مطلوب كيان تعاوني لقيادة الجمعيات السكنية

> تعد مشكلة السكن إحدى المشاكل المهمة في المجتمعات لاسيما العربية، والتي تشكل تحدياً أمام الحكومات أمام قطاعات واسعة من السكان لما لها من تأثير مباشر لحياة الناس واستقرارهم النفسي والاجتماعي والاقتصادي، ولما لها من تأثير سلبي على أفراد المجتمع ونفسية الشباب التي تعتبر بالنسبة لهم هي الشغل الشاغل كوسيلة تأمين لاستقرارهم الاجتماعي، في ظل النقص الحاد والمفاقم لأزمة السكن، والأمر في عدن قد يختلف قليلاً في ظل وجود مساحات واسعة مخصصة للجمعيات السكنية لذوي الدخل المحدود منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، والتي تقدر مساحتها بـ (1800) هكتار مخصصة لـ (144) جمعية سكنية تضم أكثر من 40 ألف عضو، إلا أن منذ ذلك الحين عجزت الدولة وحكوماتها المتعاقبة عن تبني سياسات واضحة وملموسة لتلك الجمعيات، وأمام قساوة الظروف المعيشية والصعبة للموظف ذي الدخل المحدود، ومع تدني مستوى الأجور والمرتبات لهذه الشريحة العريضة ظلت تلك الأراضي عبارة عن أكوام ترابية مكشوفة عرضة للإهمال والعبث من قِبل الخارجين عن القانون، وما كان أمام البعض إلا أحد أمرين أحلاهما مر إما أن يقوم ببيع أرضيته بأبخس الأثمان ليرضى بالقليل الموجود على الكثير المفقود، وإما تركها لمزيد من الإهمال والعبث لتكون مصدر إغراء للعابثين والناهبين والمتفيدين كما وصل إليه الأمر في نهاية المطاف، وما نراه اليوم من سطو منظم من قِبل جماعات مسلحة من ورائهم جماعات متنفذة لا هم لديهم سوى التصرف بأراضي الغير لكسب المال الحرام مستغلين بذلك هشاشة الدولة وضعف الأجهزة الأمنية، وتعدد وتداخل صلاحياتها في ظل هذه الحرب العبثية التي تعيشها البلاد على حساب الموظف البسيط الذي لا حول له ولا قوة.

إن ما تشهده عدن اليوم من عبث ونهب لأراضي الجمعيات السكنية هو بالتأكيد عبث وإهمال تتقاسمه الدولة مع تلك الجماعات لتخاذلها وتخليها عن واجباتها في حماية الملكية الخاصة والعامة، مما اضطر البعض لأن يكون بديلاً للدولة في حماية ممتلكاته الخاصة ليضع نفسه في خط المواجهة الأول مع تلك الجماعات، وما ينتج عن ذلك من هدر للدماء لتشتعل الفتنة بين الناس.

إن الأمل اليوم يحدو الكثيرين بالمحافظ الجديد الشاب حامد لملس من منطلق مسؤوليته محافظاً لعدن، ومعه كل الخيرين من حوله بالقيام بما عجز عنه الآخرون بأن يولي المسألة جل الاهتمام لما من شأنه وقف هذا العبث وإيجاد الحلول الجذرية والإستراتيجية والتفرغ لرسم السياسات والأولويات لتحقيق هذا الحلم على أن يظل جسداً بلا روح، ولمساعدة الأخ المحافظ في ذلك أرى من الضروري إيجاد إطار تعاوني فعال يقود الجمعيات السكنية في هذه المرحلة، وليكون بمثابة همزة الوصل بين الجهات الرسمية في الدولة وبين الجمعيات السكنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى