متى يأتي جنوبكم؟

> في البدء أود أن أقول إن قلمي ليس قطاعا عاما، وعلى غير عادته بادرني صديق مسؤول في الحكومة، أتحفظ عن ذكر اسمه، قائلاً لي ووجهه متجهم وكأننا لسنا أصدقاء قدامى: أنت تكتب لصالح الانتقالي، ولا ترى بعين قلمك ما يفعله بالناس.

قلت له: أولا لستُ ممن يكتب وفق ما يمليه عليه أحد مقابل ثمن، ولست قلما للبيع والشراء، وضف إلى معلوماتك أنني لست في الانتقالي، لكن ما يجمعني بالانتقالي الهدف الذي يجمع عليه الجنوبيون وهو الخط العام (إعادة دولة الجنوب إلى ما قبل 1990)، ولكن برؤية جديدة وأن تكون دولة مدنية بكل ما تحمله معاني المدنية، وأي كان من القوى السياسية تحمل هذا الهدف فأنا معها ومنها وإليها.

وأمام محاولات لإسكات صوتي، واستئصال حنجرتي لن أتوقف عن نشر ما أراه صائبا، إنني أؤمن بأن الشمس لا تنطفئ بنفخة من مسؤول مهما كانت سلطته ومهما كانت سطوته، وأن التاريخ يتذكر حملة الأقلام من الصحفيين والكتاب وينسى رؤساء الحكومات، وبالتأكيد هناك حاكم سابق، ولكن ليس هناك صحفي سابق ولو مات ودفن ومر عليه الزمن.

قلت لصديقي المتجهم ذلك، لكنه لم يستجب لكلامي بل طالبني أن أتوقف عن الكتابة وخصوصاً ما ينشر لي في صحيفة "الأيام" الغراء.. وقال لي: سيكون لك رضاء عند الحكومة. قلت له يا صديقي: إن الصحفي هو خادم للناس وليس مسيلمة الكذاب.
صرخ في وجهي قائلا: إن الكتابة وظيفة حكومية ليس عليك سوى تنفيذ التعليمات وانتظار الراتب والعلاوات وخصوصا وأنت صحفي تعمل في صحيفة حكومية.
كانت تلك الكلمات هي ما أجهزت على ما تبقى من جسور بيني وبينه وخصوصا عندما رفعت قلمي في وجهه قائلا له: هذا قلمي سلاحي، ليس قطاعا لكم، أما سلاحكم فهو التضليل.. ما تبقى من صديقي ردد وهو متجهم.. سنرى متى يأتي جنوبكم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى