بين دعم التحالف وعراقيل إخوان الشرعية.. محافظ عدن إلى أين؟

> عدن "الأيام" خاص/ غرفة الأخبار:

> مناهضو التحالف بالشرعية يكرسون طاقاتهم لتقويض جهود محافظ عدن
تُبدي دول التحالف العربي اهتماما متصاعدا بتنمية العاصمة عدن في أعقاب تعيين أحمد حامد لملس محافظًا للعاصمة، وهو ما يفسره العديد من المراقبين على أنه استكمال للعلاقة الوطيدة بين الجنوب والتحالف التي بدأها الطرفان بتحقيق انتصارات عسكرية على التنظيمات الإرهابية وجماعتي الإخوان والحوثي، بيد أن أطرافا وجماعات نافذة داخل الشرعية اليمنية ماتزال تتربص بهجود التحالف العربي؛ ما يثير مخاوف من أن يكرس مناهضو التحالف طاقاتهم وجهودهم نحو تقويض عمل المحافظ.

يأتي ذلك في الوقت الذي اختار فيه المحافظ لملس أن يخترق خلايا الإخوان النائمة في العاصمة وذلك بعد أن أقدم على اتخاذ جملة من القرارات الخدمية والإدارية التي يأتي على رأسها إقالة جميع مدراء المديريات وتعيين آخرين، فيما ثمنت كل المكونات السياسية، قرارات المحافظ في تأكيد على أن الشارع استقبل القرارات بإجماع وارتياح واسع.

واكتسبت قرارات المحافظ أهميتها من كونها خطوة متقدمة على طريق تنفيذ اتفاق الرياض، الذي جاء تعيين أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد حامد لملس، كجزء من استحقاقاته السياسية، في الوقت الذي تعثّر حتى اللحظة تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق أو الإعلان عن حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب.

وتؤكد مصادر متعددة أن محافظ عدن حصل على وعود من التحالف العربي والتزامات من حكومة الشرعية اليمنية بدعم جهوده لتثبيت الوضع الأمني في عدن وإعادة الخدمات وتفعيل مؤسسات الدولة، غير أن الشرعية اليمنية لم تف بأي من التزاماتها حتى اليوم، وهو -وفق مراقبين- ما يتطلب موقفا حاسما من دول التحالف قبل أن تتحول التزامات الشرعية إلى معاول هدم تقوض كل جهود التحالف في إعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والخدماتية في عدن والجنوب كافة.

وبحسب مراقبين، فإن "قوى نافذة داخل الشرعية اليمنية تحاول أن تعرقل جهود أحمد حامد لملس لأكثر من هدف، لأنها تدرك أن تطوير العاصمة وتنميتها يضيق الخناق على محاولات اختراق عدن مجددا؛ إذ إنها تبحث عن بيئة خصبة تساعدها على نشر مجاميعها الإرهابية، إلى جانب أن نجاح لملس في الارتقاء بالعاصمة سيبرهن على فشل الشرعية التي تحججت طيلة السنوات الماضية بقلة الإمكانات لتبرير صعوبة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والخدمية أيضا".

ويقول هؤلاء "يدرك لملس أن السير في خطط التطوير الخدمية والإنشائية والتنموية يتطلب تطهيرا في المواقع القيادية داخل المحافظة بما يساعده على تنفيذ خططه، ما كان دافعا نحو تركيزه على إدخال تعديلات إدارية في المديريات التي تشهد أوضاعا صعبة أو التي يتولى إدارتها شخصيات محسوبة على مليشيات الإخوان التي تسعى جاهدة لإفشال لملس في مهمته التنموية".

يؤكدون أن "العديد من وكلاء العاصمة متورطون في وقائع فساد عدّة، وهو ما سيتطلب تتطلب تدخلات عاجلة من المحافظ للتعامل معهم بما يمكنه من إنجاح خططه، وقد تكون حركة التغييرات التي طالت مديري الإدارات مقدمة لمزيد من القرارات التي ستطيح رموز الفساد خارج إطار منظومة العمل الخاصة بمحافظة عدن".
ومنذ اللحظات الأولى لمباشرته مهامه ميدانيا توعد المحافظ لملس مديري وقيادات المرافق الحكومية والدوائر الوظيفية، بإحالتهم إلى نيابة الأموال العامة، في حالة ثبوت ارتكابهم لقضايا فساد، مستغلين بذلك وجودهم في مناصبهم، وإهدارهم للمال العام.

وكشف المحافظ عن إجراءات ستتخذ في قادم الأيام، بحق عدد من مسؤولي القطاع العام، قائلا: "ستسمعون خلال الأيام والفترات المقبلة كثيرا عن إجراءات المحاسبة في كثير من القطاعات، وستتم إحالة العديد من المسؤولين إلى نيابة الأموال العامة".
وأضاف: "سنتخذ تدابير تهدف إلى تفعيل دور مراكز الرقابة والمحاسبة، وقد أخبرت مديري العموم وقيادات السلطة المحلية، في كثير من الاجتماعات التنفيذية، أنه في حالة من ثبت تورطه بقضايا فساد، لا يتوقع مني تغييره وإقالته من منصبه فقط، بل ستتم معاقبته وإحالته إلى القضاء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى