لا أحد يملك اليقين

> نملك مقاربات عند هذا المستوى أو ذاك. يظن بعضهم امتلاك الحقيقة لكنه ظن لا أقل ولا أكثر.
لا أحد يمتلك الحقيقة. يمكن الاقتراب لما نسميه حقيقة من زوايا متعددة مختلفة ربما، لكن الحقيقة الكلية تفوق منظومتنا المعرفية؛ إذ إن مجموع الزوايا محصورة هي الأخرى بأبعاد محددة.

فإذن من الجمال أن يوجد الغموض، وأن يستمر البحث، وطرح العديد من الأسئلة ورسم العديد من تهويمات الخيال.
نمتلك قبسًا من السر أحيانًا عن طريق حلم في منام. ألهذا تفسير نهائي أو حتى نسبي؟

اللغة ذاتها لا تحتمل. محدودة بالطبع.
الرموز الدلالية تعبر عما عرفه الإنسان وربما تخيله، وإضافة هنا وإضافة هناك ومفارقات محدودة ليس أكثر.

تطور اللغة هو الآخر يتيح المحاولات البشرية من نحو هذا الجمال.

الجمال المطلق لا بد أننا لا نعرفه، لا بد أننا نجهله. هو أكثر من أن نحيط به إدراكًا؛ فلو أدركناه بالكامل كان محدودًا، وحاشا له أن يكون. اللا محدود يظل بعيدًا عن معرفتنا الكلية لا في هذا الزمن فحسب بل في كل الأزمان والعوالم والأكوان وخارجها؛ لأن معرفتنا الكلية محدودة جدًا ترتشف من البحر فنجانًا مصفى فترتوي؛ أتقدر أن تعب البحر كله؟ هذا خارج الإمكان. وليس من الجميل أصلًا إلا بأن هذا الأمر خارج الإمكان.

للعلم ميادينه وله كامل حريته وسيبلغ مبلغًا نتوقعه أكبر وأكثر، لكنه سيظل محدوداً جدًا.

لا يجب على الدين تكبيل العلم ولا يجب العكس. لغة اليجب هذه فارغة المحتوى أو هي تعيسة. العلاقة أن كل معنى يبحث في مساره. الخيارات لا تنفذ. الاحتمالات لا تنتهي. الطاقة الخلاقة تكمن في الإبداع؛ والإبداع هو أولًا الحرية، وهو أولًا إضافة تلوينة جديدة على فضاء لوحة الجمال اللا حيز محدد لها. اللون بمفرده قد لا يكون بديعًا ووجوده كعدمه (ما العدم؟ وهل عدمه كوجوده؟)، اللوحة في غنى عنه، لكن القيمة تكمن في امتزاج الألوان في علاقتها ببعضها في محاكاة رمزية لعمل أكبر. اللوحة تظل في غنى عن أي شيء ووجود كل شيء ليس شيئًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى