلى رأسهم الشيخ عبدالله عوض النقيب، رجل خير وله مساهمات على مستوى الوطن، إضافة إلى آخرين لهم دور مساند وغير عادي من مالي ومعدات ومبادرات يهدفون من خلالها إلى سرعة تحقيق الحلم".

وعدد زين المصاعب والعراقيل بقوله: "التمويل هو المعضلة الكبرى نظراً لوضع الحرب وغياب الدولة بالدرجة الأولى، ونناشد الدولة إن وجدت والمنظمات الدولية والصندوق الكويتي والهلال الأحمر الإماراتي وكل المانحين من صناديق ومؤسسات ومنظمات تقديمَ يد العون والمساعدة لإنجاز هذا المشروع الهام والحيوي الذي يربط الثلاث المديريات كما أسلفنا، وبشأن المرحلة الأخيرة فهي تربط يهر برصد عن طريق حرضة شعب العرمي، وستربط يافع بشكل عام محافظة لحج ومحافظة أبين، لتؤكد أن في يافع ثورة طرقات لم تشهدها من قبل في هذه المرحلة بكل جهود الناس الخيرين، ونحن عملنا خيري لوجه الله سبحانه وتعالى، وهمنا خدمة الناس وتخفيف المعاناة عنهم بإذن الله وبجهود الجميع في المديريات الثلاثة، والانتقالي والسلطات والمشايخ والأعيان ورجال المال والأعمال، ورغم الصعاب مع ظهور كورونا وما سببه من تعطل الدولة والمنظمات، لكننا ماضون من اليوم في هذا المشروع الهام بقوة حتى تحقيقه بإذن الله".

"تصاميمنا ودراستنا مساعدة لمواصفات نقيل الخلاء الشاق"
د. علي عبده
د. علي عبده
المشرف الهندسي للمشروع م د. علي عبده هو الآخر كان متواجد للإشراف على بدء تلك المرحلة التقيناه كي يوضح لنا الصورة العاملة للطريق ومدى أهميتها وكيفية التصاميم الهندسية التي من خلالها تصمد تلك الطرقات لفترة زمنية أطول، وتتحمل ظروف التعرية وشاحنات النقل الكبيرة، فقال: "نحن نتواجد الآن في قمة رهوة ضيك التي تعتبر جزءاً من مسار الطريق الذي يربط السويداء بمفرق النجاد، وهذه الطريق عبارة عن 7 ك ونصف تربط مركز سوق يهر بالمفلحي الجربة وتستفيد من هذه الطريق كل مديريات يافع العليا، وحاولنا خلال تصميمنا لهذه الطريق أن تكون مساعدة ومساوية من حيث المواصفات بنقيل الخلاء، والكل يعرف أن طريق العسكري يهر نقيل الخلاء هي الشريان الوحيد تمر بكل مديريات يافع، وصارت مزدحمة جداً نتيجة لارتفاع وتزايد عدد المركبات التي تمر بها خلال السنوات الأخيرة، ومرور قاطرات نقل الكبيرة، وصارت فترة زمنية طويلة يقضيها من يريد المرور بها من وإلى مناطق داخلية، حيث جاء التفكير بطرق بديلة وعلى حساب آل الخير والمواطنين، وبإذن الله تكون هذه الطريق البديل والمساعدة بشكل أكبر لخدمة الناس، والمبلغ الذي جمع من آل الخير بسيط جداً يستدعي وقوف الجميع ومد يد العون لاستكماله من قبل رأس المال اليافعي ورجال الأعمال، والتكاتف لإنجاز مرحلة الشق التي تنقسم إلى أربع مراحل، المرحلة الأولى فقد بدأ العمل بها منذ عام من سوق السويداء إلى منازل آل بن قسد بطول كيلو ونصف، وبشان المرحلة الثانية فهي عبارة عن 2 ك تمتد من مفرق النجاد إلى مدرسة لجوار قرية لعدان، فيما المرحلة الثالثة من قرية تل العلي إلى منازل إلى قسد في حدود 2 ك ونصف، والرحلة الرابعة والأخيرة من تحت مدارس لجور إلى تل العلي وهي عبارة عن كيلو ونصف".

وتمنى م. عبده بأن يتكلل هذا المشروع بالنجاح داعياً كل الجهات الرسمية في الدولة أن تلتفت إلى هذه المشاريع المهمة، ووضعه ضمن مشاريع الدولة العملاقة فيما يقدمه من خدمة لأهالي يافع وربط مديريات يهر المفلحي، لبعوس، الموسطة حتى الحد، وأنه مختصر لكل المتاعب والمشقات، وبشأن سفلتة الخط فإمكانية المواطنين لا تسمح بذلك، ونؤمل من الدولة أن تقوم بذلك نظراً للتكلفة العالية للإسفلت.

وأضاف م. عبده أن الجدوى من هذه الطريق هي عودة الحياة لمثل هذا الوادي الذي نحن بجانبه تركوه الناس، والزراعة التي كانت كجنة، وهذا يحرك الجوانب الاقتصادية ليافع ويعود الوادي الذي كان يغذي يافع بمنتجاته الزراعية، كما أن هذه الطريق تختصر 13 ك مترات من الطريق الكلي التي كان يقطعها الناس، بحيث كان يقطع المواطن أكثر من ساعتين للتحرك من المفلحي إلى يهر، وسيصل خلال هذه الطريق بأقل من نصف ساعة، كذلك بما يكتنزه الوادي من مكونات البناء كالأحجار وبوجود الطريق سيقلل من تكلفة البناء في يافع ويستفيد الناس من ذلك.

"أهمية الطريق في الترابط الاجتماعي للنسيج اليافعي القاصدي والمالكي"
خالد الجهوري
خالد الجهوري
وكيل محافظة لحج الشيخ خالد الجهوري، أحد الرجال الداعمين للطريق، وكان حاضراً تحدث بالقول: "أهمية الطريقة تكمن في ربط مديريات يافع بني قاصد بمالك، ومنها التاريخ يستمد بالترابط الاجتماعي والنسيج الواحد اليافعي لربطها الجميع بالمديريات وعدم وجود أي إشكاليات بشأن مرورها في الأراضي، وهناك ستكون جولة في رهو ضيك كملتقى لكل الطرقات بأكبر جولة في يافع بمساحة (60×60م)". داعياً الجميع للتفاعل معها ودعمها خاصة التحالف العربي والصندوق السعودي والكويتي والإماراتي الداعم للإعمار والخدمات بالبلد، موجهاً شكره لرأس المالي اليافعي لتفاعله مؤملاً منهم بالنظر لهذا المشروع الهام والفزعة التي اعتاد رجال يافع القيام بها.

"أهمية طريق ضيك تربط مديريات يافع وحلم سيتحقق بسواعد الرجال"
غالب الحربي
غالب الحربي
رئيس المجلس الانتقالي بمديرية يهر كان مشاركاً في هذا التدشين أ. غالب الحربي تحدث بالقول: "نحن هذا اليوم بمعية لجنة الطريق ندشن المرحلة الثانية للطريق الرئيسي يهر- ضيك - المفلحي، ولأهمية الطريق وربطها فمعظم مديريات يافع مرت بمراحل، ونحن مستمرون نحو تتحقق الهدف من خلالكم ونوجه شكرنا لمن قدم بالمراحل السابقة، وندعو كل الخيرين ورجال المال إلى الهمة والفزعة للوقوف مع أولئك الرجال في تنفيذ هذه الطريق الهامة التي تعود بالنفع على كل أبناء مديريات يافع. وإلى المنظمات الداعمة والصناديق التنموية في القيام بواجبها لإنجاز معنا هذا الحلم".

المسؤول الإعلامي للمشروع أكرم كرام قال: أهمية الطريق أنها تربط مديريات يافع لحج ومديريات يافع أبين التي تباعدت، ولم يكتب لهن اللقاء إلا بهذا الطريق الدولي. واصفاً المشروع بأنه إستراتيجي، ويجب على كل رجال يافع الوقوف لتحقيقه حتى يستفيد منهم مئات الآلاف من الناس بكل يافع.

الكثير من المواطنين استبشروا خيراً بوصول الطريق إلى المرحلة الثانية وتنقلها ما بين البداية والنهاية للاستفادة منها خلال هذا المراحل حتى تتحقق كلها، وقد تحدثوا مستبشرين باستمرار ثورة الطرقات في يافع لربطها كشبكة واحدة يستطيع الناس الوصول إلى الهدف سريعاً، وكذا لصعوبة المنطقة وانعدام الخدمات ومنها الطرقات هاجر الناس إلى المدن، وبتوفر تلك الطرقات ستعود الحياة خاصة أن ليافع خصوصية في جوها الرائع وطبيعتها الخلابة.
يهر طريق ضرك
يهر طريق ضرك

رأي كاتب السطور
دعوة نوجهها إلى كل الجهات المعنية في الدولة إن وجدت، والى التحالف العربي بأن مثل تلك المشاريع المهمة في حياة الناس يجب أن تدعم بقوة لتستمر الحياة ويبقى الناس متمسكين بأرضهم هناك، كما هي دعوة إلى كل فاعلي الخير ورجال المال والأعمال، وكذا المنظمات المانحة لمثل تلك المشاريع للمسارعة، وزيارة تلك المناطق للاطلاع على وضعها ورفدها ومساعدة الأهالي هناك. الصندوق الاجتماعي للتنمية والمواطنون يوجهون الدعوة لتسويتهم ببقية المناطق التي يسمعون عن تدخلات وإنجازات تم تقديمها في هذا المضمار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى