لقاء فلسطيني في موسكو لمناقشة ملفات السلام

>

يناقش وزير الخارجية الروسي ملف المصالحة وإمكان انضمام "حماس" إلى منظمة التحرير ودور الرباعية الدولية

في ضوء التقارب السياسي الفلسطيني، واستكمالاً للاجتماع الذي شمل الأمناء العامين للفصائل، وجهّت وزارة الخارجية الروسية دعوة إلى حركة "حماس" لحضور لقاءٍ لترتيب البيت الفلسطيني يجمعها مع نظيرتها حركة "فتح"، وبحث ملفاتٍ أخرى متعلقة بعملية السلام مع الإسرائيليين.

لم تكن هذه الدعوة الأولى التي توجهها موسكو. ففي عام 2011، احتضنت مباحثات المصالحة الفلسطينية، وعام 2019 جمعت الفصائل الفلسطينية لبحث الملف ذاته، ولم تخرج بأيّ نتائج فعلية ولا ضمنية.

طلب فلسطيني

لكنّ ثمّة تفاؤلاً يراه المراقبون للساحة السياسية الفلسطينية من اللقاء المرتقب. ويقول الباحث في الشأن الفلسطيني وسام الفقعاوي إنّ التقارب بين الفصائل قد يعطي نتائج إيجابية في اللقاء الروسي، بخاصة أنّ حركتي "فتح" و"حماس" تحاولان التقرب منها كونها عضواً في الرباعية الدولية التي تطمح القيادة الفلسطينية إلى أن تكون راعية لعملية السلام بدلاً من أميركا. 

في الواقع، وجّهت موسكو في 25 أغسطس (آب) الماضي، دعوة لحركة "حماس" إلى لقاء يجمعها بوزير خارجيتها، لكنّها عادت وأرجأته إلى ما بعد اجتماع قادة جميع الأحزاب والتيارات الفلسطينية الرئيسة الذي عقد في 3 سبتمبر (أيلول) الحالي.

ووفقاً لمعلومات "اندبندنت عربية"، فإنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدّد الدعوة للقاء يجمع حركتي "حماس" و"فتح" في موسكو بناءً على رغبة ممثلي الفصائل الفلسطينية. تشير المعلومات إلى أنّ رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي، طلب من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أثناء لقاء جمعهما في 7 سبتمبر، عقد لقاء بـ"حماس"، على أنّ يناقش المصالحة الفلسطينية بناء على مخرجات اجتماع الأمناء العامين، وفتح حوار شامل بين الفصيلين.

ومن المتوقع أن يكون اللقاء في موسكو نهاية سبتمبر، وفقاً لعضو المكتب السياسي حسام بدران الذي يقول إن بوغدانوف اتصل بعددٍ من قيادات "حماس" من أجل ترتيب اللقاء على أن لا يناقض ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد موقف الحركتين إزاء مختلف القضايا، وكذلك مناقشة ملف المصالحة.

عدم معارضة عملية السلام

لكن معلومات "اندبندنت عربية" تشير إلى أنّ روسيا تسعى في لقائها بـ"حماس" للحصول على موقف بعدم معارضة أيّ خطوة مقبلة في عملية سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تكون برعاية الرباعية الدولية، وتتضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين في تقرير المصير الوطني، بما في ذلك إقامة دولة مستقلة، بغض النظر إذا كان ذلك وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام أو مواثيق الأمم المتحدة.

وحول الملفات المطروحة، يقول المتحدث باسم "فتح" حسين حمايل، إنّ موسكو ستناقش إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني بما فيه انضمام "حماس" إلى منظمة التحرير، وإمكان إقامة حوار شامل بين الفصيلين مع القضايا المتعلقة بفلسطين مثل التطبيع وإقامة السلام مع إسرائيل.

لكن "حماس" لم تتطرق إلى إمكان مناقشة هذه الملفات في لقاء موسكو. ويقول القيادي فيها حماد الرقب إنّه من المستبعد أن تنزل روسيا بثقلها إلى الحديث عن ملف المصالحة الفلسطينية أو رعايته، بل من الممكن أن تشير إليه على هامش اللقاءات، ويبقى الملف مقتصراً على الجهات العربية.

ويؤكّد الرقب أنّ ثمّة ملفات لها علاقة بعملية السلام مع إسرائيل مطروحة على طاولة الحوار في موسكو. يظهر ذلك في قوله "بغض النظر عن النتيجة النهائية للقاء موسكو، فإنّ حماس تسعى إلى بناء علاقة دبلوماسية جيدة مع روسيا، والتي هي جزء كبير من المجتمع الدولي وعضو في الرباعية الدولية التي صنّفت حماس على قوائم الإرهاب".

وحول العلاقة بين "حماس" وروسيا، يقول الرقب "تربطنا علاقة جيدة منذ فترة طويلة، وهناك اتصالات مستمرة، ويطلبون استفسارات من حركة حماس، وحدثت لقاءات جمعتنا بقيادات روسية، لكن هذه العلاقة مقتصرة على وزارة الخارجية، ولا تشمل الجهات الأمنية".

الرباعية الدولية

على أيّ حال، تعول "فتح" و"حماس" على موسكو كثيراً في أن تكون مساندة لحقوق الفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ورجحها الرئيس محمود عبّاس في أكثر من مرة لتكون راعية لعملية السلام، وناقش ذلك مع مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.

ويأخذ الموضوع اللقاء في موسكو جانباً آخر من وجهة نظر "فتح"، التي ترى أنّ أميركا باتت غير مناسبة لعملية السلام، وأنّ روسيا هي الأقرب لذلك، من خلالها مباشرة أو عن طريق الرباعية الدولية التي هي جزء منها. 

ووفقاً لحديث مصدر مشارك في لقاءات موسكو من حركة "فتح"، فإنّ القيادة الفلسطينية أعطت تعليمات بمناقشة ملف عملية السلام برعاية دولية وإشراف روسي في حال موافقتهم على ذلك.

ويرى الباحث في الشأن الفلسطيني وسام الفقعاوي أنّ اللقاء المرتقب في موسكو يؤسس لانطلاق عملية سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تكون جدية هذه المرة، وبرعاية الرباعية الدولية، مشيراً إلى أنّ روسيا طرحت ذلك على عبّاس مؤخراً.

وبحسب حديث عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية في "فتح"، فإنّ الرباعية الدولية ستجتمع قريباً للإعلان عن بدء مفاوضات فلسطينية إسرائيلية لإنهاء الصراع. وتشير المعلومات إلى أنّ الاجتماع تأخر إلى حين عقد لقاء يجمع "حماس" و"فتح" في موسكو لمناقشة الاتفاق على عدم معارضة أيّ طرف مجريات الحوار مع إسرائيل من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى